يتعين على المجتمع الدولي اعتبار التنظيمات اليمينية المتطرفة تنظيمات إرهابية مع إعلان حرب لاهوادة فيها عليها كالحرب على تنظيم داعش الإرهابي
يتعين على المجتمع الدولي اعتبار التنظيمات اليمينية المتطرفة تنظيمات إرهابية مع إعلان حرب لاهوادة فيها عليها كالحرب على تنظيم داعش الإرهابي
محمد شركي
إن الحادث الإرهابي المروع الذي ذهب ضحيته مصلون أبرياء في مسجدين بنيوزيلندا وهم يؤدون صلاة الجمعة يجب أن يكون نقطة تحول مهمة في تعامل المجتمع الدولي مع التنظيمات اليمينية العنصرية التي تجاهر بعدائها للمسلمين والعرب على وجه الخصوص ، وهي تنظيمات لها وجود في الدول الغربية بأوربا وأمريكا الشمالية وأستراليا ودول أخرى تسير على نهج المجتمعات الغربية في تعاملها مع المسلمين والعرب كدولة الكيان الصهيوني العنصري.
ولقد سبق أن تعرض المسلمون من قبل وهم يصلون في مساجدهم للعدوان على يد متطرفين يمينيين عنصريين ، كما وقع على سبيل المثال لا الحصر في مسجد الخليل بفلسطين المحتلة ، وكما وقع في مسجد بكندا، وآخر في بريطانيا، ومساجد أخرى بدول غربية .
ولقد جرت العادة حين يقع الاعتداء على الجاليات المسلمة في البلاد الغربية أن يقال إن المعتدين مجرد أفراد يتصرفون بشكل إنفرادي ، منهم من يوصف بالمختل عقليا ، ومنهم من يوصف بأنه كان تحت تأثير السكر أو التخدير …إلى غير ذلك من التبريرات الواهية التي تهدف إلى التمويه على وجود تنظيمات يمينية متطرفة وعنصرية وراء الاعتداءات الإجرامية على المصلين الآمنين .وكل ما تقوم به المجتمعات الغربية هوالتنديد بتلك الاعتداءات وشجبها دون أن تتخذ موقفا واضحا من وجود يمينيين متطرفين عنصريين فيها لا يدخرون جهدا في التعبير عن عدائهم الصريح للمسلمين المقيمين في تلك المجتمعات . وكان من المفروض أن يتم التعامل مع التنظيمات اليمينية العنصرية الإرهابية على غرار التعامل مع تنظيم داعش الإرهابي الذي تجند المجتمع الدولي كله لمحاربته حيثما وجد وبلا هوادة . فأي فرق بين تنظيم داعش والتنظيمات اليمينية المتطرفة في فكرها وفي ممارساتها الإرهابية ؟ ولماذا يكال في التعامل مع الإرهاب بمكيالين ؟ ألا تقول المجتمعات الغربية الحاضنة للتنظيمات اليمينية المتطرفة أن الإرهاب لا وطن له ؟ فلماذا إذن تسمح بأن تكون وطنا له ؟
وإلى جانب تساهل المجتمعات الغربية مع وجود التنظيمات اليمينية المتطرفة فيها ، فإنها خلقت مما تسميه إسلاموفوبيا ذريعة يركبها اليمينيون المتطرفون لارتكاب جرائمهم ضد المسلمين الأبرياء وهم في عبادة الصلاة ، ذلك أن التسويق الإعلامي الرخيص والمغرض للإسلاموفوبيا يخلق قناعات لدى الأفراد في المجتمعات الغربية بأن الإسلام يستهدفهم في أمنهم وأرواحهم ، لهذا تستهويهم الأفكار اليمينية المتطرفة المستبيحة لأرواح الجاليات المسلمة .
ويبدو أنه قد آن الأوان بعد الجريمة الإرهابية المروعة في نيوزيلندا لإصدار قانون دولي يجرم الإرهاب اليميني المتطرف ويدعو إلى تجفيف منابعه كما يحارب كل شكل من أشكال الإرهاب ، وتجفف منابعه .
Aucun commentaire