قصيدة: أيلان كردي.. / بنعيسى احسينات – المغرب
أيْلان كردي..
(الطفل السوري الغريق، الهارب مع أسرته، من ويلات الحروب الأهلية والدمار)
بنعيسى احسينات – المغرب
أيْلان ..
من الشام..
التحق بالرحمنْ..
كردي من سوريا..
المدمرة بالمجانْ..
طفل انتزعه البحر..
من الأحضانْ..
مع شقيقه وأمه..
لإطعام الحيتانْ..
هروبا..
من ويلات الحروب..
والطغيان..
فشل الأب..
لإنقاذهم، في الامتحانْ..
في قرب الموت..
وسط اليم الهيجانْ..
في رحلة..
إلى المجهول..
بلا قُبْطانْ..
في الثالثة من العمر..
يا فاقدي الجولانْ..
يبتلعه البحر..
بلا طقوس القربانْ..
يرمي به..
بشاطئ بني عثمانْ..
لم يمسسه..
لا قروش ولا حيتانْ..
مَلَكٌ طاهر..
يحَفَظَهُ رب الأكوانْ..
يحتضن بوجهه..
رمال الشطآنْ..
رسالة للعالم..
ولكل ضمير يَقْضانْ..
وصمة عار..
على جبين العربانْ..
فاجعة لطخت..
هامة كل إنسانْ..
وبنو العروبة..
أبدا في خبر كانْ..
لا ردود فعل لهم..
في كل مكانْ..
تركوا مصيرَ أهلهم..
للشيطانْ..
للدواعش..
وطبيب العميانْ..
للنصرة..
ومعارضة الأعيانْ..
أمام صمت عربي..
من داخل البركانْ..
وتجاهل كل العالم..
لمحنة الإنسانْ..
ببلاد العرب..
تحت رحمة العدوانْ..
من الأقرباء..
وأعداءِ أيام زمانْ..
للهاربين من الدمار..
نصيبهم الخذلانْ..
من ذوي القربى..
وإخوة عقيدة القرآنْ..
إلى أوروبا، يبحثونَ..
عن وهم بر الأمانْ..
فالبحر أرحم عندهم..
من جحيم الإخوان.
***
أيْلانْ..
يذكرنا بالدرة1 والعدوانْ..
استشهد برصاصة..
وهو في الأحضانْ..
والجنين الشهيد2..
في رحم أم الشجعانْ..
يقتل غدرا..
قبل صرخة الصبيانْ..
وأطفال قانا3..
وغزة وسوريا ولبنانْ..
وأطفال العامرية4 بالعراق..
وأنفكو5 ، وفي كل مكانْ..
خارج طينة البشر..
وهم أحط من الحيوانْ..
بالتخلي، بالحقارة..
بلا أمانْ..
تآمرٌ لإضافة..
سوريا للجولانْ..
وإخلاءُ سوريا..
ثم الأردن ولبنانْ..
وإلحاقُ العراق
ودول الخليج لإيرانْ..
وتفكيك المشرق..
تنفيذا لفتوى الأمريكانْ..
بين طوائف متصارعة..
لاستدامة الاحتقانْ..
لتقسيم المنطقة..
إلى دويلات بلا كيانْ..
ليتوسعَ الصهاينة..
على حساب بني قحطانْ..
لتحقيق إسرائيل الكبرى..
بجوار إيرانْ..
وتعمير الغرب العجوز..
باستقبال الأقنانْ..
بهجرة مفتعلة..
من تدبير الأمريكانْ..
بمؤامرة..
من الروس وإيرانْ..
بمباركة دول البترول..
وباقي الجيرانْ..
لتشبيب الغرب..
وامتداد إسرائيل كالسرطانْ.
أين النخوة ..
أين الإسلام يا أهل الإيمانْ..
كفى تشدقا..
بالعروبة والإسلام بالامتنان..
بقوة النفاق..
وباللامبالاة والنكرانْ..
بتجاهل..
لقيم حقوق الإنسانْ..
والتشبث بقوة المال..
والسلطانْ..
فقيمة البشر..
لديهم، ليست في الحسبانْ..
فماذا تنتظرون..
من خادمي الشيطانْ..
ومصير البشر..
متروكٌ للإنس والجانْ..
بلا رحمة..
ولا رحيم ولا رحمانْ.
———————————-
بنعيسى احسينات – المغرب
———————
هوامش:
1. محمد الدرة الفلسطيني الذي التقطته رصاصة صهيونية وهو في أحضان أبيه بالشارع في مواجهة قوة الاحتلال بالحجارة.
2. الجنين الشهيد الذي أصابته رصاصة العدوان وهو في رحم أمه. اقرأ لي قصيدة في الموضوع على الرابط التالي http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2008/04/16/130236.html
3. مجزرة صهيونية حصدت في 18 نيسان 1996، أرواح 106 لبنانيين، معظمهم من الأطفال والنساء.. وحمّلت عشرات من لم يستشهدوا جروحاً لا تندمل. الأطفال الهاربون من النار إلى مركز «اليونيفيل»، لم يحظوا بأي حماية. تفحمت أجسادهم في مركز القبعات الزرق، وتحت أنظار العالم..
4. قصف جوي لملجأ العامرية ببغداد، في العراق، أثناء حرب الخليج الثانية، بواسطة طائرتان من نوع أف-117 تحمل قنابل ذكية، مما أدى إلى مقتل أكثر من 400 مدنيًا عراقيًا من نساء وأطفال.
5. أطفال « أنفكو » بجبال الأطلس المتوسط بالمغرب الذين قضوا بالبرد والثلج. اقرأ لي قصيدة في الموضوع على الرابط التالي http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=346814
Aucun commentaire