سيدي الرئيس: قل كفى للكراهية ضد المسلمين في فرنسا
محمد بربوش
في سابقة فريدة من نوعها، ويمكن وصفها بالشجاعة كذلك، ولأول مرة في تاريخ فرنسا، سيتم دعم الحجاب والانتصار لامرأة مسلمة محجبة.
في رسالة عنونوها ب »قل كفى سيدي الرئيس للكراهية ضد المسلمين في فرنسا »نشرتها جريدة لوموند يوم الثلاثاء 15 أكتوبر 2019 ، طالب فيها أزيد من ثمانين علمانيا في فرنسا من أهل الفن والسينما والمسرح والثقافة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بإدانة الاعتداء الذي طال سيدة متحجبة أثناء اجتماع المجلس الإقليمي لمنطقة بورغون فرانس كونتي.
من بين الشخصيات الموقعة على العريضة، الممثل الكوميدي المشهور عمر سي، والممثلة ماريانا فويس، والمخرج ماثيه كاسوفيتز، والممثلة جيرالدين ناكاش، والمخرجة تونيه مارشال، وغيرهم.
وجاء في العريضة: « نحن الشخصيات من خلفيات متنوعة، ونلتزم بمبدأ العلمانية على النحو المنصوص عليه بالقانون، نطلب على وجه السرعة، من الرئيس إيمانويل ماكرون، أن يدين علانية الاعتداء اللفظي الذي تعرضت له هذه المرأة أمام ابنه ».
كما جاء فيها قولهم: « هذا المشهد وهذه الكلمات وهذا السلوك من أعمال العنف والكراهية شيء لا يصدق! لقد جعل اليمين المتطرف الكراهية ضد المسلمين أداة رئيسية للدعاية، لكنه لا يحتكرها؛ إذ إن أعضاء من اليمين واليسار لا يترددون بدورهم في تشويه صورة المسلمين ».
وقد طالب هذه الشخصيات من الرئيس الفرنسي أن يقول بصوت عالٍ وبكل قوة إن « النساء المسلمات محجبات كن أم لا والمسلمين بشكل عام لديهم مكانتهم الكاملة داخل المجتمع الفرنسي، وأن يرفض تشويه صورتهم والتنديد بهم فقط لأنهم مارسوا شعائرهم الدينية البسيطة. وأن يشدد على ضرورة وضع حد للتمييز الذي يتعرضون له ».
وذكرت الجريدة بأن الاعتداء طال السيدة المحجبة التي كانت ترافق مجموعة من التلاميذ الذين حضروا اجتماع المجلس الإقليمي، عندما طلب منها المنتخب المحلي جوليان أودول الذي ينتمي إلى اليمين المتطرف، أن تنزع حجابَها باسم المبادئ الجمهورية والعلمانية، ما أثار جدلاً كبيراً في البلاد وأعاد مجدداً النقاش حول الحجاب.
يبدو أن التصريحات العنصرية التي صدرت عن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حين طالب، قبل أسبوع، بمكافحة ما سماه: « الشر الإسلامي » قد أججت الصراع من جديد وأعادته إلى الساحة الفرنسية، مما حدا باليمين المتطرف كي ينتعش ويخرج ما في صدره من كراهية وعنصرية تجاه المسلمين، كما حدا ببعض وزراء الشون إيليزي أنفسهم إلى التماهي مع تصريح ماكرون كما فعل وزير التعليم جان ميشيل بلانكير الذي اعتبر ارتداء الحجاب في فرنسا غير مرحب به على الإطلاق.
فهل سيستمر الرئيس الفرنسي بتصريحاته العنصرية على تقليد الرئيس الأمريكي ترامب وينحا منحاه في الحمق والطيش؟ أم أنه سيستجيب لصوت العقلاء من العلمانيين في بلاده ويعتذر للمسلمين وللسيدة المتحجبة تحديدا عما لحقهم ولحقها من إساءة ويقول بملء فيه: « كفى من الكراهية ضد المسلمين »
Aucun commentaire