التأخر في إنقاذ الشعب الليبي يكشف عن مؤامرة غربية محبوكة مع النظام الليبي
بعد صدور قرار » مجلس الأمن « لفرض حظر جوي على الطيران الحربي للنظام الليبي الذي يستخدمه ضد شعب أعزل في تالية لسابقة الكيان الصهيوني في غزة انكشفت خيوط مؤامرة غربية بقيادة الثالوث الأطلسي الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ، ومفاد هذه المؤامرة أن هذا الثالوث يماطل في تنفيذ القرار الذي صرح بشرعية كل الوسائل التي تحمي الشعب الليبي من الإبادة بما فيها العمل العسكري ضد آليات النظام الليبي على الأرض. وظل الثالوث الأطلسي يتظاهر بتوعد النظام الليبي إذا هو لم يوقف هجومه على الشعب ، وواقع الحال أن النظام وبتواطؤ مع الثالوث الأطلسي يمارس حرب الإبادة على الأرض في حين يصرح لوسائل الإعلام الغربية التي انتقاها لحاجة في نفس يعقوب أنه ملتزم بقرار مجلس الأمن ،مع أن شهادات الشعب الليبي عبر مختلف وسائل الاتصال تؤكد أن زحف كتائب النظام الليبي لم تتوقف ، وأن القصف العنيف للأحياء السكنية متواصل ، كما أن قتل المواطنين العزل والتنكيل بهم جار على قدم وساق. ولحد الساعة لا توجد آليات مراقبة دولية ميدانية على الأرض تؤكد أو تنفي ما يدعيه النظام الليبي ، وما يكذبه الشعب الليبي . ومما يؤكد التواطؤ الأطلسي مع النظام الليبي الذي قدم العروض السخية من أجل شراء صمت القوى الأطلسية بما فيها التعهد بالقيام بحماية أمن إسرائيل وأمن أوروبا ، والتصدي للأصولية على حد تعبيره هذا التأخر المفضوح في تنفيذ قرار مجلس الأمن ، وهو ما لم يحدث بالنسبة لقرارات سابقة كان من مصلحة الغرب التعجيل بتنفيذها مياشرة بعد التصويت عليها بساعات .
ومن المعلوم أن القوى الأطلسية ، وبعد تأكدها من أن المقاومة الشعبية الليبية لا ترغب في احتلال غربي لليبيا على غرار احتلال العراق ، كما أنها ترفض القيام بدور العمالة والخيانة الرافضية في العراق التي رضيت دخول العراق على ظهر دبابات القوى الأطلسية تخلت عنها وتركتها ضحية للنظام الإجرامي ليبيدها وليمهد السبيل للبديل الخائن والعميل . ولقد أظهر المقاومون الليبيون الالتزام بالإسلام وبإقامة الصلاة في ميادين القتال ، وبالتصريحات التي تؤكد تمسكهم بدينهم وعقيدتهم مما جعل الغرب يتوجس منهم ، ويتلكأ في إنقاذ الشعب الليبي عن طريق عدم الاعتراف بالمجلس الوطني الليبي مما يعني أن الثالوث الأطلسي يريد الاعتراف بنموذج على غرار النموذج الرافضي في العراق يخدم مصالحه ويبرر بواسطته احتلال ليبيا والسيطرة على ثروات البترول فيها . ولقد كان بإمكان الاعتراف بالمجلس الوطني الليبي ، والسماح له بالتصرف في المال الليبي ، وتزويد الثوار بالأسلحة المكافئة للآليات الحربية التي يستعملها النظام الليبي أن يساعد على إسقاط النظام الإجرامي ، ولكن التأخر الأطلسي كان من الواضح بأن من ورائه صفقة بين النظام الليبي والغرب من أجل القضاء على الثورة الليبية الرافضة للاحتلال والعمالة والخيانة . ولم يعد خافيا أن الكيان الصهيوني يؤثر على تأخر تنفيذ قرار مجلس الأمن بعد اتصالات لم تعد سرية بين النظام الليبي والكيان الصهيوني لأنه تلقى الرشاوى الفاحشة والوعود بخدمته نكاية في الدول العربية التي سحبت الاعتراف بشرعيته . والمؤسف أن الشعوب العربية تتصرف تصرف قطعان البقر الوحشي الذي يتفرج على ضحاياها حينما تنفردالسباع الضارية بمهاجمة بعضها. فعلى الشعوب العربية أن تخرج إلى الشوارع ليس فقط للمطالبة بإصلاحات تهمها بل من أجل قضايا الأمة العربية ،ذلك أن الشأن الليبي لا يقل أهمية عن باقي الشؤون العربية المصيرية التي لا بد أن تحظى بالأولوية وفق للظروف الحالية . فالغرب لا يمكن أن ينسى ما سماه سياسة الشرق الأوسط الجديد الذي يهدف من ورائها إلى توفير الأمن والسلام للكيان الصهيوني. والنظام الليبي صرح صراحة بأن بقاءه يعني ضمان أمن وسلام إسرائيل لهذا فالغرب لا يعنيه إنقاذ الشعب الليبي بقدر ما يعنيه أمن وسلام إسرائيل. فعلى الأمة العربية أن تأخذ بزمام الأمور وتضغط من أجل أن يصبح صوت الشعوب العربية هو المسيطر والمهيمن ، ومن أجل أن تقدم البديل عما يريده الغرب في المنطقة العربية لصالح الكيان الصهيوني ومصلحة الغرب الطامع في ثروات البترول العربي . فعلى الحركات الجهادية الصادقة المخلصة أن تلقن الغرب والنظام الليبي الخائن سويا درسا لا ينسى على طريقة جهاد الشهيد البطل عمر المحتار رحمة الله عليه وعلى كل الشهداء الذين سقطوا معه وعلى الذين يسقطون اليوم على يد النظام الليبي الإجرامي .
Aucun commentaire