بدر سنوسي
حسب دراسة ميدانية، أجراها الديوان الوطني لمكافحة المخدرات والإدمان في الجزائر، فإن هناك أكثر من 3 ملايين جزائري 3% منهم نساء، يستهلكون ويتعاطون المخدرات، بما في ذلك الأدوية ذات التأثير العقلي، وتشير العديد من المصادر إلى أن ظاهرة تعاطي الحبوب المهلوسة في المجتمع الجزائري، أصبحت تؤرق نظام العصابة بسبب تفشي هذه الآفة بشكل سريع يدعو للقلق في أوساط الشباب، بل وصل إلى المدارس والفضاءات التربوية.
ووفق أرقام رسمية، كشف عنها رئيس المنظمة الوطنية لرعاية الشباب، فإن عدد المدمنين على المهلوسات بمراكز العلاج تجاوز ارقام خيالية، والفئة الأكثر استخداما لهذه السموم تتراوح أعمارها بين 20 و30 سنة، وتنتشر العديد من أنواع الحبوب المهلوسة في أوساط الشباب، وهي في الأصل عبارات عن عقاقير مسكنة مثل « ترامادول » و « ليريكا » و »سيبتيكس » وتحمل في الغالب مسميات غير تلك التي تعرف بها طبيا مثل الصاروخ والتاكسي والزرقاء والحمراء…
وسجلت الجزائر حصيلة ثقيلة في مجال الاتجار بالمخدرات والحبوب المهلوسة، فوفقا للديوان الوطني لمكافحة المخدرات وإدمانها، ارتفع تعاطي الكوكايين في البلاد بنسبة 200%، وزاد استهلاك المهلوسات الأخرى عن نسبة 100%.، وقد ألقت قوات الأمن القبض على 1600 تاجر مخدرات، مع ضبط أكثر من 10 ملايين قرص مهلوس، بالإضافة إلى أطنان من « الكيف المعالج » وعشرات الكيلوغرامات من الكوكايين.
وفي ظل غياب استراتيجية واضحة لمحاربة المخدرات والاستعمال غير المشروع للمؤثرات العقلية يرى مراقبون ان المخدرات والمهلوسات باتت تستخدم سلاحا من طرف نظام عسكري فاسد، لإلهاء مواطن – مغبون – لا زال يبحث عن لقمة عيش ولو ب « الحريك »، وينتظر في طوابير طويلة علّه يظفر ب « شكارة » حليب من نصف لتر…
للإشارة فقط فقد تمكنت مصالح الأمن الوطني في الجارة الشرقية، في شهر رمضان الاخير، من حجز أزيد من مليون وستمائة ألف كبسولة من المؤثرات العقلية كانت موجهة للتسويق غير الشرعي في كل من ولايات عنابة، وهران، ورقلة والجزائر العاصمة، حسب ما كشفت عنه المديرية العامة للأمن الوطني اليوم الجمعة، في بيان لها.
ويتعلق الأمر -حسب توضيحات المديرية العامة للأمن الوطني- بـ « إحدى أكبر عمليات حجز للمهلوسات في تاريخ الأمن الوطني »، حيث « وضعت المصالح العملياتية المختصة للمديرية العامة للأمن الوطني في عمليات متفرقة، اليد على أزيد من (1.600.000) كبسولة من المؤثرات العقلية كانت موجهة للتسويق غير الشرعي، وهي أصلا من صنع محلي محظ…