من مَواكب الأمَّهاتِ
رمضان مصباح الإدريسي
الأم نَعماءُ في الدُّنيا لِتَرحالِ
هـاجَـتْ بـقـلبي أشـجـانٌ لِـحالٍ
أمٌّ أراهــــا ولا تــــدري بِــحـالـي
يـا جـارةَ الـنخلِ فـي قـبرٍ بـروضٍ
طــال الـثَّـواءُ ومـا عَـقلي بِـسالٍ
يـمَّـمْتُ شـطرَ يَـمامٍ إذْ بَـدا لـي
مُـستغرِبا لـي ومـا بي مِن خَبالٍ
يــا هـائِـمًا قُــلْ أمَـا تـدْري بِـقبرٍ
في ضَيقهِ مَنْ تسامتْ بالفِضالِ؟
فـي ظَـلمَةٍ وَمـضُ نـورٍ قد تَراءى
لـلـقلبِ بُـشـرى وكـنزٌ مِـن دَلالٍ
طــارَ الـيمامُ ،تـهادَى ثُـمَّ أفْـضى
حَـيثُ الـغوالِي وقـصدٌ مِن سُؤالٍ
يــا جــارةَ الـغـابِ إنَّــا مـا نَـسَيْنا
أمًّــا تــوارتْ كـطَـيفٍ مــن خـيالٍ
كـانت لـنا نِعمَ درسٍ في الشِّدادِ
فـيـضًا مــن الـحُب تـرْنو لـلْكَمالِ
بــابـا لـعـلـمٍ ،و لــم تـقـرأ كِـتـابا
بالحَدس تَهدي إلى رُشد الفِعال
كـانـتْ لـنـا عُــروةً وُثـقَـى ولـمَّـا
أفْـضَت رمَـتنا سِـهامٌ مـن فِـصالٍ
صِـرنا وان ضـمَّنا مـجلسٌ سُكوتا
نُصغي إلى صَمتِها صَمْتَ الجِبالِ
مـا كـان مِـن حُـنْوِها انـفَضَّ طـرًّا
كـالسِّربِ يَـفْزَعْ إذا اسْتُطِيرَ بِعالٍ
أكــرِمْ بـهـا غـاليَةً مِـن شُـموسٍ
طُـوبى لـها فـي غِـيابٍ كـالهِلالِ
حـينَ الَـمَشاتي وعـاتٍ مِن رِيَّاحٍ
نَـهـفو لـدِفءٍ بـذِكْرى مـن خَـوالٍ
صُـونـي لـنـا أمَّـهـاتٍ يــا بِــلادي
فـالأمُّ نَـعْماءُ فـي الـدُّنيا لِـتَرْحَالِ
مستفركي:أكتوبر2021
Aucun commentaire