ما كان للأحداث مهما كانت أهميتها أن تقدم على حدث الهجرة النبوية الشريفة
ما كان للأحداث مهما كانت أهميتها أن تقدم على حدث الهجرة النبوية الشريفة
محمد شركي
حدث الهجرة النبوية الشريفة هو أعظم حدث في التاريخ البشري على الإطلاق ، فهو حدث انتقال دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم من دار كفر إلى دار إسلام ،الشيء الذي كان إيذانا بنشأة المجتمع الإسلامي المتميز بعالميته . ولقد كانت الرسالة الإلهية المنزلة على رسول الله صلى الله عليه وسلم هي آخر رسالة من الله عز وجل لخلقه أجمعين ، كما أنها الرسالة الخاتمة المصدقة لما بين يديها والمهيمنة عليه . ولئن كانت بداية نزول هذه الرسالة الخاتمة وحيا على قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم في أم القرى مكة المكرمة ، فإن انطلاقها إلى كل أصقاع هذا العالم كان من طيبة مدينة رسول الله المنورة . وحدث هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي التي يحتفى به في فاتح محرم الحرام تجسد انتقال الرسالة الخاتمة من حيز مكة الضيق بسبب كفر أهلها إلى حيز المدينة المنفتحة على كل العالم. ولقد كان لابد من حيز منفتح على العالم كحيز المدينة المنورة لتؤدي هذه الرسالة الخاتمة دورها كما ينبغي . ولقد أدرك حيز مكة الضيق بكفر أهلها طبيعة هذه الرسالة العالمية ، وقد ضاقوا بها ذرعا فحاولوا وأدها في مهدها لحرمان العالم كله من رحمة أهداها الله عز وجل للبشرية قبل أن ينتهي مشوار الحياة الدنيا ليبدأ مشوار حياة أخرى أبدية شقاء وسعادة . ونظرا لما لحدث الهجرة من أهمية كان من المفروض في البلاد الإسلامية ومن ضمنها وطننا المغرب مهما كانت الأحداث التي تشغله ألا ينشغل عن أعظم حدث في تاريخ البشرية قاطبة . ومع شديد الأسف والحسرة أغفلت معظم المنابر أو المواقع الإعلامية هذا الحدث العظيم، وقدمت عليه أحداثا لا نستنقص من شانها ولكننا لا نرضى أن تقدم على حدث عظيم يختزل هويتنا ،وعقيدتنا ،ومصيرنا، وحياتنا بكل تفاصيلها .
والأشد أسفا أن تغفل الوزارة الوصية عن الشأن الديني عن حدث الهجرة العظيم، وتشغل منابر الجمعة بمناسبة اليوم العالمي للشيخوخة الذي يصادف الفاتح من شهر اكتوبر ، وبحدث الاستحقاقات الانتخابية. ومع أننا نثمن اهتمام منبر الجمعة بشريحة الشيوخ والتذكير بضرورة الاهتمام بها في مجتمع تسوده الرسالة الخاتمة التي لا يمكن لغيرها أن يفوقها في رعاية الإنسان في كل مراحل حياته ، ومع أننا نثمن التفات هذا المنبر نحو واجب التصويت ، وهو واجب وطني تستوجبه الرسالة الخاتمة التي ترعى أحوال المؤمنين بها في كل مجالات الحياة ، فإننا نعتب على الوزارة الوصية على منابر الجمعة إغفالها حدث الهجرة النبوية الشريقة ، وتقديم غيره عليه ، ونقول لها ما كان للأحداث مهما كانت أهميتها أن تقدم على حدث الهجرة العظيم ، كما أننا نعتب على المنابر والمواقع الإعلامية انصرافها عن هذا الحدث العظيم ،والتي تشرف بالتطرق إليه بشكل أو بآخر ليظل حيا في ضمير الأمة، وهي أحوج ما تكون إليه في ظرف يعج بالمحن والفتن كقطع الليل المظلم .
Aucun commentaire