« الإسلاموفوبيا » الأمريكية – الحلقة 1-
أحمد الجبلي
يمكن القول بأن تأسيس تنظيم داعش الإرهابي قد حقق العديد من مراميه وأهدافه، انطلاقا من التسمية (دولة الإسلام) وانتهاء بالأعمال الإجرامية التي قام بها التنظيم من دبح وحرق وقتل الأطفال، والاتجار في النساء وتدمير المعالم والآثار الحضارية…
من هذه المرامي والأهداف إيغال قلوب الغربيين، منهم السدج على الخصوص، والأغبياء، على حد قول مايكل مور، بالفوبيا الإسلامية، وتخويف أبرياء العالم من الإسلام من خلال تحميله مسؤولية الأفعال الهمجية التي لا تمت إليه بصلة.
فبعد ظهور داعش، كما يقول العديد من المراقبين والخبراء، قد تزايدت جرائم الكراهية ضد المسلمين في أمريكا على الخصوص. حيث كثرت الحركات والمنظمات الرافضة للتواجد الإسلامي على أرض أمريكا، ولم تشفع في ذلك شهادة حسن السيرة والسلوك التي ظل المسلمون يقدمونها يوميا، والتي لا تعتبر تكتيكا لا مرحليا ولا استراتيجيا، بل هي استجابة طبيعية لما يفرضه الإسلام على كل مسلم في تعامله مع الأغيار.
إن تنظيم داعش، في الحقيقة، لم يفعل سوى إعطاء المبررات الكافية لتحركات الحركات العنصرية لتنهض من جديد وتتبنى أطروحات معادية للإسلام والمسلمين، وحتى تجد هذه الحركات كل المعطيات الداعمة والمصداقية مما يحقق لها تأييدا ودعما شعبيا واسعا، ولا نتوقع غير ذلك حين تقوم داعش بدبح صحافيين أمريكيين هما جيمس فولي وستيف سوتلوف، والأمر، كما يبدو، مقصود حتى يتحقق ربيع أمريكي وأوربي عنوانه محاربة الإسلام وطرد المسلمين.
ولما جاء ترامب وجد البيئة مواتية ليستجيب بسرعة فائقة ويدعو إلى طرد المسلمين بدون جريرة ولا ذنب، ليعطي بذلك الضوء الأخضر لتنامي « الإسلاموفوبيا » وتوالد اللوبيات العنصرية الإجرامية المتطرفة التي تكن عداء وكراهية للمسلمين لم يسبق له نضير في التاريخ الأمريكي.
لقد تحولت الحرب من حرب على الإرهاب إلى حرب مباشرة على الإسلام والمسلمين، يقول الناشط السياسي اليهودي الأمريكي دافيد بروشالمي: « يجب إطلاق حرب ضد الإسلام والمؤمنين به، وأي مسلم يتبنى الشريعة الإسلامية التاريخية أو التقليدية فإنه سيكون عرضة للترحيل، وسيتم إغلاق المساجد التي تلتزم بالشريعة الإسلامية بشكل دائم »
لقد رصدت المخابرات الأمريكية زيادة في نسبة جرائم الكراهية ضد المسلمين، بعد ظهور داعش بنسبة 14 في المائة. كما رصد مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، (الذي يختصر في « كير » تأسس سنة 1994 ويعتبر مؤسسة متخصصة في الدفاع عن الحقوق المدنية وحريات المسلمين الأمريكيين أو الأجانب فضلا عن تحسين صورة الإسلام في أمريكا)
رصد هذا المجلس عائدات جماعات « الإسلاموفوبيا » أو الجماعات المعادية والمناهضة للإسلام والمسلمين في أقل من 3 سنوات ما مقداره 119 مليون دولار، وتنقسم جماعات « الإسلاموفوبيا » حسب « كير » إلى فئتين: الفئة الأولى تتكون من 37 مجموعة، هدفها الأساس التعبئة والحملات التحسيسية والإعلامية من أجل بث كراهية الإسلام والمسلمين في صفوف الأمريكان. والفئة الثانية وتتكون من 32 مجموعة تتخصص في تنظيم المظاهرات والاحتجاجات كقوة ضغط مساعدة لأصحاب القرار من أجل نهج سياسة متطرفة تجاه الإسلام والمسلمين.
وسنقوم بالتعريف بكل مجموعة على حدة، في حلقات مقبلة، مع ذكر زعمائها وبعض الأنشطة التي تقوم بها في سبيل تحقيق أهدافها العنصرية تجاه المسلمين.
Aucun commentaire