إلياس العماري يحذف درس النسبة من مادة اللغة العربية
إلياس العماري يحذف درس النسبة من مادة اللغة العربية
محمد شركي
قنص الفيسبوكيون ـ وشر القنص قنصهم ـ فنشروا لإلياس العماري فيديو قال فيه بالحرف : » من عهد النبي إلى الآن لا يوجد شيء اسمه إسلامي ، وكلمة إسلامي غير موجود نهائيا ، وليس هناك شيء اسمه الفكر الإسلامي أو الحضارة الإسلامية بل حضارة المسلمين وفكر المسلمين ، وكلمة إسلامي قراءة خاصة للإسلام ، وجماعة الإسلاميين من المسلمين وليسوا من المسلمين ، فالمغاربة مسلمون وما كانوا يوما إسلاميين «
لما كان لكل مناسبة حديث، فإنه من الواضح أن مناسبة هذا الكلام هو خلاف العماري السياسي والحزبي مع بنكيران . ومعلوم أن المتكلم إذا انطلق من خلفية خلاف بينه وبين غيره، اندفع في كلامه ،ورماه على عواهنه ، ولم يبال أصاب أم أخطر. ولا شك أن الرجل لم يدر وليته درى أنه بكلامه هذا حذف وأسقط باب النسبة من اللسان العربي ،ولئن تابعه الناس في بائقته التي جاء بها ، فإنهم سيجدون أنفسهم أمام معضلة مفادها خلو اللغة العربية من النسبة ، ولن يستطيعوا أبدا النسبة إلى الأسماء كما تفعل باقي أمم المعمور في لغاتها . فالسيد العماري قد فاجأ الناس بمستواه في اللغة العربية ،والذي لا شك أنه يقل عن مستوى المتعلمين في السلك الابتدائي والإعدادي لأن هؤلاء يدرسون النسبة ، ويجيدون استعمال صيغها المختلفة. والسيد العماري لا يميز بين اسم الفاعل والنسبة . فكلمة مسلم اسم فاعل لفعل أسلم الرباعي الذي مصدره إسلام ، واسم الفاعل مما فوق الفعل الثلاثي يأتي على وزن المضارع المبني للمعلوم مع إبدال حرف المضارعة ميما مضمومة ،وكسر ما قبلها . أما كلمة إسلامي فنسبة للإسلام والنسبة هي إلحاق آخر الاسم ياء مشددة للدلالة على نسبة شيء إليه وحكمها أن يكسر ما قبل الياء للمناسبة ، فنقول في النسبة إلى الإسلام إسلامي .وقد ينسب إلى جمع مسلمين بعد رد هذا الجمع إلى المفرد ، فيقال مسلمي ـ بضم الميم وتسكين السين وفتح اللام ـ .
هذه دروس في مستوى المتعلمين في السلك الإعدادي ، ولئن كان السيد العماري قد درس بالسلك الإعدادي ، وكان ينتبه جيدا في دروس اللغة العربية ، فإنه لا شك سيتذكر درس النسبة ، وسيخجل مما جاء في كلمته إن كان يستحيي، أما إذا لم يستحي فحق له أن يقول ما شاء من قبيل قوله : » لا وجود لحضارة إسلامية أو فكر الإسلامي بل هناك حضارة الإسلام وفكر الإسلام « ، وهو بذلك يقر بالإضافة في اللغة العربية ،ولا يعترف بالنسبة ، وإذا أراد النسبة عدل عنها دائما إلى الإضافة مضطرا. ولهذا على طلاب علوم اللغة العربية وأساتذتها وعلمائها أن يشدوا الرحال إليه لينهلوا من علمه الجديد . ولا شك ان الرجل لم يدرس مادة الفكر الإسلامي التي تدرس في المستوى التأهيلي ، وهي المادة التوأم لمادة الفلسفة ، ولو قدر له أن يدرسها لما غامر بنفي وجود الفكر الإسلامي والحضارة الإسلامية . وإذا جازت نسبة الفكر والحضارة والتاريخ والبلاد … إلى لإسلام، فما المانع من أن ينسب الإنسان المسلم إلى الإسلام فيقال إسلامي ؟ ولفظ مسلم، وهو اسم فاعل يدل على ما أو من وقع منه الفعل، وهو فعل أسلم إذا انقاد لله تعالى، ودان بدين الإسلام ، أما لفظ إسلامي فيدل على نسبة المسلم إلى لإسلام . والإنسان باعتبار وقوع فعل أسلم منه هو مسلم ، وباعتبار انتسابه إلى لإسلام هو إسلامي ، وهو في نهاية المطاف هو شخص واحد فعلا وانتسابا خلاف ما صرح به السيد العماري حين قال : » جماعة الإسلاميين من المسلمين ولكنهم ليسوا من المسلمين » ولم ينتبه إلى ورطة وقع فيها بهذا القول ، ولم يشعر أنه قد صار تكفيريا يخرج الإسلاميين من الإسلام ليشفي غليله السياسي والحزبي من خصمه بنكيران . وأخيرا أنصح السيد العماري بحضور دروس دعم في مادة اللغة العربية في المستوى الابتدائي والإعدادي ، وإن كان له أبناء يدرسون في هذين المستويين، فعليه أن يستعين بهم، ويستفيد منهم في درس اسم الفاعل للفعل الرباعي، ودرس النسبة ، كما أنصحه بالكلام فيما يعلم ويفهم شفقة على نفسه من القنص الفيسبوكي الذي لا تخطىء سهامه القاتلة . وأشفق على الذين نصبوه أمينا عاما لحزبهم ، وفيهم دكاترة وأساتذة في مادة اللغة العربية ، وأقول لهم : ما على مثل هذا الجواد يكون الرهان .
1 Comment
ana mosta3id kay o9adima doros lil3amari fi ana7w bilmajan