دار الثقافة ببوعرفة…..هيكــــــل بــلا روح……
بالحلومي مصطفى
دار الثقافة- تعبير جميل يحمل في طياته الكثير من المعاني، و في أولها أنها بيت « للثقافة » بمفهومها الواسع .
شيدت دار الثقافة ببوعرفة مند أكثر من ست سنوات، على مساحة هكتار تقريبا، حيث تم إنجازها بنمط هندسي ومعماري متميز. وهو المكسب الذي لاقى ترحيبا كبيرا بين مثقفي ومبدعي المدينة معتبرين إياه بالمكسب الهام.
من خلال المظهر العام للدار يعرف الزائر بأنها تخفي وراءها قصة إهمال لا حدود لها و تعاني من اليتم و حنان الادارة المسؤولة ، فالتهميش والإقصاء هو السيمة الطاغية عليها، ابتداء من البناية و مرافقها وانتهاء بحارسها الذي بقيت وضعيته المادية معلقة بين المقاول والادارة .
فأثناء تجوالنا بالدار، لاحظنا أنها تشتمل على مرافق عدة مهمة منها قاعات كبرى للعروض وقاعة للسينما و المسرح، و مكاتب وفناء واسع جدا.
هذا و يصعق الانسان عند ما يرى عملية الاهمال و الاستنزاف بل والتخريب التي تطال هذا الفضاء، و يشرد التفكير في محاولة دون جدوى لاستنطاق المكان.. ماذا أصابه.. لماذا لم يتم تعزيزه بالتجهيزات الضرورية حتى اليوم… لماذا لم يتم وضعه في الخدمة و يدشن رسميا. ماذا يحدث لهذا الفضاء المهم ليتعرض للاغتيال و يتحول الى لا شيء .لنتبين مدى التجاهل والإهمال الذي طال هذه الدار فكل شيء بها يبدو مرهقاً.. فالإهمال كان عاماً على كافة المستويات ،.، أما دورات المياه فحدث و لا حرج فهي غير صالحة للاستخدام والروائح الكريهة المنبعثة منها تزكم الانوف، لعدم ربطها بشبكة الماء، اضافة الى انعدام الاضاءة بالكهرباء. أما واجهتها فاتخذها الحمام و الطيور مقاما و أعشاشا لها.
هذا العبث و الاهمال الذي تعيشه دار الثقافة ،أمام مرأى الجميع وتحت ضجيج صمته المطبق، ليبقى مصير هذه الدار يحيط به الكثير من الغموض . حتى ليخيل للمرء أن هناك قوى خفية أو سياسة تدميرية، تسعى جاهدة إلى تدمير كل ما هو تنموي بالمدينة. ، كما وقع سابقا للمسبح البلدي، و المسبح المغطى ومستشفى المتعدد الاختصاصات وغيرها…
خلاصة القول، دار الثقافة تستغيث فهل من مغيث.. نداء يحمل بين أحشاءه حزمة من التساؤلات التي تبقى الإجابة عنها عند أهل الحل والربط بالوزارة الوصية.
Aucun commentaire