هل الشيطان في خطر؟
كتب الأديب و الكاتب المسرحي المصري الكبير(توفيق الحكيم) مسرحية من مسرحياته الكثيرة،وعنوانها « الشيطان في خطر ».و فيها يصور الكاتب فزع و رهاب الشيطان من خطر الحروب القائمة بين البشر، التي تؤدي إلى فناء البشرية.و بالتالي ففناء البشرية هو فناء ونهاية للشيطان نفسه.ولهذا يتصل الشيطان في منتصف طالبا مقابلة الفيلسوف،و يطالبه و يتوسل بالبحث عن مخرج و حل للحروب المدمرة .و المسرحية عبارة عن حوار بين الفيلسوف و الشيطان و عنصر ثالث هو زوجة الفيلسوف التي تدخل البيت الذي يحاور فيه الشيطان الفيلسوف…
هل الشيطان هو المسئول عن كل ما نقترفه من ذنوب و معاصي و فواحش و نفاق و نميمة و اغتياب و شهادة زور وزنى و سرقة…الخ…من الأعمال التي تصنف في الشرور و الآثام و الكبائر و الصغائر؟أم المسئول هو الإنسان نفسه وعن أفعاله؟فلم يقحم الشيطان في المسئولية عن أفعاله؟أليس الشيطان هو من يتبرأ من أفعال بني آدم صراحة أمام الله و الملأ؟
أليس لابن آدم نصيب من المسئولية في ما يقبل و يختار من الأفعال؟أليس إلصاق التهمة بالشيطان تبرير (وهو عبارة عن مرض نفسي في الطب النفسي) يجنبنا الشعور بالمسئولية في اقتراف الذنوب؟ و يجنبنا الإحساس بالذنب (الألم).أليس الله سبحانه قد كشف ما في النفس البشرية من ميول شيطانية(ونفس و ما سواها فألهمها فجورها و تقواها)؟أليست النفس البشرية هي التي تشتهي المال و تحب جمعه و البخل فيه(و أما من بخل و استغنى)(بل توثرون الحياة الدنيا).أليست النفس البشرية تسعى إلى امتلاك المال و البنين و الحريم و القناطير المقنطرة من الذهب و الفضة ؟ فما هذا الجشع يا بشر ؟
الإقبال على ملذات الدنيا بخيرها و شرورها،هي ميول إنسانية بحتة.و يسر الإنسان أن ينسب أخطاءه و ما اقترفته نفسه من ذنوب و كبائر إلى الشيطان،فذلك ينجيه من مواجهة نفسه الخبيثة،و إلصاق التهمة بالغير طريق سهل،و يجنب الإنسان وخز الضمير و آلام المحاسبة…
صحف مغربية تعرضت لحادثة أخلاقية : قياديان من إخوان بنكيران يبرران الخيانة الزوجية و الفساد » .وقد اعتقل القياديان صباح يوم السبت 20غشت 2016،على الساعة السابعة و النصف صباحا،بمنطقة المنصورة على مقربة من البحر بشواطئ مدينة الدار البيضاء.و قد باغتتهما دورية الأمن وهما في حالة تلبس في فضيحة جنسية مع سيدة أرملة تنتمي لنفس الحركة في سيارة مرسيدس.و بررا فعلتهما بوجود عقد زواج عرفي بينهما.
المحكمة أطلقت سراحهما بعد أن قدمت زوجة الموقوف بتنازل عن دعوى الخيانة الزوجية.
هل كان الإنسان هو المسئول عن أفعاله؟أم أن الشيطان هو من دفعه إلى ذلك؟فمن هو المؤمن القوي الذي تحدث عنه الرسول المصطفى عليه السلام؟و من هو المؤمن الضعيف؟ و ما قيمة الجرم عندما يقوم به بالغ و راشد و فقيه يعرف حدود نفسه و حدود الله؟و يعرف أن هذا زنى المحصن؟
أليس حري بنا أن يكون القصاص كبيرا و مدويا،كلما تعلق الأمر بإحدى التعديات على حرمات و أعراض الناس من النساء و الأطفال و التلاميذ و الشباب و المراهقين من الذكور و الإناث بإحدى المؤسسات التربوية وأعني بها الأسرة و المدرسة و المسجد(أي عندما يقوم بالفعل الإجرامي (المدرس و الفقيه و الإمام ) و أية مؤسسة لها علاقة بالمجتمع و التربية؟
أليس هذا العمل(زنى المحصن و الخيانة الزوجية و الدعارة )من طرف أهل العلم و الفقه و الهداية و الدين و الدعوة إلى الإصلاح…ما يدفع بعض الشباب إلى الإلحاد؟ أو البحث عن مخابئ في ديانات أخرى كالمسيحية و اليهودية و الوثنية؟أليس هذا العمل يضعف الوازع الأخلاقي و الديني عند الناس عامة عندما يعرفون أن من يعرف حدود الله جيدا و من يحدثهم عن الجنة و النار و عذاب القبر و يوم الحساب هو من يسعى إلى تخريب الدين وهدمه،لأنه لم يجعل سلطانا يعقل نفسه الأمارة بالسوء،و لم يسيطر على نزواتها و طلباتها .و الطامة الكبرى أن يحدث ذلك أمام الناس في العراء المكشوف وتحت ذريعة واهية: الزواج العرفي الذي يشبه زواج المتعة عند الشيعة وزواج المسيار عند أهل الخليج الميسورين…
Aucun commentaire