من الواجب أن ندافع عن مغرب صحي و بيئة نظيفة من أجل بقائنا و بقاء الأجيال
« لا حديث في الآونة الأخيرة بين الجمعيات المهتمة بالشأن البيئي بمدينة الجديدة إلا على حدث وصول سفينة كبيرة إلى ميناء الجرف الأصفر قادمة إليه من ايطاليا،ومحملة بكمية من النفايات على شكل مواد بلاستيكية و مطاطية و متلاشيات كانت في طريقها إلى نواحي الدار البيضاء و سطات من اجل إحراقها بأحد معامل الاسمنت…
و أصدر المركز الجهوي للبيئة و التنمية المستدامة بالجديدة بلاغا للرأي العام يستنكر من خلاله نقل شحنة عبارة عن نفايات سامة وخطيرة قدرت ب 2500 طن من المواد البلاستيكية و بقايا العجلات من ايطاليا إلى المغرب عبر سفينة ضخمة ،ما يتسبب في إلحاق الضرر بالإنسان و الحيوان و النبات و يؤدي إلى ظهور العديد من الأمراض الخطيرة و المزمنة و إصابة المتضررين بتشوهات خلقية و عاهات مستديمة » انتهى الخبر.
المغرب بلد واحد موحد من شماله إلى جنوبه، و من شرقه إلى غربه .و المغاربة شعب واحد في هذه البقعة الجغرافية.و يكون جسما واحدا إذا مرض عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر و الحمى. و لسنا كما ورد على لسان مؤلف كتاب كليلة ودمنة،عن قصة الأسد و الثيران الثلاثة التي جاء فيها قول احدهم (أكلت يوم أكل الثور الأبيض). فعندنا تسمح الحكومة بوزاراتها ذات العلاقة بمشكل البيئة و إدارة الجمارك بقبول بأن يتحول المغرب إلى مطارح و نفايات الدول المصنعة مقابل بعض الإعانات المالية أو العينية،أو بعض المواقف السياسية لا ندري ،فانه يغيب عن المسؤولين التفكير في صحة المواطن وصحة البيئة الطبيعية من نبات وهواء و ماء.
فيكفينا ما تنتجه المنازل و المصانع و المؤسسات الوطنية المختلفة من نفايات.و يكفينا ما يحمله بعض العمال في المهجر من نفايات من ألبسة مستعملة و قطع الغيار الفاسد و آلات كهرو- منزلية، غير صالحة للاستعمال و أشياء أخرى تدفن في مقبرة النفايات هنا و هناك .
و يبقى السؤال المطروح: إذا كانت الحكومة الحالية تعلن حربا بلا هوادة على الأكياس البلاستيكية لضررها على البيئة و الإنسان و الحيوان و الفرشات المائية، وتستقبل ضيوفا يشاركون في تظاهرة على المستوى العالمي تناقش قضايا البيئة: تلوث الماء و الهواء و النبات، ومشكلة الانحباس الحراري، وذوبان الجليد في القطب الشمالي والجنوبي و الذي يهدد بكارثة إنسانية عظمى ، ربما يتمخض عنها اختفاء جزر مأهولة بالإنسان و انقراض أنواع من الحيوانات و النباتات وارتفاع في منسوب المياه الخ…فلماذا تسمح بأن يكون المغرب مطرحا لنفاياتهم؟ألا يستحق هذا المواطن أن تكون بيئته نظيفة كانسان له كامل الحق في بيئة نقية؟ هل بلغ الأمر شدة أن تبحث الحكومة عن أية وسيلة لجلب المال و المساعدات حتى لو كان على حساب الوطن و المواطن و البيئة و الحيوان الخ؟ أم أن حياة المواطن وكرامة الوطن لا تساوي شيئا لا أخلاقيا و لا دينيا و لا إنسانيا ولا أي معيار آخر في نظر من يتولون مسؤولية – أمام الله و الشعب – تدبير مصير من يعيش على هذه الأرض المباركة من إنسان وكائنات حية؟
صايم نورالدين
Aucun commentaire