Home»Correspondants»السلسلة الصحية شَـــرَّحْ…مَــلَّـــحْ : رَقـيـقُ « سـوق عـكـاظ » الصحـي

السلسلة الصحية شَـــرَّحْ…مَــلَّـــحْ : رَقـيـقُ « سـوق عـكـاظ » الصحـي

0
Shares
PinterestGoogle+

السلسلة الصحية شَـــرَّحْ…مَــلَّـــحْ :

رَقـيـقُ « سـوق عـكـاظ » الصحـي

 

« سوق عكاظ » أشهر تجمع جاهلي موسمي في تاريخ العرب، كان يمتد لعشرين يوما تتفاخر خلالها القبائل بأشعارها و بَليغِ كلامها و بأصنامها و خمورها و ثمارها و إبِلها و بعَبيدها من النساء و الرجال… كان « عبد الله بن جدعان » من أشهر تجار الرقيق عند أهل مكة، كما يعتبر « بلال بن رباح » من أهم الشخصيات التي عانت من الرّق… إلى أن جاء الإسلام ليقطع مع جميع الممارسات الحاطّة من كرامة و حرية الإنسان.

 

« سوق عكاظ » الصحي بالمغرب هو مؤسسة لها نشاط موسمي كذلك، يدوم لمدة خمس سنوات يتفاخر خلالها الوزراء من « آلِ جدعان » بسياساتهم الصحية المفتولةِ نَظماً، المشلولة أرضاً… يُفوِّتون فيها ما تيسر من المناصب لبعضٍ من أصنامهم العشائرية، و يتباهون بشققهم « الإفرنجية الباريسية »، و يحتالون ب »صُكوك راميد » الوهمية على « بروليتاريا » القبائل المُستَضعَفة…

 

كما لعُكاظ رقيقُه فللصحة « بِلالُها » متمثلا في الموارد البشرية العاملة بتفانٍ دون أدنى ظروف الخدمة أو معايير الكرامة و الحرية و التشجيع، و أخص بالذكر لا الحصر « الأساتذة الممرضين » المُستباحين على مستوى سلسلة معاهد « أسواق النخاسة » لتكوين الأطر التمريضية، بدون قانون يعترف بهويتهم و يحدد اختصاصاتهم و ينظم خصوصية عملهم، و يَحميهم من شرور سَيِّدٍ مُتسلّط أو تاجرٍ بلا أخلاق… حتى حركية الموظفين الانتقالية التي تعطي إحساسا نسبيا بالحرية مُحَرّمَةٌ على « الأساتذة الممرضين »، حيث يظلون سُجناء طوال حياتهم لنفس القبيلة أو المؤسسة و لنفس السيّد أو المسؤول… إضافة إلى إجبارهم على تنفيذ جميع الأعمال التي يأمر بها « بنُ جدعان » سواء أكانت من ضمن مؤهلاتهم أم لا، و ذلك في انعدام أزلي لأي تعويضات أو تحفيزات… أو حتى « الله يرحم الوالدين ».

 

نَعَم يا سادة، « سوق عكاظ » الجاهلي و تحديدا « رِواقُ » النخاسة الخاص به ما يزال قائما في زمننا الحالي مُتجليا بـأبهـى صوره من خلال تعاطي وزارة الصحة مع موظفيها منذ استقلال المغرب… غياب القوانين المنظمة لعمل مجموعة من الفئات الصحية، غياب وسائل العمل، في المقابل حزم في تطبيق الإجراءات التأديبية و تكريس للتضييق الإداري و للشطط في استعمال السلطة، غياب وحدة الرؤى التسييرية، غياب الحكامة الجيدة داخل أسوار المؤسسات الصحية، غياب التحفيز و الاعتراف بتضحيات الأطر الصحية، غياب التعاطي الإنساني و الموضوعي مع المتطلبات الصحية… فهل يلزمنا إسلامٌ جديد لكي نقطع مع « سوق عكاظ » الصحي ؟؟.

و اعذروا زلات و هفوات أخيكم و رفيقكم محمد عبد الله موساوي.

 

 

بقلم محمد عبد الله موساوي

رئيس جمعية خريجي السلك الثاني

لمعاهد تأهيل الأطر في الميدان الصحي

بالجهة الشرقية.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. hanane
    13/09/2015 at 01:32

    bravo khoya mohamed, toujours à la hauteur et toujours tu touches à nos vrais problèmes, grand chapeau

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *