تفشي ظاهرة كفء حاويات الزبالة وبعثرة ما فيها ببعض شوارع حي الأندلس بوجدة

محمد شركي

سبق أن أشرنا في مقال سابق إلى اختفاء بعض حاويات الزبالة من بعض الشوارع بحي الأندلس في مدينة وجدة الشيء الذي نتج عنه تراكم الزبالة مكان الحاويات المختفية  لبعض الوقت خلال فصل الصيف ، ومع اقتراب عيد الأضحى وما ترتب عن ذلك من روائح كريهة ومؤذية، فضلا عن تكاثر الذباب وغيره من الحشرات المضرة .

ولقد تم تعويض الحاويات المختفية بأخرى جديدة قبل حلول عيد الأضحى إلا أن الظاهرة التي كانت وازداد بحدة هي عملية كفء الحاويات  في ساعة متأخرة من الليل  من طرف أشخاص يفتشونها للحصول على ما يريدونه من سقط المتاع  أو ما يمكن أن يسد مسد العلف لمواشيهم  التي تربى في المدار الحضاري . ومعلوم أن  بعض هؤلاء  يمرون في ساعة متأخرة من الليل بعربات تجرها الحمير أو يدفعونها هم لإفراغ الأكياس البلاستيكية بحثا عما ينشدونه علما بأن  بعض المواطنين ينفقون على اقتناء تلك الأكياس الخاصة بجمع الزبالة والصممة لتشد بخيوط تمنع تدفق الزبالة منها ، كما أنها تمنع انبعاث روائحها الكريهة وكل ما يمكن أن تسببه من أضرار ،فضلا عن كونها تسهل عمل عمال النظافة الذين يمرون فجر كل يوم لإفراغ الحاويات .

ولقد لوحظ مؤخرا أن ظاهرة كفء حاويات الزبالة قد استفحلت ببعض النقط في شوارع حي الأندلس  وهي تسبب مشقة وعنتا لعمال النظافة الذين تتطلب منهم إعادة تلك الحاويات إلى وضعيتها الطبيعي ، وجمع ما بعثر حولها وقتا وجهدا إضافيين، والمسؤولون عن ذلك هم من ينقبون في الزبالة في ساعة متأخرة من الليل والناس نيام .

ونأمل من الجهات المسؤولة أن تنتدب من يرصد هؤلاء أو تسير دورات أمنية لضبطهم ووضع حد لما يعيثونه من فساد . ونحسب أن شرطة البيئة معنية بهذا الموضوع لأن بعثرة الزبالة المودعة في الحاويات يعتبر جريمة في حق البيئة داخل المدار الحضاري ،وهو ما يعرض صحة المواطنين للخطر ، لهذا نرجو منها مشكورة ومأجورة إن شاء الله تعالى أن تعمل على وضع حد لهذه الظاهرة السلبية من خلال رصد المتورطين فيها ومتابعتهم قانونيا ، كما أنه من واجب الشركة المسؤولة  عن النظافة أن تنتدب من يرصد الذين يتسببون في متاعب لعمالها ، ويكلفونهم مشقة إضافية كل صباح .

ونأمل أخيرا من كافة المواطنين أن يساهموا جميعا في منع تفشي هذه الظاهرة السيئة من خلال التبليغ عن المتورطين فيها ، والمساهمة في وقاية محيطهم وبيئتهم وهو واجب شرعي قبل أن يكون سلوكا مدنيا لأن إماطة الأذى من المحيط تعتبر الشعبة الدنيا من شعب الإيمان كما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم  القائل :  » الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة فأفضلها قول : لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، والحياء شعبة من الإيمان » .