كمْ مِن مَساقِي للفَسادِ بِفِكرِنا
رمضان مصباح الادريسي
مِن صُلب قَهْرٍ صادِحٍ بنواقسٍ ** أفواهُ أشباحٍ بِتيْه بَسابسٍ
وثعالبٌ تَخِمَت وبالَ صِغارها ** بِحُقولِنا ،ودَنتْ بِريقِ مَلاحِسٍ
وبِأنْفها شَمَمٌ يَشُم ُّ قَذالَنا ** وَهَرِيرُها وذُيولها بِمتارِسٍ
أقْعَتْ لنا أجْراؤُها كَضَراغِم ٍ ** فاحَت لَها أدْرانُنا بِمَناجِسٍ
كَمْ مِن ضِباعٍ مِن رِقاشِ فِرائِها ** حاكَت فُهودا تَزْدَرِي بِفَوارسٍ
مُدّْتْ لها فُرُشُ الحَرير فقهْقهتْ ** وتَبخْترتْ وسَمَتْ بِزَهْوِ طَواوِسٍ
فَتَبَهْنَسَتْ مِن زَجْرِها بِعرينِها ** أشبالُ أسْدٍ تُعْتلى بِمَكانسٍ
لا يُمْطِرُ الغيمُ الفسادَ وانَّما ** مِن بَذرِنا يَرْبو بِكلِّ دَسائسٍ
كمْ مِن مَساقي للفسادِ بفِكرنا ** تَرْويهِ، ان جَفَّتْ عُروقُ مَغارِسٍ
الاَّ نُجَفِّفْ نَبعَهُ وحِيَّاضَهُ ** بالنَّفسِ، يَزْهُ شامِخًا بِمَدارِسٍ
في النَّفسِ وَأْدٌ للفساد ومَوْلِدٌ ** ومَزارِعٌ وسلاسِلٌ بِمكابِسٍ
فِي النفْس تُنصَبْ راجِماتُ فسادٍ ** تُرْدِي مُيولاً لِلخَنا وخَسائِسٍ
في النفس يُبني فضلُ كُلِّ خِصالٍ ** وبِها تُفَضُّ قناعَةٌ بِنفائِسٍ
في النفس يَسرِي عِشْقُ كلِّ كَمالٍ ** وبِها تُزَفُّ شَراهةٌ لِمَدانِسٍ
لا تَطلُبوا رَدْعًا لإفْسادٍ بِلا ** طْوْقٍ لِنَفْسٍ لا يَلينُ لِسائِسٍ
انْ لمْ نُغَيِّر ما بِها لاَ مَنْ يَرَى ** عَرَجًا بِنا ,وشَقاءَنا بِهَواجِسٍ
مَن يَرتجِي قَهْرا لأشْباحٍ بِلا ** هَرْسٍ لأطْمَاعٍ بِه بِمَهارِسٍ
كَمَنْ يبتَغِي علما بِلا درس ولاَ ** صَبْرٍ علَى بحث وطول فهارس
Aucun commentaire