عبدالقادر كتــرة

طالبت دولة الصين الشعبية الاشتراكية من الجزائر ضمانات أداء الفواتير المترتبة عن المعدات والتجهيزات الطبية الشاملة التي طلبتها الجزائر بما قيمته أربع ملايين دولار قبل شحنها إلى مطار « الهواري بومدين »، رغم مفاوضات مباشرة مع الدولة الصينية التي لم تتنازل عن طلب الضمانات المالية الكافية لشركاتها.

واستجاب النظام الجزائري لنداءات الاستغاثة التي أطلقها الأطباء الجزائريون بسبب التفشي السريع لوباء فيروس كورونا المستجد « كوفيد 19 » بعد أن بلغت الوضعية الوبائية في البلاد مرحلة الخطر، وتزامن الأمر مع نفاذ المعدات وتراجع مخزون الدولة الاستراتيجي من المعقمات والأدوات الطبية الأساسية.

وذكرت مصادر إعلامية جزائرية (جريدة algerie part وموقع « كل شيء عن الجزائر »)، أن النظام الجزائري أمر بمنح وعود للصين من أجل الحصول على امتيازات داخل الجزائر في شكل مشاريع بحوالي 5 ملايير دولار من عائدات الاقتصاد القومي الجزائري للشركات الصينية مقابل بعض الأجهزة الطبية، مع العلم أن الشركات الصينية حصلت خلال الستة سنوات الأخيرة على مشاريع قياسية في الجزائر بلغت قيمة صفقاتها 10 ملايير دولار، فيما الطلبية الطبية الجزائرية قيمتها لا تتعدى الـ4 ملايين دولار.

وعزت الصحف الأوروبية وبالخصوص الفرنسية أسباب رفض الصين تلبية طلب الجزائر دون الحصول على ضمانات الأداء، إلى معاناة الشركات الصينية العاملة بالجزائر وتلك التي أنهت أشغالها وغادرت الجزائر فيما لا تزال الدولة الجزائرية مدينة لتلك الشركات بأزيد من 3 ملايير دولار، وأن تلك الشركات بصدد خوض معارك قانونية لاستخلاص أموالها، وهو الخبر الذي خلف موجة سخط كبيرة في صفوف الشعب الجزائري الذي يعول كثيرا على المقتنيات الطبية القادمة من الصين لتخفيف حدة الوباء المنتشر في البلاد.

وفي الأخير ومقابل الضمانات استجابت الصين إلى مطالب الجزائر حيث استلمت، يوم الأحد 5 أبريل، أول طلبيات للوسائل الطبية، قادمة من مدينة شانغهاي الصينية، على طائرتين عسكريتين للجيش الوطني الشعبي، حطت بمطار هواري بومدين بالعاصمة، تتضمن « 8 ملايين و 500 ألف كمامة ذات ثلاثة مطويات، واقنعة من نوعfpp2 خاصة بالأطباء » سيتم تحويلها إلى الصيدلية المركزية لتوزيعها على المستشفيات، والتي كلّفت ميزانية الدولة  » 4مليون،و 950ألف دولار ».

طلبيات الجزائر من الأدوية والوسائل الطبية، الموجهة لمكافحة فيروس كورونا، ستواصل الوصول تباعا طول شهر أبريل، والأشهر القامة ايضا، حيث تستسلم منتصف أبريل طلبية ثانية مكونة من، » 100 مليون كمامة، ومليون لباس كلي مخصص لسلك الاطباء، إضافة إلى 20 الف مجمع للكشف المبكر و 20 الف مجمع لنقلها ».