مرحبا بالمطهر
مرحبا بالمطهر
يحل شهر رمضان الكريم،ولا شك أن المجتمع الإسلامي سيعرف تحولا كبيرا في عاداته اليومية،صحيح هو شهر العبادة بامتياز،ذلك أن غالبية المسلمين،سيتدفقون على المساجد لأداء صلاة التراويح،وراء من اختارهم الله لرفع لواء القرآن الكريم،من خيرة شباب هذه الأمة،والذين كان للمدارس القرآنية ، الفضل الكبير في تكوينهم،فأصبحنا ولله الحمد نستمتع كل رمضان بقراءاتهم،ومن كثرة القراء ولله الحمد، فأينما توجهت صوب أي مسجد،فتأكد أنك ستجد مقرئا،يرتل لك القرآن ترتيلا.لذلك حق لنا أن نفخر بقرائنا الأفذاذ،فاللهم جازي من كان وراء تأهيل هؤلاء القراء أحسن الجزاء، واكتب يامولانا ذلك في ميزان حسناته آمين.
وبالرجوع إلى العادات التي قلت إنها ستعرف تحولا،فهناك عادات تظهر مع حلول كل رمضان،من ذلك الإقبال على ما لذ وطاب من الأكل والشراب،وما يترتب عن ذلك من إسراف وتبذيربشكل لامبرر له.ولعل هذا الإقبال المنقطع النظير هو الذي يتسبب في رفع الأسعار كلما حل الشهر الفضيل، وهذا شيء طبيعي لأن الطلب يفوق العرض.والواقع يقول إن التهافت على السلع هو السبب .وإلا كيف نفسر ارتفاع الأسعار كلما حل رمضان؟
لقد حولنا هذا الشهر مع الأسف إلى تنافس حاد على إعداد الموائد،وكان الله في عون النساء اللواتي يجبرن على الوقوف في المطبخ منذ العصر، من أجل إعداد ما يشتهيه البطن،وهن في صراع مع الزمن،وقد يباغتهن أذان المغرب وهن لازلن قابعات في المطبخ.
ومن المفارقات المضحكات أن مائدة رمضان تتوزع إلى عدة أطباق ،منها ما يلتهم بمجرد أذان المغرب وهو القليل، بينما تبقى جل الأطباق الأخرى جاثمة على الطاولة لايجرؤ أحد على الاقتراب منها،ويتكرر المشهد طيلة رمضان ولا من معتبر،إنها الغفلة .
نعم إنها الغفلة عن مقاصد رمضان،ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه وهو يستقبل رمضان:جاءكم المطهر.أجل إنه يطهرنا من البذخ والإسراف، كما يطهرنا من فحش القول وإطلاق العنان للسان،ويطهرنا أيضا من عادات سيئة مارسناها طيلة أحد عشر شهرا،من نميمة،وغيبة،ونظرات إلى ما حرم الله…..
فأهلا بك يا شهر الصيام
نفحاتك الإيمانية تسبقك على الدوام
نهارك صوم وليلك قيام
قراءة القرآن عند حلولك ليست كقراءة بقية الأيام
نتلوه في بيوتنا وفي الليل يرتله الإمام
نحمدك ربي على نعمة الإسلام
Aucun commentaire