جزائر مئات المليارات من الدولار من عائدات البترول عاجزة عن توفير المال لجلب أدوية داء السرطان
عبدالقادر كتــرة
سجلت الجزائر 49 ألف حالة جديدة بمرض السرطان، ومن المتوقع أن ترتفع مع حلول 2025 إلى 61 ألف حالة، حسب ما أفاد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفیات الجزائري، عبد الرحمان بن بوزيد.
وقال الوزير في كلمة له خلال افتتاح الملتقى الحادي عشر للسرطان بفندق الجزائر، السبت 08 فبراير 2020، أن أكثر أنواع السرطان انتشارا عند الرجال، سرطان القولون والرئة، أما عند النساء الثدي والرحم، مشيرا إلى أن الوزارة خصصت 61 ملیار للأدوية العادية الخاصة بالسرطان ، مؤكدا عدم قدرة مصالحه استیراد الأدوية المعالجة للأورام السرطانیة نظرا لكلفتها الباهظة بسبب الأزمة الاقتصادية التي تمر بھا البلاد.
واعترف وزير الصحة والسكان عبد الرحمان بن بوزيد بتأثير الأزمة الاقتصادية التي تمر بها بالجزائر على إمكانية اقتناء أدوية جديدة مبتكرة لعلاج مرضى السرطان في الوقت الحالي، أن الأدوية المبتكرة مكلفة جدا ولا يمكن استعمالها في جميع الأورام، مؤكدا التزام الدولة بتوفير كافة الأدوية القاعدية لمريض السرطان، واقترح الوزير تشكيل لجنة وطنية من أجل دراسة الحالات التي تحتاج فعلا لهذا النوع من الأدوية المبتكرة والتي تقدم فعلا إضافات للمريض في تحسين التكفل به، وكشف الوزير عن استقبال قريب لمراكز مكافحة السرطان في كل من ولاية الوادي وبشار وأدرار.
وأكد بن بوزيد أن مصالحه تغطي 48 ولاية من حیث المراكز المخصصة للسرطان بـ 77 وحدة، حیث تم توفیر إمكانیات تقنیة على مستوى مختلف مراكز العلاج، ودخول أربعة مراكز لعالج السرطان حیز الخدمة بكل من تیزي وزو، بشار وأدرار.
من جهته، أكد عدة بونجار، رئيس الجمعية الجزائرية للبحث والتكوين في الأورام السرطانية « سافرو » على هامش اللقاء « نحن واعون بأن الأدوية المبتكرة مكلفة وغالية السعر، لكننا أمام مرضى يجب علاجهم ويمكن القيام بذلك لهذه الأدوية الجديدة وفق بروتوكولات علاجية تستهدف المريض المناسب بالنسبة للأدوية التي أثبتت فعاليتها في تحسين حياة المريض او شفائه »، وأوضح في هذا السياق « أن بعض الأدوية أثبتت نتائجها، خاصة سرطان الجلد والرئة ».
وأضاف المختص أن مواعيد العلاج الإشعاعي لاتزال بعيدة جدا تصل إلى 9 أشهر من الانتظار، أمر اعتبره بغير المعقول والمقبول، ولا يخدم المريض، وأرجع بونجار الأمر إلى سوء توزيع المسرعات على المستوى الوطني، فهي من الناحية العددية تعد كافية، غير أن سوء توزيعها هو الذي إثر على الاستفادة منها بالشكل الجيد المناسب.
رئيس جمعية حماية وإرشاد المستهلك الجزائرية مصطفى زبدي، اعتبر في اتصال له مع مصدر إعلامي جزائري، أن تصريح وزير الصحة شكل صدمة لدى الكثير من المواطنين .
وأضاف أن تصريحات الوزير تحتاج إلى تفصيل وتحديد بدقة ماهي المواد والعلاجات التي لا يمكن للجزائر استيرادها وكشف مدى أهميتها، لعلاج المرضي كما شدد زبدي على ضرورة توضيح مدى فاعلية الأدوية المقتناة، وهل تقوم بنفس الدور وهل هنالك بدائل أخرى.
وفي ذات السياق، قال رئيس جمعية حماية وإرشاد المستهلك الجزائرية إن التغاضي عن هذا الأمر مع تقديم أسباب اقتصادية قد تكون سبب في وفاة الجزائريين غير مقبول ، مذكرا بالأمس القريب كانت الجمعية تتطلع على المنتوجات التي يتم استيرادها من لحم الحمير والضفادع ، والخنازير و مواد رفاهية تستنزف الخزينة .
Aucun commentaire