Home»National»مواهب خفية برزت في زمن كورونا

مواهب خفية برزت في زمن كورونا

1
Shares
PinterestGoogle+

انتشار فيروس كورونا أملى اتخاذ إجراءات وقائية صارمة على جميع المستويات والأصعدة  منها فرض الحجر الصحي وإغلاق أماكن التجمعات من أسواق شعبية ومؤسسات تعليمية ومقاهي ومطاعم وحمامات وغيرها , كما شمل بعض المهن الحرة كالخياطة والحلاقة وأنشطة أخرى تدخل في إطار الاقتصاد غير المهيكل , ونتيجة لذلك وجد الناس أنفسهم في حاجة ملحة لتدبير حاجياتهم اليومية بالاعتماد  على النفس في أمور شتى وبطرق تثير الدهشة , وما كان لها إن تبز لولا الظرف الطارئ والحاجة التي هي أم الاختراع , فكيف ذلك ؟

مواهب خفية

أبان بعض المعارف عن مهارات في فن الحلاقة ,فأمام استحالة الذهاب عند الحلاق واصطحاب الأطفال الصغار كما جرت العادة , تحول الأستاذ إلى حلاق منزلي بعد اقتناء المعدات الخاصة بذلك , فما حك جلدك مثل ظفرك , ووثق ذلك قي فيديو تبودل مع أفراد العائلة , مساهمة في التخفيف من روتين العزلة وتبديد القلق , ونال إعجابا واستحسانا فما كان لينتبه إليه في الظروف العادية , واتخذ كقدوة لكل من اعتاد التردد على صالونات تقدم هذه الخدمة , فالوقت وقت حذر من العدوى التي استشرت وفي الأقطار و عمرت واستعصت ولا من مغيث إلا الله سبحانه وتعالى .

موهبة ثانية ظهرت نتيجة فرض الكمامة على كل مرخص له بالخروج لأغراض ما , ونظرا لعدم تناسب العرض مع الطلب , استعصى – في بعض الأماكن – الظفر بها , وحتى لا يتعرض للسؤال في حالة لا يقتنع فيها السائل بالجواب , فالحيلة أحسن من العار , كيف لا والابتكار فن المكن واللاممكن, فصناعتها بوسائل لا تعوز كل مبدع متعدد الحرف

 يسر التوفيق بين النظرية والتطبيق , و الاستعانة بقنوات اليوتوب مباح .

وعلاقة باليوتوب فقد أصبح معلما لمن لا يعرف فن  الطبخ , و هكذا تحول احدهم إلى طباخ يعد الأكلات الشهية التي ما أحوجنا إليها لتقوية جهاز المناعة كما ينصح بذلك , وهو الذي لم تطأ قدماه المطبخ إلا آكلا, فأبان عن مهارة لا تجارى ,وان – بالتأكيد – هذا الفن ليس مرتبطا بنون النسوة بل للمذكر (السالم) باع طويل.

هناك من تحول إلى صباغ فاشترى العدة وارتدى بذلة خاصة بمهمة كهاته , وامتطى السلم وجال عبر البيوت والجدران , يحمل ريشة فنان  يرسم لوحة تشكيلية ,  بطعم العزلة ووحي التنفيس عن مكنونات تخالج الروح وتملا الوجدان , وان كانت عابرة في الزمان كقصيدة شعر , والشعر هنا لنزار قباني ..

يا من صورت لي الدنيا كقصيده شعر
وزرعت جراحك في صدري وأخذت الصبر

و الشيء بالشيء يذكر,  فقد برزت مواهب كثيرة في قرض الشعر بكل أنواعه وأوزانه.مقفى وحرا , وقصائد نثرية من شعر منثور ونثر شعري , وغيرها من بحور الشعر وتفعيلاته هي من وحي اللحظات التي تمور بها  النفوس , وتحلق في العلياء هربا من واقع الحال , وصدمة الأرقام التي تبث على مدار الساعة والأيام,  حول الوباء وما خلفه من ماس يشيب لها الولدان .

كما أجادت بعض الأقلام بخواطر ومقالات ما كان للزمان أن يجود بمثلها لولا هذه الظروف العصيبة , فالمنح تولد من رحم المحن, قيل للإمام الشافعي رحمه الله: أَيّهما أَفضل: الصَّبر أو المِحنة أو التَّمكين ؟ فقال: التَّمكين درجة الأنبياء، ولا يكون التَّمكين إلا بعد المحنة، فإذا امتحن صبر، وإذا صبر مكن.

 خلاصة

رب ضارة نافعة , فرغم أن الخطب جلل فان ما فرض علينا من حجر وقائي كانت له ايجابيات منها ما ذكرته ومنها أشياء أخرى قد تكون غابت عني أو سهوت عنها , وتصب كلها في قدرة الإنسان على التأقلم مع الظروف وعدم الاستسلام لليأس لأنه قاتل أكثر من المرض , فإذا كانت الطبيعة لا تقبل الفراغ فان البشر أولى بذلك , فليشغل نفسه بما يفيد.

 والشائع أن كبار الفنانين والمخترعين والأدباء ذوو شخصية تميل للعزلة والانطواء , يفضلون الأجواء الهادئة وسط  مكتباتهم أو مراسمهم أو بالبادية حيث اتخذوا مساكن وسط الحقول والجبال والوديان والغابات , ويستمدون الإلهام مما يحيطهم من جمال وسكون وضياء القمر , وقد أبدعوا في مختلف الفنون الأدبية والموسيقية , وفي اعترافات جان جاك روسو ما يؤكد ذلك , كما أن حياة موزرت فيها الكثير من الماسي ,و بيتهوفن كان خجولا ومعتل الصحة و به صمم فقد أوشك على الانتحار في لحظات عصيبة , وهو صاحب السيمفونيات  التي ولدت في ظروف غير ميسرة وقدر لها إلى اليوم الخلود , والأمثلة لا تعد ولا تحصى .

وأخيرا وليس آخرا يبقى الأمل في غد أفضل بدون أمراض ولا أوبئة قائم , بفضل العلم والعلماء الجادون , وفي ذلك فليتنافس المتنافسون .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *