نقابة مفتشي التعليم ـ المكتب : بيان
سلا في : 30 دجنبر 2018
في أجواء مشحونة ومخيبة للآمال، نتيجة الاحتقان الاجتماعي غير المسبوق الذي يعيشه قطاع التربية الوطنية، عقد المكتب الوطني لنقابة مفتشي التعليم اجتماعا بالمقر المركزي بسلا يوم 30 دجنبر 2018، خصص للتشخيص الدقيق والتقييم الشامل لما عرفته منظومة التربية والتكوين من أحداث خلال الأسدوس الجاري، ولتدقيق الشطر الرابع من البرنامج النضالي. وبعد استماعه لكلمة الكاتب العام، وبعد عرض تقارير مختلف اللجن الموضوعاتية، التي وقفت على مجمل تطورات الأحداث وطنيا وجهويا وإقليميا، وآثارها على منظومة التربية والتكوين عموما وعلى هيئة التفتيش خصوصا، والتي تتناقض كلية مع الشعارات الجوفاء المرفوعة حول التعبئة للإصلاح والجودة، وبعد تداوله بالدراسة والتحليل لمختلف الملفات التي تفضح حجم النزيف بالوزارة على مستوى الحكامة والتدبير وانعكاساته الخطيرة على مخرجات المدرسة المغربية، نتيجة استفراد وزارة التربية الوطنية بالقرار التربوي دون إشراك حقيقي للفاعلين التربويين الذين يقدمون المصلحة الفضلى لأبناء هذا الوطن على المصالح الشخصية الضيقة.
وانطلاقا من الأدوار الطلائعية والريادية لهيئة التفتيش، مركزيا وجهويا وإقليميا ومحليا، والتي ظلت دائما منخرطة بفعالية وحس وطني، واعتبارا لمسؤولية نقابة مفتشي التعليم التاريخية والوطنية، فإن المكتب الوطني، يعلن للرأي العام ما يلي:
– يؤكد أن نقابة مفتشي التعليم نقابة جادة، مواطنة، ديمقراطية ومستقلة، تعتبر قضية التعليم قضية الجميع، وأنها سعت دائما إلى الانخراط الملتزم والمسؤول في تغليب الاعتبارات التربوية و البيداغوجية عن غيرها من الاعتبارات، من أجل كسب رهان بناء مدرسة مواطنة وذات جودة وفق ثوابت الأمة المغربية، وأن تهميش رأيها يتنافى بشكل تام مع السياسة العامة للبلاد؛
– يحيي عاليا الانضباط الكبير والالتزام التام بالقرارات النضالية من طرف المفتشات والمفتشين في ربوع المملكة، ويؤكد للرأي العام الوطني أن مسلسلها النضالي جاء نتيجة التهميش المقصود لملف التفتيش ومطالب الهيئة ؛
– يشيد بالمشاركة الوازنة للمفتشات والمفتشين في الوقفات الاحتجاجية أمام المجالس الإدارية للأكاديميات، والتي لم ينفع تأجيلها أو تهريبها مسؤولي الوزارة من سماع صوت الحق المندد بالتهميش والإقصاء، كما يشيد بالانضباط التام الذي ميز مقاطعة المفتشات والمفتشين لعمليات التمرير والتصحيح المرتبطة بالشق الكتابي من مباراة التعاقد ؛
– يدعو الأحزاب السياسية وجمعيات المجتمع المدني وجمعيات آباء وأولياء التلاميذ إلى تحمل مسؤوليتها التاريخية أمام انعكاسات سياسة الارتجال والترقيع التي تنهجها وزارة التربية الوطنية، ولعل آخرها ما يتعلق بإجراءات تصحيح مباراة توظيف أطر الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، كما يحمل الوزارة مسؤولية ضرب مصداقية هذه المباراة بإصرارها على تمريرها و تصحيحها بالتحايل والتجاوز المفضوح للدليل المسطري، ويخلي ذمة هيئة التفتيش من مخرجاتها على المدرسة العمومية؛
– يحمل الحكومة المغربية مسؤولية الانسحاب السلبي وترك وزارة التربية الوطنية تدبر هذا القطاع المصيري للأمة بارتجال وعشوائية وصم الآذان على صوت الفاعلين الأساسيين في المنظومة ومنهم المفتشات والمفتشون ؛
– يستنكر بشدة سعي بعض المسؤولين إلى التضييق على الحريات النقابية للمفتشات والمفتشين في غير حذر من إشعال نار الفتنة، كمديرية العيون، ويؤكد مساندته التامة لجميع المناضلات والمناضلين ضد كل التجاوزات المرتكبة في حقهم؛
وتأسيسا عليه، فإن المكتب الوطني يؤكد استمرار جميع المحطات النضالية المعلن عنها سابقا، و يعلن :
– دعوته كافة المفتشات والمفتشين إلى الاستمرار على الالتزام بالمسلسل النضالي المسطر من طرف المجلس والمكتب الوطنيين، ومنه المقاطعة الشاملة لمباراة توظيف الأساتذة أطر الأكاديميات (مباراة التعاقد) لدورة دجنبر 2018، وجميع العمليات المرتبطة بها، بما في ذلك مداولات نتائج الاختبارات الكتابية وكل العمليات المرتبطة بالاختبار الشفوي والعملي ؛
– يعلن عن تنظيم ندوة صحفية يوم 10 يناير 2019 لشرح دواعي وأسباب احتجاج هيئة التفتيش، وتسليط الضوء على نتائج التشخيص والتقييم للاختلالات التي حصرتها الهيئة، سيعلن عن مكان عقدها لاحقا ؛
– يدعو كافة المفتشات و المفتشين إلى خوض إضراب وطني يوم 03 يناير 2019 ، دفاعا عن المطالب العادلة للهيئة، ودعما لنضالات كافة الفئات المتضررة من أطر وزارة التربية الوطنية، وعلى رأسها فئة الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد، وأساتذة الزنزانة 9، وحاملي الشهادات ، ويدعو جميع المفتشات والمفتشين إلى الالتزام بهذه المعركة النضالية الوحدوية، كما يدعو وزارة التربية الوطنية إلى تغليب المصلحة العليا للبلاد، والاستجابة للمطالب المشروعة للفئات المتضررة، ضمانا لاستقرار منظومة التربية والتكوين؛
– يدعو المجلس الوطني إلى الانعقاد يوم 9 فبراير 2019 لتدقيق الصيغ النضالية التي تناسب المرحلة المقبلة، نتيجة إصرار وزارة التربية الوطنية على التنكر لتضحيات هيئة التفتيش؛
والمكتب الوطني إذ يجدد دعوته الوزارة إلى التعاطي الجدي مع الملف المطلبي لهيئة التفتيش ، فإنه يحملها وحدها مسؤولية وعواقب ومآلات الوضع الحالي، كما يدعو كافة أجهزة وهياكل النقابة إلى الرفع من وتيرة التعبئة، والالتزام التام بالترجمة الفعلية للبرنامج النضالي المسطر، لمواجهة ما يحاك ضد المدرسة المغربية وهيئة التفتيش.
وعاشت نقابة مفتشي التعليم نقابة مستقلة متماسكة مواطنة
Aucun commentaire