فخامة الإستبداد..
غيوم المساء..
تعلن عودتها ..
و يتشكل الربيع ريحا..
وزئبقا..
مملوء بوحل التاريخ
وحدها الحرية..
كانت عروسة الربيع
ونمت بين الأصابع أشجار
على هيئات..
ايام الخريف ..
و أعلنت الطيور فقدان
أجنحتها..
فضائها..
حريتها..
وخرج الرصيف شاهرا
أوراقه البيضاء ..
حرية…
كرامة..
عدالة اجتماعية..
وتحولت الأصوات
دعاء و أمانة..
وفقد الكل ظلاله فجأة ..
ومد الكل يده
لعبير الحياة..
وخلف الكل
يأس وظلام..
وأقدام تئن
في مزبلة التاريخ
وتستيقظ الذاكرة النائمة:
يحولون جوعنا عصيرا..
يشربون من رحيقه
ما يشاءون..
و يسلبون حريتنا منا..
و باكرا ينامون..
وعلى صمتنا يتشكلون
ويسقوننا ماء فاسدا
لكي لا يمطر الفم..
غضبا و طوفان
وفي خراب الذاكرة
يتربعون..
يمتصون ما تبقى
من الحب النقي..
يملأون الجسد ضجيج الطاعة
ومن أعماقنا ..
يتشكلون وترا
يعزفون عليه عذابنا ..
ويمرحون..
ولنا في سماء ليلنا
نجمة وسناء..
و لنا في سماء نهارنا
غيمة و ثناء..
وعلى أرضنا تنهمر
قصائد و جداول ..
وهم لا يشعرون..
وهم لا يبالون..
فيا ايها الربيع العربي
أيها الأفق الممتد
في سماء الفقراء
و المظلومين..
أرى فيك
لونا واحدا يتشكل
وأرى فيك
ألوانقوس قزح..
أراك تقذف ثقافة الطاعة
إلى الخلف..
وتصلي صلاة الغائب
على فخامة الإستبداد العربي
ومن صرخات القهر المعمر
أراك تطل..
كما تشتهي ..
لا كما كانوا يشتهون ..
بلقاسم سداين
Aucun commentaire