بعد نفاد الطبعة الأولى، الكاتب و الروائي المغربي “الخضير قدوري” يطرح الطبعة الثانية من رواية ” الأرواح الهائمة
عزالدين قدوري
بعد نفاد الطبعة الأولى، الكاتب و الروائي المغربي “الخضير قدوري” يطرح الطبعة الثانية من رواية ” الأرواح الهائمة “.
تعتبر رواية ” الأرواح الهائمة ” التي أثارت اهتماماً واسعاً، من الروايات المميزة بالمغرب. وهي من أدب الدراما الواقعية إذ تضم بين دفتي غلافها أحداث و شخصيات حقيقية يقول الخضير قدوري أن منها من قضت نحبها، ومنها من تنتظر، و يتمنى الكاتب الذي يولي ظهره للمستقبل كما يوحي بذلك غلاف الرواية راجيا أن يسعفه القدر، و تجود الأيام الأخيرة من عمره بلقاء شخوص روايته الذين يكون الموت قد أعفاهم إلى حين.
تكمن مميزات رواية ” الأرواح الهائمة ” في حبكتها السلسة التي تروي أحداث تاريخية و اجتماعية حقيقية دارت وقائعها بين (وجدة، و تاوريرت، و دبدو، وسيدي لحسن، و جرسيف، و مغنية، وعين تموشنت، و عين حداد، و لغراس، و الحاجب، و لاموس، و باريس )، و مما يجعل الرواية اكثر عمقا كونها تعكس حياة أفراد من جيل ينتمي لفترة زمنية ماضية، و من خلال حوار بين شخوصها ثارة، و اتخاذ الكاتب (وضعية الراوي من فوق) للقيام بعملية الاستحضار أو الاسترجاع أو الخطف خلفاً، أو ما يصطلح عليه بالانجليزية (الفلاش باك ) تارة أخرى. وهو أسلوب سينمائي، لكن كاتبنا (الخضير قدوري) وظفه في روايته بشكل فني أبدع فيه، حيث ينقطع التسلسل الزمني أو المكاني للرواية ليلقي الراوي الضوء على موقف أو حدث من الأحداث فيعلق عليها كشاهد عاشها.
ومما يجعل رواية ” الأرواح الهائمة ” أكثر إثارة، غلافها المميز الموحي إلى تطلع الكاتب الجالس على كرسي في حديقة عمومية وهو يتطلع إلى شمس في فترة الغروب، وهي تسدل ستارها في الأفق البعيد. ويتأمل دونه طيورا تمثل الأرواح الهائمة، بعضها قد حط على أغصان شجرة عارية تمثل الحياة وبعضها لا يزال حائما في الفضاء يلتمس مكانا يأويه .
إن النظرة الأولى للغلاف تطالع الإنسان الشغوف بالقراءة، و تؤجج فيه الفضول، وحب استكشاف العوالم الخفية في الرواية، و التي ستتجسد أمامه بفضل القلم المبدع للخضير قدوري، وسيكتشف القارئ حتما كل ذلك بنفسه، من خلال التفاصيل والفنون الأدبية، و أشياء أخرى كثيرة.
للإشــــــــــــــــــارة :
ولد الكاتب والأديب الخضير قدوري سنة 1949 بقرية سيدي لحسن التابعة لنفوذ عمالة إقليم تاوريرت التي ينتمي إليها نسبا وانتسابا من أب قضى نصف حياته معلما بمختلف المدارس الابتدائية التابعة لمجموعة مدارس دبدو، كما أن هذا الأخير قد قضى ثلث النصف الأول من حياته جنديا بين صفوف المقاومة وجيش التحرير، ومن رحم أم سيدة بيت لم تدخر جهدا في تربيته وتنشئته تنشئة في غاية البساطة، وقد أتم كاتبنا دراسته الابتدائية بهذه القرية عندما التحق بمتابعتها بالسلك الثانوي في مدينة وجدة، حيث أحرز على شهادته بمعهد التعليم الأصيل التابع يومئذ لجامعة القروييين بفاس، إلا أن الظروف الاقتصادية والاجتماعية وحتى السياسية الغير المواتية قد حالت دون طموح كاتبنا إلى متابعة دراسته الجامعية، لكن رغم هذه الاكراهات فإنها لم تثنيه عن تنمية معارفه الأدبية التي استطاع بقوة إرادته التي استمد منها عصاميته التي جعلت منه شخصية أدبية لها مكانتها في عالم الكتابة والإبداع وفي مختلف الأجناس الأدبية والفكرية والاجتماعية والسياسية وفق قراءتي الأولية لمجموعته الإبداعية.
هذا وقد صدر للكاتب و الروائي ( الخضير قدوري ) العديد من الأعمال الأدبية نذكر منها:
1ـ حقائق وخواطر
2ـ دموع في عيون الحرمان
3ـ فك المعاصم وكسر القوائم
4ـ لا تحديث سياسي دون إبداع ثقافي
5- الأرواح الهائمة (الطبعة الثانية)
Aucun commentaire