وداعا » سي محمد السهلاوي »
كان أول لقاء لي مع المرحوم السيد محمد السهلاوي قيد حياته وأنا تلميذ ،بإعدادية سيدي عبد الجبار بفكيك ، دخل الشاب انداك الفصل متحمسا ،لقد عين بهده المؤسسة قادما اليها من الرباط، هي نقلة كبيرة، ومع ذلك لم يكن يبدو عليه فتور وهو القادم من أنوار العاصمة،لأنه ابن البلدة يعرفها كما نعرفها جميعا.
تقدم الى السبورة بعد التحية وبقطعة طبشورة كتب عليه بخط واضح DISSERTATION عوض rédaction التي كنا قد ألفنا التعامل بها في مسارنا الدراسي ، لا زلت أذكر حرف « D » الذي كتبه بخط جميل ومعقد،لكن الأكثر تعقيدا كان هو موضوع الإنشاء ذاته ، تخيلوا معي أن يطلب منك الأستاذ وأنت في مستوى السنة الثالثة أعدادي – الرابعة حالياـ أن نحلل مقولة لجان جاك روسو لازلت أذكر مضمونها لحد الساعة والتي مفادها :
» Riche ou pauvre puissant ou faible tout citoyen oisif est un fripon »
أقر بأنني لم أستطع كتابة أي شيء في الموضوع ،لولا تدخل الأستاذ وقيامه بشرح المصطلحات الصعبة الواردة في نص الموضوع.
تمضي الأيام وألتقي بالسيد السهلاوي هذه المرة بجرسيف حيث كنت أعمل أستاذا لمادة الاجتماعيات ،فيشرفني بزيارتي في منزلي .فرحت كثيرا بالزيارة فقد كنت أكن له ولجميع من علموني حرفا الاحترام والتقدير التامين ولا زلت وسأبقى ماحييت.بعدها التقينا في مناسبات عدة،خاصة عند مزاولتنا ل مهمة التفتيش وعملنا بأكاديمية الجهة الشرقية .
كان المرحوم محمد السهلاوي متمكنا من لغة » موليير « كثير الاستعمال للمحسنات البديعية ، يطعم حديثه بمقولات واقتباسات مناسبة ،تنم عن تمكنه من الأدب الفرنسي.
يرجع إليه الفضل في وضع نواة نيابة التعليم بجرادة،وقد عمل في ظروف صعبة في غياب المقر والموارد البشرية .
ورغم المرض الذي ألم به فقد كان يسأل عنا ويطل علينا بانتظام بمقالاته من خلال الموقع اإلكتروني لوجدة سيتي .
كانت حياته حافلة بالعمل والجد ولا عجب فقد بدأ عمله معنا بمقولة روسو والتي مفادها أن كل مواطن خامل وكسول مهما كان قويا أو ضعيفا ،غنيا أو فقيرا، فهو محتال وغير أمين.
رحمة الله الواسعة على فقيدنا وتعازي الحارة مرفوعة لأسرته وعائلته وتلاميذه وللأساتذة والمفتشين والإداريين الذين عرفوه والذين اشتغلوا معه.
Aucun commentaire