برشلونة إلى أين؟
برشلونة إلى أين ؟
لم يعد برشلونة ذاك الفريق المرعب وبعبع أوروبا كما كان في السنوات الماضية ولم يعد كذلك ذاك الفريق الذي يخطب وده عديد من اللاعبين ، ما بقي من برشلونة السداسية التاريخية و الكرة الشاملة ومتعة التيكي تاكا مجرد أسماء وذكريات سرعان ما تتلاشى جراء كثرة الإخفاقات على الصعيد الأوروبي والمستوى السيئ المقدم حاليا من اللاعبين و الأسلوب المتبع في إدارة وتدبير الأزمات داخل أسوار القلعة الكتلونية .
يرى الكثير من المحللين أن السبب الأول لتراجع مستوى برشلونة يكمن في سوء التسيير من لدن الإدارة باختيار مدربين ليسوا ذو كفاءات عالية تخول لهم التتويج بدوري أبطال أوروبا الغائب عن خزائن البلوغرانا منذ 2015 ، مرورا بالتعاقد مع لاعبين كانت حولهم علامات استفهام كبيرة لم يقدموا أية إضافة تذكر مثل كوميز و كوتينو وألكسير و مينا والقائمة تطول.
من المشاكل الأخرى التي يتخبط فيها برشلونة حاليا الاعتماد الكلي على نجم الفريق ميسي الذي هو بمثابة المخلص والمنقذ في مباريات عدة إذ أصبح مستوى برشلونة مقرون بمستوى ميسي وتوفيقه في المباراة : إما أن يكون متميزا ومعه يكون برشلونة متألقا وإما أن يختفي وبذلك يختفي معه فريق بأكمله وهذه كارثة حقيقية تضرب برشلونة فكرة القدم كما هو معروف رياضة جماعية ليست بفردية ولا تقتصر على لاعب واحد وميسي موعد اعتزاله اقترب لدى وجب التفكير جديا برأب الصدع الذي سيخلفه رحيله عن البيت الكتلوني .
إضافة إلى التراجع المهول في مستوى ركائز الفريق البرشلوني كبيكي وبوسكيتس وألبا وعدم تعويضهم ببدائل قادرة على حمل الفريق والمضي به قدما.
كبوات برشلونة هذا العام ابتدأت مبكرا كان أولها الأداء الباهت و غير المقنع خارج ملعب الكامب نو بمعدل أربع هزائم وثلاث تعادلات، ثم الاقصاء بريمونتادا مذلة أمام فريق أتليتيكو مدريد في كأس السوبر الإسباني أرجعت إلى الأذهان فضيحة مباراة روما وليفربول وصولا إلى الهزيمة المرة أمام الخفافيش المنقوص من عناصره الأساسية بواقع هدفين دون رد .
مع إقالة المدرب فالفيدري صاحب الاقصائين المتواليين في دوري أبطال أوربا بنفس الطريقة وتعيين مدرب جديد يؤمن كثيرا بفكرة الاستحواذ رغم أنه كان محل انتقادات شديدة نظرا لمسيرته المتواضعة كمدرب التي لا ترقى في نظر منتقديه لقيادة سفينة النادي الكتلوني وهذا ما بدى جليا في المباراة الأخيرة التي لاقت طريقة لعبه واختياراته التكتيكية استياء اللاعبين وتدمرهم منها ليرد المدرب كيكي سريعا بأن التجاوب وفهم التعليمات لم يصل إلى المستوى المطلوب.
مصائب برشلونة هذا الموسم لم تقف إلى هذا الحد بل تعدته بإصابة اللاعب سواريز الذي سيغيب حتى نهاية الموسم مما تطلب من الإدارة المسارعة بجلب مهاجم في المستوى العالي وكانت مطالب الجمهور بالتعاقد مع لوتارو مرتينيز نجم فريق انتر ميلان رغم أن هذا التعاقد بعيد المنال في الوقت الراهن وأيضا اللاعب رودريغو مهاجم فالنسيا الذي تعرف المفاوضات شذا وجدبا إذ يقول البعض أنها انتهت فعلا .
إن لم يتدارك برشلونة الموقف ويقوم بتصحيح مساره ستتوالى النكسات الواحدة تل والأخرى ومباراة دوري أبطال أوربا على المشارف و الخوف كل الخوف الخروج على يد فريق نابولي الذي يقدم عروض قوية ضد الفرق الكبرى في إيطاليا.
فريق برشلونة فريق عريق بإنجازته وألقابه وبمستواياته الرائعة التي قدمها لا يستحق ما وصل إليه اليوم وحاله لا يصر أي محب للكرة الجميلة ، وعلى الادارة من رأس الهرم بارتوميو إلى آخره أن يستمعوا لنبض الجمهور الكتلوني ويعيدوا النظر في طريقة التسيير والانتدابات والعمل على إعادة إحياء مدرسة لاماسيا التي هي سبب نجاجات برشلونة الكبيرة.
في انتظار اتخاذ قرارات جريئة من شأنها تحسين الوضع نتمنى التوفيق لفريق برشلونة في مستقبل المسابقات .
Aucun commentaire