Home»National»توجيهات تربوية للآباء في تربية الأبناء -2-

توجيهات تربوية للآباء في تربية الأبناء -2-

1
Shares
PinterestGoogle+

أحمد الجبلي

سبق وتحدثنا في حلقة سابقة عن أهمية الرسائل الإيجابية التي يجب أن يتلقاها الطفل حتى يتبرمج بشكل إيجابي ويثق في نفسه وقدراته، فخطورة الرسائل السلبية تتجلى فيما تتركه في النفس من صفات يوشك أن يقتنع بها الطفل فتصير جزءا منه، وتدخل ضمن قناعاته بأنه غبي أو عاجز أو ضعيف. فالطفلة التي قيل لها منذ كانت صغيرة أنت جميلة لكن غبية ظلت طيلة حياتها وهي واثقة من جمالها وغير واثقة إطلاقا من ذكائها. وعلم البرمجة اللغوية العصبية أثبت بأن الإنسان يبرمج كما تبرمج الآلة. ولذلك كان حريا بالآباء اجتناب الرسائل السلبية لما تتركه في الطفل من أثر قد يجني منه عدم الثقة في النفس، أو الاقتناع بصفات معينة لا تليق بالحيوان نفسه بله أن تليق بالإنسان المكرم والقيادي المستقبلي في بناء الأوطان.
نجد ضمن إحصاء عالمي أن الطفل يتلقى، منذ أن يولد إلى أن يبلغ سن الثامنة عشر ما بين 50 إلى 150 ألف رسالة سلبية في حين لا يتلقى سوى حوالي 500 رسالة إيجابية فقط. وثمة إحصاء عربي قام به بعض العلماء المتخصصين عندما جمع كل المصطلحات والكلمات التي تشجع الطفل على الإبداع فلم يجد سوى ست كلمات فقط تشجع على الإبداع و 180 كلمة كلها تقتل الإبداع والابتكار في الطفل. إن نتيجة هذه الدراسات سواء منها العالمية أو العربية لا تدل إلا على أننا مبرمجون على السلبيات، ويستهوينا اصطياد الأخطاء والعيوب. فغاب المدح والإطراء من قاموسنا اللغوي، كما غاب التشجيع الذي من شأنه أن يرفع المعنويات، ويدفع إلى المزيد من الثقة في النفس.
لعل أهم الوظائف التي يقوم بها المربون هي وظيفة القاضي والمحقق والجلاد. وهي وظائف تثير نوعا ما استغرابنا، إذ لم نكن نعي أن مثل هذه الأوصاف يمكن أن تكون وظائف تنسب إلى المربي. لأننا عهدناها أوصافا منسوبة إلى إدارة المحاكم والسجون التي من مهامها إصدار الأحكام والاعتقال والحبس والتحقيق. فالأب عندما يسم ابنه بأنه غبي أو كسول، أو إذا تعثر يصفه بالعمى. فإن هذه الأوصاف عبارة عن أحكام والوحيد الذي من مهامه أن يصدر الأحكام هو القاضي. وعندما يكثر من أسئلة ابنه أين كنت ومع من كنت؟ وإلى أين؟ وكيف؟ ولماذا؟ ويبحث في كل صغيرة أو كبيرة قام بها فإنه يقوم بدور المحقق. أو عندما يحمل العصا أو السوط فيضربه على رأسه أو على يديه أو يحبسه في غرفة مظلمة فهو يفعل فعل الجلاد والسجان. إن واقعنا يثبت بأننا مع أبنائنا إما قضاة نصدر أحكاما، وإما محققون نحقق معهم أكثر من أن تكون أسئلتنا لهم ضمن حوار يربي في الطفل الجرأة والتواصل والاستماع وإبداء الرأي. وإما سجانون وجلادون لا نعرف من وسائل التربية إلا الضرب والتوبيخ مع أن الضرب يكاد يحتل المرتبة الألف ضمن الوسائل التربوية. فماذا سنخسر إذا أعلنا عن رفضنا على أن نكون قضاة أو محققين أو جلادين في تعاملنا مع أبنائنا؟

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. عكاشة أبو حفصة .
    03/02/2017 at 23:39

    . أستاذي الفاضل في البداية أشكركم جزيل الشكر على هذه السلسلة من التوجيهات النيرة التي ترمي الى العانية بأطفالنا ليكونوا ايجابيين في الحياة ، وقد تعلمنا منها أشياء كثيرة كنا نجهلها مع العلم انه يوجد بيننا من تربى على يد أبوين لا يحسنان القراءة ولا الكتابة وكان الأب هو الآمر الناهي في البيت و الأسرة و كان القاضي والمحقق والجلاد . وكان يستعمل جميع أساليب التعذيب ضنا منه ان هذه هي التربية الصحيحة . أما المعلم المتفان في أداء الرسالة و  » الحمالة وما أدراكم ما الحمالة  » دون أن ننسى الفقيه …
    لم نعش مرحلة الروض وما قبل الروض . ولم نكن نعرف طريق الى المدرسة الخاصة المدفوعة الأجر . فالذي لم يوفق في المدرسة العمومية هو الذي كان يوجه الى المدرسة الحرة  » الخاصة  » والتي لم يكن يتجاوز واجبها الشهري أنداك 50 درهما و 100 كأقصى تقدير وكانت هناك دروس ليلية بالنسبة للعاملين والمأجورين . اما في الوقت الراهن انقلبت الموازين وأصبحت الأسرة تتباهى بدراسة ابنائهم بالمدارس  » الخاصة  » التي انتشرت بشكل ملفت . بل وأصبحت تفتخر لكون النقل المدرسي يقف يوميا أمام أبواب منازلها . …
    أعود للحديث عن التوجيهات التربوية للآباء في تربية الأبناء وكأب مطلق حرمت من معانقة ابنتي وحرمت من الاشتراك في تربيتها رغم أني أتوفر على حكم لصلة الأرحام مرة في الأسبوع وحتى ذلك اليوم تم اقصائي منه بدعوى أني  » سكير، عربيد ومتسخ  » أخيف ابنتي يوم الزيارة . مع العلم أن الزيارة كانت تتم كل أحد تحت أنظار الحراسة اللصيقة  » للخال  » . ما ذنب ابنتي في طلاق لم تكن لها يد فيه ؟ . مذنبها إن كانت  » الحاضنة  » تمنعها من زيارتي كأب بيولوجي ؟ ، وتمنعني من الاشتراك في التربية ؟. هناك مواد دراسية تحصل فيها ابنتي على المعدل ولو كانت معي ابنتي لو سمح لي بالاشتراك في التربية لحصلت على العلامة الكاملة بعون الله تعالى . أمام المنع حملت  » الحاضنة  » مسؤولية التربية وسوف تسأل عن أي تقصير أمام الله تعالى في اطار كلكم راع وكلكم مسؤولون عن الرعيته ، لأن الأبناء يولدون على الفطرة كما قال سيدي رسول الله صل الله عليه وسلم . لقد غرسوا في ابنتي الخوف منذ نعومة اظافرها وهذه التربية السلبية بعينها . ونحن نعلم جيدا ارتباط البنت بالأب وأخشى أن ينعكس ذلك سلبا على حياتها الاجتماعية في المستقبل . أتمنى أن تترفع  » الحاضنات  » على تخويف  » المحضون  » وعدم تصوير الأب ك  » غول  » ، و إشراكه في التربية وتحميله نصف المسؤولية وعدم ترك الأم  » المطلقة  » المغلوبة على أمرها لوحدتها تتحمل هذا الحمل الثقيل في التربية وعلى المجتمع المدني أن يتدخل لتفقد أحوال أطفال الطلاق ليكون هناك توازن في التربية .
    أشكركم مرة أخرى أستاذي وأقول هل من مزيد مع الدعوة لكل من له فكرة التوجيه بأن لا يبخل على الآباء بمثل هذه النصائح والتوجيهات خدمة للطفولة والانسانية والسلام عليكم

    – عكاشة أبو حفصة .

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *