الحوار الاستراتيجي الداخلي يدخل جامعة سيدي محمد بن عبد الله في « خلوة إدارية »
بعد نجاح الأستاذ رضوان مرابط رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس في كسب تحدي مباريات مناصب المسؤولية بثماني مؤسسات تابعة للجامعة، وما اقتضاه ذلك من دراسة واقعية حذرة وواعية لطبيعة الاستحقاقات ضمانا للنزاهة وتعزيزا للشفافية وتحقيقا لتكافؤ الفرص وتجنبا لهدر الزمن الجامعي، لتجاوز السلبيات التي أفرزتها وضعيات التسيير بالنيابة وما صاحبها من جمود على مستوى المبادرات وانكماش على مستوى على الانجازات، بهدف تحقيق إقلاع حقيقي لمنظومة التعليم العالي والتكوين والبحث العلمي بمؤسسات الجامعة، وتنمية تنافسيتها وتقوية جاذبيتها لمواجهة تحديات المحيط الجهوي والوطني والدولي.
اختار الأستاذ مرابط بعد أن أرسى سفينة المباريات في شط الأمان بكل ثقة واقتدار اختار »الهجرة » يومي 03 و 04 ماي 2019 بفريقه الجديد إلى « خلوة إدارية » بضاية الرومي ضواحي مدينة الخميسات، حيث الهدوء والصفاء الذهني والبعد عن كل ما يمكن أن يشوش على « الحوار الاستراتجي الداخلي » الشعار المؤطر لفعاليات « الخلوة الإدارية » والذي يعد مشروع تنمية الجامعة، إطاره المرجعي ومشاريع تطوير المؤسسات الجامعية موضوعا له ومقترحات ميزانية 2019 مجالا له، وتعزيز العلاقات وتقوية أواصر التواصل بين أفراد الفريق المسير هدفه المركزي.
بهذا التوجه في ممارسة الإدارة الحديثة الذي صدر عن رجل خبر مجالات التعليم العالي والتكوين والبحث العلمي من مواقع متعددة، وترسخ لديه أن تأهيل العنصر البشري وإعادة الثقة للفاعل الإنساني، وإطلاق ممكنات الكفاءات البشرية الجامعية على أرضية التحفيزات المعنوية وقاعدة التشاركية الحقيقية هي جسور العبور الآمنة لتحقيق الحكامة التشاركية المتجددة.
وبهذه المقاربة المنطلقة من رسوخ القناعة بأن المؤسسات الجامعة هي الحاضنة الجامعية الطبيعية لتبني وتنزيل مفردات ومقتضيات مشروع تنمية الجامعة الذي لا يمكن أن ينمو خارج محاضنها.
جاءت فكرة « الخلوة الإدارية » كآلية ذات صبغة إدارية وتنظيمية محضة لتوسيع دوائر التنسيق الإداري وتنويع فضاءات التشاور التنظيمي وجرد التحديات وتقديم الأفكار الجماعية والحلول المشتركة المشفوعة باقتراح مبادرات واستراتيجيات لكسب الرهانات على المدى القريب والبعيد للأعوام الثلاثة المقبلة، كما أكد ذلك رئيس الجامعة في كلمته المؤطرة لفعاليات « الخلوة الإدارية » وليست بديلا عن مجلس الجامعة اواللجان المنبثقة عنه أومجلس التدبير، أو مجالس المؤسسات وكل الهياكل الجامعية المركزية التي تؤطرها الأنظمة والقوانين المنظمة للتعليم العالي، التي هي بالمناسبة يضيف الرئيس هياكل ومؤسسات حيوية هامة لها وظائف حاسمة وأدوار مركزية على مستوى إدارة وتدبير مجالات العمل البيداغوجي والعلمي والطلابي بالجامعة واتخاذ القرارات بشأنها؛
نسجت « الخلوة الإدارية » إذن يضيف الرئيس فضاء مناسبا لتحقيق الأهداف التواصلية والتشاركية والبشرية والمعنوية، وتجسير العلاقات الإدارية والتنظيمية بين مؤسسات الجامعة، وتحقيق الانسجام والالتقائية الضرورية بين مشروع تنمية الجامعة ومخططات تطوير المؤسسات الجامعية التي أنجزها كل مسؤول ضمن الفريق المسير الجديد لضمان التكاملية والالتقائية، واستبعاد التجزيئية ومنطق الاشتغال الفردي المنعزل عن الجماعة.
وقد شارك في هذه « الخلوة » علاوة على السيد رئيس الجامعة ونوابه والكاتب العام، عمداء ومديرو مؤسسات الجامعة ونوابهم والكتاب العامون ورؤساء مصالح تدبير الميزانية بمؤسسات الجامعة، وأعضاء مجلس التدبير.
وكانت « الخلوة الإدارية » فرصة عرض فيها كل مسؤول عن كل مؤسسة من مؤسسات التعليم العالي بالجامعة مشاريعه لتطوير المؤسسة وتنميتها، وكذا المعوقات والاكراهات التي تواجه التنزيل في عملية تشخيص حقيقي وواقعي استحضرت السياقات الحالية التي تمر منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والانتظارات الجسام التي تواجه هذه المؤسسات، وكان تمويل المشاريع والبنيات التحية للمؤسسات، والقضايا البيداغوجية والبنيات البشرية والطلابية وأسئلة تطوير البحث العلمي وإشكالات تكوين الموارد وتأهيلها، مواد دسمة للنقاش وأرضية للمدارسة والاستدراك والتقويم والتصحيح والإضافة بأفق التجويد وتجاوز إشكالات التطبيق وإكرهات التنزيل على أساس تبادل الخبرات وتكامل التجارب وترصيد
أجود الممارسات، للارتقاء بالأداء العام للجامعة من خلال تطوير آليات اشتغالها وتنمية الروح المشتركة بحس الانتماء الموحد، كسبا للرهانات التي تواجه جامعة سيدي محمد بن عبد الله التي تشتغل في محيط يتميز بتنافسية كبيرة بين المنظومات البيداغوجية والعلمية، وفي مقدمتها تحدي التصنيف الدولي، وتحقيق الجودة والتنافسية وملائمة التكوينات.
كما شكلت « الخلوة الجامعية » مسارا نوعياً في إدارة التواصل وتوسيع دوائر التنسيق والتشاور الإداري مع الفريق المسير بالجامعة، من خلال التداول في كل القضايا الجوهرية والأسئلة التي يثيرها مسار تنزيل مخططات ومشاريع تطوير المؤسسات الجامعية، مع استشراف المستقبل بما يحقق الإفادة من أجود الممارسات الجامعية.
وقد أفرزت « خلوة » ضاية الرومي مقترحات جادة وأفكار إبداعية تطويرية وأولويات كانت ثمرة تفاعل ايجابي ونقاش جاد للحاضرين مع فعاليات « الخلوة الإدارية » الأمر الذي أسهم في تحقيق الأهداف المتوخاة من تنظيمها على كل المستويات، وسيتم تثمين الخلاصات والتوصيات والنتائج التي أفرزها النقاش الجاد، بتوزيعها على كل مسؤول للاستئناس بها واستخلاص أفضلها من موقع الإدارة الجامعية، والعمل على تحويلها إلى مخططات وبرامج قابلة للتطبيق والتقييم مع إمكانية قياس أثرها ورصد نتائجها من خلال برامج متعددة السنوات تقررها هياكل مؤسسات التعليم العالي التابعة لجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس.
طارق عبيبو
Aucun commentaire