Home»National»كلمة تأبين في حق المشمول برحمة الله عز وجل الأخ العزيز السيد أحمد فريد الدرفوفي مفتش مادة اللغة العربية سابقا

كلمة تأبين في حق المشمول برحمة الله عز وجل الأخ العزيز السيد أحمد فريد الدرفوفي مفتش مادة اللغة العربية سابقا

1
Shares
PinterestGoogle+

كلمة تأبين في حق المشمول برحمة الله عز وجل الأخ  العزيز السيد أحمد فريد الدرفوفي مفتش مادة اللغة العربية سابقا

محمد شركي

أخ من أعز الأصدقاء  وزميل دراسة  وعمل مدرسا ومفتشا غادرنا البارحة  إلى دار البقاء ، وله علينا واجب شرعي أن نذكره بخير كما يذكر كل مؤمن بخير حين يلتحق بالرفيق الأعلى . ونأمل أن تفي كلمة التأبين هذه  بما علينا من واجب نحو المرحوم كأخ عزيز ، وزميل دراسة وعمل فاضل .

لقد كانت أول صلة لي بالمرحوم في نهاية السبعينيات من القرن الماضي  بكلية الآداب بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس حيث كان يتابع معنا دراسته الجامعية في السلك الأول بشعبة اللغة العربية وآدابها ،وكان في نفس الوقت طالبا أستاذا بالمركز التربوي الجهوي بمدينة وجدة . وكان رحمه الله صاحب دماثة خلق يبادر كل من يلقاه من الزملاء والأصدقاء بالتحية الحارة  يؤديها بعبارات تنم عن صدق المحبة والإخلاص .

وكنا ونحن طلبة بالكلية نزوده  بالدروس والمحاضرات التي تفوته وهو بمركز تكوين الأساتذة  بعيدا عن الكلية ، وكنا نتعاطف معه لما كان يبديه من رغبة وشغف كبيرين بالدراسة وبتواضع كبير . وكان رحمه الله تعالى حسن الظن بالجميع ، يحصل العلم من الجميع ولا يستنكف عن ذلك  ، ولا نكاد نحدثه عن معلومات أو مصادر أو مراجع حتى يخرج يراعه وكراسته و يمضي في التدوين مستفسرا ، ومستزيدا  بنهم وشوق وحرص كبير.

وكان رحمه الله تعالى مولعا باقتناء الكتب مصادر ومراجع ودوريات ومجلات وصحف. كما كان رجلا عصاميا يستميت في طلب العلم والمعرفة ، ويسافركثيرا من أجل ذلك .

ثم تجددت صلتي به مرة أخرى  حين جمعتنا الدراسة  العليا بجامعة فاس بعد تخرجنا منها والتحاقنا بمهمة التدريس حيث سجلنا سويا في تخصص الأدب الحديث مع فضيلة الأستاذ  الشاعر محمد السرغيني ، وحصلنا معا على شهادة استكمال الدروس كما كانت تسمى يومئذ ، وكان معنا المرحوم  الأستاذ الشاعر محمد بنعمارة رحمه الله تعالى ، وكنا نسافر جميعا على متن القطار من مدينة وجدة إلى مدينة فاس ، وكان سفرنا سفرا علميا نتبادل فيه المعلومات المتعلقة بدراستنا العليا ، وكان المرحوم الأخ أحمد فريد  كعادته لا يضع القلم والكراسة من يده وهو يدون ما يدور بيننا من حديث لأنه اعتاد على ألا تضيع منه فرصة دون تحصيل علم ، ولا يحتقر من المعلومات شيئا مهما كان ، وكان بذلك يجيد التوثيق بحيث إذا ندّ عنا شيء مما مر بنا يعود إليه في كراساته . وكان لا يبخل بشيء مما عنده من علم ومعرفة ، كما أنه كان يتابع باستمرار ما يؤلف ويطبع وينشر ، ويخبرنا بذلك للتو .

وجمعني به العمل مرة أخرى بثانوية عبد المؤمن بوجدة ، وكنت سنتئذ أستاذا معارا من ثانوية  الشريف الإدريسي للتعليم الأصيل . وكان وهو يدرس كعهدي به دائما يبحث ويجمع كل ما يتصل بعمله أو بدراسته العليا التي واصلها حتى نال دبلوم الدراسات العليا ، وشهادة الدكتوراه حول الشاعر السوري عمر أبو ريشة تحت إشراف الدكتور محمد السرغيني بجامعة فاس .

والتحق رحمه الله تعالى بالمركز الوطني لتكوين المفتشين بالرباط ، وكان أول طالب مفتش يؤلف كتابا عن التفتيش التربوي ظل مرجع أفواج من الطلبة المفتشين .

وجمعتني به مرة أخرى مهمة التفتيش التربوي بأكاديمية جهة الشرق بعد تخرجي من المركز الوطني لتكوين المفتشين ، وكان قد تخرجه منه قبلي بسنتين ، فتوطدت صلتي به بسبب الزمالة في العمل ، وكان ملازما للأستاذ مفتش اللغة العربية  السيد الفاضل  محمد الفكيكي يعملان سويا بنفس الجدية والمثابرة ، وكانت ظروف العمل تجمعنا في لقاءات ، وندوات نتناول خلالها كل ما يتصل بمهمة التفتيش . ولم يتغيرمن سلوك المرحوم  شيء مما عهد فيه حيث بقي على دماثة خلقه كما عهدناه  وعلى تواضعه ، وجديته في العمل الدءوب .

وكان رحمه الله تعالى حريصا على أن تكون مساهماته في اللقاءات والندوات  دقيقة ومركز ، كما كان يحرص على  أن تسفر عن نتائج  تفيد ، وكان كعادته يدون كل ما يدور في تلك اللقاءات والندوات ، الشيء الذي جعله مقررا بارعا في تحرير التقارير التي كان يعرضها على الزملاء ، ويطلب ملاحظاتهم عنها قبل أن يخرجها في شكلها النهائي . وكان رحمه الله لا يستنكف عن  تحصيل كل ما يفيده  طريقته في ذلك طريقة صديقنا الفاضل الأستاذ المرشد السيد عبد السلام الدحروش الذي  نسأل الله تعالى أن يكون بخير وفي صحة جيدة .

وكان رحمه الله بشوش الوجه قليل الكلام كثير الإصغاء كأنه في كل أحواله يلتقط المعلومات  ويحصل العلم والمعرفة . وكان إذا ما نشب خلاف أو سوء تفاهم  بين الزملاء يدخل  بلطفه المعهود، يسترضي كل طرف حتى يزول الخلاف أو سوء التفاهم  ، وكانت عبارة المألوفة  » نحن إخوة  »  يقولها بصدق وإخلاص.

ولا يخفى أنه رحمه الله تعالى نشأ في بيت تربية وتعليم حيث كان والده رحمه الله تعالى رجل تعليم ومفتشا ، وكانت له طريقة متميزة في التربية والتفتيش قوامها لين الجانب  ، ومما عرف عنه أنه كان يملأ جيوبه بقطع الحلوى يوزعها على المتعلمين لتحفيزهم على الجد في التحصيل  والتنافس فيه . وكان رجلا هادىء الطبع عليه وقار يحظى باحترام أسرة التربية في مدينة وجدة وخارجها . كما أن الأخ أحمد فريد رحمه الله له أخوات فضليات يشتغلن بالتربية والتعليم، وهن على أسلوب والدهن وشقيقهن في الجدية والتفاني في العمل . ولقد جمعت هذه الأسرة الكريمة بين العلم والمعرفة ودماثة الخلق .

ولقد كان رحمه الله تعالى حسن التدين ، ولا نزكيه على الله عز وجل ، يحرص على حضور الصلوات الخمس في المسجد ، وكان محبا لكتاب الله عز وجل وتلوته ،حريصا على حضور الدروس الدينية، فضلا عن حضور المحاضرات المختلفة .ولم يقعده عن ذلك سوى المرض الذي ألم به رحمه الله تعالى .

وما أظنني وفيت أخي الفاضل السيد أحمد فريد حقه في كلمة التأبين هذه ،لأنه أعظم شأنا مما ورد فيها ، وعذري في ذلك أن هذا ما سمح به الظرف ، وقد ذهلت بخبر وفاته ،  وآلمني ذلك  كثيرا ،ولا عزاء في فقدانه سوى قول ربنا عز وجل : (( وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربه ورحمة وأولئك هم المهتدون )) صدق الله العظيم .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. رمضان مصباح
    25/03/2020 at 12:02

    رحمه الله وأسكنه فسيح الجنان ،وقوى صبر عائلته وأهله وأصدقائه.وشكرا لك أستاذ محمد على هذه الوقفة.

  2. ليلى صديقي
    04/06/2023 at 02:21

    اللهم ارحمه واغفر له واسكنه فسيح جنانك يا رب العالمين كان رجلا طيبا والاكيد ان عددا ممن خلف أثرا طيبا في قلوبهم يكنون له المودة والتقدير ويطلبون من العلي القدير أن يرحمه ويغفر له وان يجعل قبره روضة من رياض الجنة وانا من هؤلاء .انا لله وانا اليه راجعون

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *