– حملة العلم هم القادرون على مواجهة تيارات الغلو والإرهاب
– كثرة المتحدثين في الدين بغير علم أحدثت خللاً كبيراً في التعامل مع النصوص
ألقى العالم المغربي د.مصطفى بن حمزة، عضو المجلس العلمي الأعلى في المغرب، ورئيس قسم الدراسات الإسلامية بجامعة محمد الأول، اليوم الاثنين، محاضرة علمية تحت عنوان « مدخل إلى النص الشرعي » لطلاب رواق الجامع الأزهر، وذلك عقب صلاة المغرب.
قال « د.بن حمزة »، إن العلم هو صمام الأمان ضد تيارات التطرف، وأن حملة العلم هم فقط القادرون على الوقوف بثبات في وجه تيارات الغلو والإرهاب، موضحاً أن الإسلام دين ملتحم بالمعرفة، وعندما يتعلق الأمر بالحديث في الدين فنحن في حاجة إلى المعرفة والتخصص، حيث أن الدين هو تبليغ عن مراد الله تعالى من البشر، ولن يستطيع العلماء تبليغ مراد الله تعالي إلا من خلال الفهم المستنير والمتخصص في علوم القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.
وأوضح عضو المجلس العلمي الأعلى في المغرب، أن العالم الإسلامي أصبح يعاني من خلل كبير في التعامل مع النصوص وطريقة الاستنباط منها، وذلك بسبب كثرة المتحدثين في الدين بغير علم الذين يسارعون إلى تفسير النصوص دون أن يكون لديهم العلم الكافي لذلك، مؤكداً أن الشخص الذي لا تتوفر فيه المؤهلات العلمية المتخصصة لن يأتي بشيء صحيح، وستقع منه ثغرات كبيرة؛ فالعقل المستنير له دور كبير في إخراج النصوص وتوضيحها للناس.
وأكد « د.بن حمزة » أن محاولات إقصاء السنة النبوية وفصلها عن القرآن الكريم هي محاولات يائسة، فمن يزعمون أنهم يعظمون القرآن على حساب السنة هم في الحقيقة لم يعظموا القرآن ولا السنة، بل أوقعوا الناس في جدل مستمر، موضحاً أن هناك أحكاما في الشريعة لم يتحدث عنها القرآن الكريم بينما أوضحتها السنة النبوية مثل زكاة الفطر وأحكامها، كما أن العلماء لم يضعوا الفقه إلا عن طريق الفهم الواضح والمؤسس على القواعد الأصولية لنصوص القرآن والسنة.
وتأتي هذه المحاضرة ضمن سلسلة محاضرات يلقيها « د.مصطفى بن حمزة »، خلال زيارته الحالية للقاهرة، وقد بدأها أمس الأحد بمحاضرة للباحثين والمفتين بمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، كما يلقي محاضرة غداً الثلاثاء، في العاشرة والنصف صباحا، بمقر جامعة الأزهر في الدراسة، تحت عنوان « تأصيل التسامح بين المسلمين ».
ويحظى « د.مصطفى بن حمزة »، عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف (من الخارج)، بخلفية علمية وفكرية ثرية، فهو رئيس المجلس العلمي بمدينة وجدة المغربية، وخريج دار الحديث الحسنية (شهادة الدروس المعمقة)، وحاصل على دكتوراه الدولة من كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة محمد الأول (وجدة)، وعضو المجلس الاقتصادي والاجتماعي بالمغرب، ولديه أكثر من 22 كتابا، من أبرزها: « مقدمة من أجل تأصيل ثقافة التسامح بين المسلمين »، و »شخصية الفقه المالكي » و »حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة في الإسلام » و »هل يحمي الاجتهاد حقوق الإنسان ».
Aucun commentaire