نشا فيتاغوراس في ساموس مدينة الفنون والتجارة ولما ناهز الاربعين من العمر قصد ايطاليا التي بلغت درجة عالية من المدينة والثقافة فداع صيته نظرا لنباهته فانشا فرقة علمية دينية ومدرسة رائعة وكانت تتميز بتنظيم دقيق ولها قناعة هي ان العلم وسيلة فعالة لتهذيب الاخلاق وتقديس النفس فجعل فيتاغوراس من من العلم رياضة دينية الى جانب الشعائر ووجه تلاميذه الى علوم الرياضيات والفلك والموسيقى والطب وشرح مؤلفات من سبقوه من الفلاسفة كما كانت هذه المدرسة بطبيعة الحال تفكر في المجال السياسي لتتولى الحكم مما تسبب في حملات من قبل اعداءه اضطر معها الى الهجرة وبالتالي الوفاة قبل تطبيق مشروعه الفكري والسياسي كما يذكر ان فيتاغوراس هو الذي وضع لفظ – فلسفة – اذ قال = لست حكيما لان الحكمة لاتضاف الا للالهة وما انا الا فيلسوفا = اي محبا للحكمة وكان رياضيا وموسيقيا بارعا ولعل اهم اثاره في هذا الباب انه برهن على ان قوة الاصوات نابعة عن طول الموجات الصوتية ولاشك ان دراسة الفيتاغوريين للاعداد والاشكال والحركات والاصوات وما بينها من تقابل وقوانين ثابتة صرفت عقولهم الى ما في هذا العالم من نظام وتناسب ( فراوا ان هذا العالم اشبه بعالم الاعداد منه بالماء او النار او التراب ومبادىء الاعداد هي الموجودات وعناصرها المختلفة وان العالم عدد ونغم ) لقد كانت عناية الفيتاغوريين بالاخلاق والمبادىء العقلية والجدل الذي يولد الافكار كما ان الفكر اليوناني كان متجها نحو العالم الخارجي مستغرقا فيه اما العالم الداخلي الذي هو مصدر الاخلاق وموطنها كما ان العقل هو مصدر المعرفة ومستقرها الا ان تغييرات طرات من قبلي معلمي البيان سموا بالسوفسطائية شككوا في العقل واصول الاخلاق حيث حاربهم سقراط والتف حوله تلاميذه فخاضوا كلهم في مسائل جدلية وخلقية كونت مواد الفلسفة العلمية وكان هذا التطور مطابقا للتطور الطبيعي في الفرد ينظر الولا الى الخارج ولايتجه الى الداخل الا فيما بعد ,,,,,,