الجزائر : في ظل استمرار الحراك الشعبي و بقوة … الغموض يلف مستقبل البلاد !!
الوهراني سفيان
في أول جمعة من السنة الجديدة 2020، أكد المتظاهرون عزمهم على مواصلة الحراك إلى غاية تحقيق جميع مطالبهم المرفوعة وفي مقدمتها رحيل جميع رموز النظام، رافعين شعار “يا حنا يا نتموا ما راناش حابسين”. وانطلقت المسيرات من شارعي عبان رمضان، وديدوش مراد نحو ساحة البريد المركزي، ردّد خلالها المتظاهرون شعارات تطالب بـ »تغيير حقيقي ». و جدد المتظاهرون رفضهم الاعتراف بالانتخابات الرئاسية الأخيرة والتي أفرزت عبد المجيد تبون رئيسا للجمهورية، رافضين الاعتراف أيضا بحكومة عبد العزيز جراد التي تم الكشف عن تشكيلتها أمس الخميس، مرددين شعار “ماكانش الشرعية”. كما هتف المحتجون « شيئا فشيئا سنزيل العسكر من المرادية » في إشارة إلى قصر » التبون »، و خلال المسيرة التي جابت الشوارع الرئيسية للجزائر العاصمة، رحّب المتظاهرون بالمعتقلين الذين تم الإفراج عنهم.
و يرى مراقبون انه في الوقت الدي اعتبر البعض ان قرارات الرئيس » التبون » كانت شجاعة من أجل إرساء الثقة والتهدئة، طبقا لصلاحياته الدستورية في تجسيد وحدة الأمة واستقرارها ».و خاصة بعد قرار اطلاق بعض سجناء الرأي الموجودين بالسجون، و على رأسهم المعارض السياسي الرائد لخضر بورقعة ، أحد رموز الاستقلال وثورة التحرير الجزائرية من الاستعمار الفرنسي، في انتظار محاكمته في 12 مارس 2020 ، الا ان خروج مسيرات احتجاجية مليونية في جمعة السادسة والاربعين منذ انطلاق الحراك الشعبي يوم 22 فبراير 2019، اكد بالملموس تشكيك الشعب الجزائري في شرعية السلطة الحالية، ورفضهم القاطع للتشكيلة الحكومية الجديدة، مصرين على الاستمرار في نضالهم حتى رحيل النظام العسكري الذي يحاول التخفي وراء واجهة مدنية للاستمرار في التحكم في زمام الأمور كما فعل منذ استقلال البلاد سنة 1962..
و شهدت مسيرة الجمعة 46 و التي عرفت أجواء استثنائية بمشاركة عدد من المعتقلين الذين تم الإفراج عنهم، تخصيص شعارات لاحد قادة الثورة الجزائرية الخمس، ويتعلق الامر بمحمد خيضر، الذي اغتاله نظام بومدين في 3 يناير 1967 بمدريد. وهي إشارات واضحة إلى النظام العسكري، بان الجزائريين لا يرغبون في استمرار مؤسسة الجيش في التحكم في رقابهم، وأنهم متشبثون بمبادئ مؤتمر الصومام… يدكر ان القضاء الجزائري كان قد افرج ليلة الخميس، عن 76 من الناشطين في الحركة الاحتجاجية، في محاولة النظام الالتفاف على مطالب الحراك الشعبي من خلال هده المبادرة، وبالتالي خلط الأوراق لتقسيم الشعب…
Aucun commentaire