الوقت الدراسي بين التدبير والتضييع
الوقت الدراسي بين التدبير والتضييع
بقلم : محمد الزهــوري ( مفتش في التوجيه التربوي )- مكناس –
تمهيد :
الوقت نعمة كبيرة نمتلكها ، و ثروة محدودة في أربع وعشرين ساعة يوميا بدون زيادة أو نقصان ، مع التجدد كل يوم ، والإنسان العاقل يستطيع بإرادته وعزيمته أن يتصرف في وقته لتحقيق أهدافه المسطرة ، والنجاح في مشاريعه الشخصية ، ومن يسعى في تضييع وقته الذي يمتلكه ، فإنه يستهين بمستقبله وحياته .
وقت الطالب وقيمته :
يتنوع وقت الطالب من مهمة المشاركة في الفصل الدراسي والمساهمة في بناء الدرس واستيعاب المعارف والعلوم ، إلى وقت الإستراحة وتجميع الأنفاس والإستعداد والتصويب ، إلى وقت العمل المنزلي الفردي والجماعي ، والذي يعتمد على مختلف الوسائل والأدوات والمراجع . وتقاس قيمة الوقت بمستوى الجهد المبذول من التركيز والإصغاء والتحضير والإنجاز . فقيمة الساعة للعامل المجد ليست بقيمة ساعة اللهو والضياع .
مظاهر تضييع الوقت :
من مظاهر تضييع الوقت ، التأخر المتكرر في إنجاز العمل ، والنقص في التركيز ، والإنشغال بغير الموضوع ، والسهو ، وعدم تطبيق الإرشادات والتوجيهات ، والجهل بالذات والقدرات ، والإعتماد على الآخرين ومحاولات الغش .
ومن أسباب الاستهتار بالوقت ، غياب الأهداف لدى الطالب ، ونقص الحافزية والرغبة ، وعدم تذوق التعلمات ، والافتقار إلى مساعدة عائلية وتربوية صارمة دقيقة …
مزايا تدبير الوقت :
لتدبير الوقت الدراسي مزايا منها تخفيض التوتر و التعب والمعاناة ، وتوفير الزمن للإستمتاع والراحة وتحقيق النجاح في الأداء ، والحصول على النتائج المتوخاة للتمكن من الإختيار المرغوب ، للرقي العلمي والإجتماعي .
قوانين تدبير الوقت :
هناك ستة قوانين لتدبير الوقت عند الطالب وغيره ، هي :
– قانون التركيز على المهم لباريتو Pareto : تجنب القيام بأنشطة تضيع الوقت
– قانون تحديد التفاصيل parkinson : تحديد أجل محدد لإنجاز عمل ما وعدم تأخيره لتوفر الوقت
– قانون البدء بما هو أصعب laborite : يمكن التناوب بين أنشطة أحبها وأنشطة صعبة أو لا أميل اليها .
– قانون الحد من المشوشات Carlson : كل عمل ترك ( بكسر الراء ) قبل إتمامه يحتاج إلى مدة أطول ، لذا يجب عند البدء في عمل مهم قطع الصلة بالعالم الخارجي
– قانون أخذ فترة للراحة Illich : قوة الأداء تنخفض بعد وقت معين ، لذا يجب الاستعداد للفترة اللاحقة بقسط من الاسترخاء .
– قانون الإستعداد للمفاجآت Murphy : لا يجب التقليل من حجم أي عمل ، فقد تقع مفاجآت تجعلنا نفقد السيطرة على إنجاز عمل مهم ولو كان صغيرا .
الأهم والمستعجل في العمل (Matrice d’Eisenhower ) :
لابد من ترتيب الأعمال حسب أولويتي الأهمية و الإستعجال ، فقد صنف إزنهاور الأعمال إلى أربعة :
1- عمل مستعجل وأكثر أهمية ، يجب إنجازه
2- عمل مهم وغير مستعجل ، يمكن تأجيله بعض الشيء
3- عمل مستعجل وناقص الأهمية ، يجب التعجيل بإنجازه أو تكليف من يقوم به
4- عمل غير مستعجل وغير مهم ، يمكن تكليف من يقوم به
خاتمة :
لا يخفى على الجميع الدور الكبير للمدرس والأسرة في مساعدة التلميذ على تدبير وقته الدراسي داخل الفصل وخارجه ، ولابد أن يشرع كل طالب للعلم مهما كان مستواه ، في تطبيق برنامج صارم ، وتوفير ظروف ملائمة للاستفادة من كل الأوقات ، ابتداء من المشاركة في الفصل الدراسي إلى العمل المنزلي والتهييء للإختبارات ، فالدراسة والعلم يحتاجان إلى التضحية والتنظيم . وكل تلميذ مسؤول عن تعلماته .
Aucun commentaire