لماذا اصبح لزاما ان نغلب الجانب الزجري؟
لماذا كل هذه الاساءة الى مسبح العاصمة الجديد ؟
تبعا لما شاهدته من تصرفات مسيئة فعلا الى المجتمع والمدينة والبيئة والمنجزات المشتركة بين مختلف المواطنين وتنم فعلا عن تقهقر بين لمنظومة القيم ، وتخلي الاسرة والمدرسة والمجتمع المدني والأحزاب عن الادوار المنوطة بكل طرف بخصوص التربية والتلقين وغرس مبادئ المواطنة الحقة لا يسعني الا ان اضيف صدمة الى باقي الصدمات التي أصبحت مشخصة وتتطلب صحوة مواطنة على جميع الأصعدة ،ولعل الكل يدرك انني اتحدث عن مسبح الرباط الجديد المطل على البحر وطبعا عدت لاقارن تصرفات مواطنين بدول الغرب ازاء منجزات ومكتسبات مدنهم وطريقة التعايش مع ابناء جلدتهم ،هذا وسبق ان كتبت انه في شوارع ماستريخت بهولندا مثلا اين يتجول الناس بدراجاتهم لم اعاين مواطنا واحداً يسيء الى بيئته او الى مواطن آخر ،وان الأجواء يسودها احترام البشر والحجر والشجر في تناغم تام بل حتى السير بالدراجات لا تشوبه عراقيل او مشاكل ، لكن ما يؤسف له احيانا في بلدنا ،ان المواطن الذي يسيء الى البيئة ويرمي بالقاذوارت في الشارع العام ولا يحترم محيطه ،ولا السائق يحترم ممر الراجلين، ولا الراجل يحترم الضوء الأخضر الذي يمنعه من المرور بل يسمح بالمرور للسائق وان لم يقف له يشبعه سبا وشتما ، هو المواطن نفسه الذي يحتج ويندد ويطالب بحقوقه وكأن بينه و بين الفضاءات العامة وابناء جلدته ثأر ، لم اكن أتصور ان المسبح الذي استغرق جهذا وميزانية وكان الغرض منه هو استمتاع المواطنين رفقة عائلاتهم بما يوفره من راحة واستجمام وترفيه ان يصبح ملاذا لمنعدمي التربية الذين وصلت بهم الوقاحة الى الارتماء بالمسبح مع دراجاتهم الهوائية في استهتار كامل بقواعد السلامة وإلحاق الأضرار بمن يسبح في وجهة ارتماء الشخص بالدراجة الهوائية والإساءة الصارخة الى الاخرين بوقاحة وتحد وكأننا في شريعة الغاب ، هل وصل الامر الى هذا التسيب الأخلاقي وهذه الممارسات الدخيلة على ما كان عليه المواطن في السابق ؟ كل منا يعلم ان بعض الدول جرمت الاساءة الى الملك العام او رمي الازبال في الشارع العام اذ عاقبت على ارتكاب المخالفة بغرامات مالية ، لذلك قد يكون هذا الإجراء مجديا اذا كانت العقول متحجرة الى هذه الدرجة من اللاوعي ، قد نصب غضبنا على الجماعات الترابية والمنتخبين ولكن اليس من الاجدر ان نبدأ اولا بمحاسبة أنفسنا وتقويم اعوجاجها ،وتربية أطفالنا بالكف عن هذه الممارسات بدل غرس قيم الغش وعدم احترام الاخر ؟من يتبجح في قنوات التواصل الاجتماعي بصب غضبه على البلاد والعباد ، ليبدأ اولا بتشخيص داء اللامواطنة واللاوعي المعشش في البعض قبل التفنن في أساليب انتقاد وتحطيم الاخر ، لما نكون طرفا مساندا لجماعتنا الترابية على الأقل بالكف عن الاساءة الى الفضاءات العامة واحترام الاخرين الحفاظ على المنجزات والمكتسبات المعتبرة ملكا عاما ومشتركا بين الساكنة إذاك نتمكن من محاسبتها على عدم القيام بالواجب ، لما تحين الانتخابات يكون من واجبنا الحرص على وضع الاشخاص المناسبين في مواقع القرار نظرا لثقل تحمل مسؤولية الشأن المحلي ، لا الاعتصام في الأبراج العاجية والاكتفاء بالتنديد والاحتجاج ،كنت اعلم ان منظومة القيم في طريق الانهيار وان الكل تخلى عن دوره ، ولم اكن اعلم انه من بين دلالات التسيب وعدم احترام الاخرين اختراع بعض منعدمي الضمير الارتماء بدراجات وسط مسبح رائع مطل على البحر وما يستتبع ذلك من خطر إصابة الاخرين بأضرار وما للفعل ذاته من تسيب واستهتار بالآخرين ، ونحن مقبلون على العطل والصيف ، لماذا لا نعطي العبرة للاجيال القادمة ومواطني الغد دروسا في الحفاظ على البيئة وحب فضاءاتنا العامة و احترام جمالية المدن واحترام خصوصية الاخرين آنذاك نستعير فصاحة الخطباء من أجل محاسبة المسؤولين بصرامة ، ولعل العودة الى الصرامة أيضا من اجل الضرب على أيدي المنتصرين للتسيب امر لا بد منه .
سليمة فراجي
Aucun commentaire