خولة بنزيان تطلق سينغل « آش داني نوالفو » مستوحى من التراث الغنائي المغاربي وتنوي تصويره فيديو كليب
ميلود بوعمامة
أطلقت مؤخرا الفنانة المغربية خولة بنزيان المعروفة في الوسط الفني الغرناطي الوجدي بولعها للفن الأصيل، أغنيتها « آش داني نوالفو »، وهي عبارة عن « سينغل » اختارته الفنانة لتتوج به مسارها الغنائي الذي يتجاوز عقدين من الزمن، بعدما ارتضت الطرب الغرناطي كعشق وفن أصيل لها، وهو الطرب دائع الصيت في وجدة وباقي الدول المغاربية، ولو اختلفت طبوعه ونوباته وتسمياته في هذه الأقطار…
قبل سفرها إلى الشقيقة الجزائر، وبالتحديد إلى ولاية سيدي بلعباس للمشاركة في مهرجان فني هناك كضيفة شرف، كان لأسبوعية « الحدث الشرقي » جلسة فنية مع خولة بنزيان رئيسة جمعية « وجدة الألفية للثقافة والتنمية »، ومديرة مهرجان « جاران وثقافة واحدة »، وذلك لتسليط بعضا من الضوء على سينغل أغنيتها الجديدة: « آش داني نوالفو » وكذا الخطوط العريضة للنسخة الثانية للمهرجان، وكذا الآفاق المستقبلية لهذه الفنانة الأصيلة والمجددة في نفس الوقت، والأغنية التي اختارتها مستوحات من التراث الغنائي المغاربي الأصيل الذي نشترك فيه كأقطار مغاربية، وهي في الأصل مقطع مطول من أغنية مشهورة لرائد الأغنية الشعبية الجزائرية الفنان القدير دحمان الحراشي رحمه الله الذي أبدع قيد حياته في هذا النمط الغنائي، حتى أعاد أغانيه نخبة من نجوم الغناء، إذ حاولت خولة بنزيان تغيير بعض كلمات هذه الأغنية حتى تتماشى والموجة الغنائية الحالية التي سار على منوالها عدد كبير من الفنانين المغاربة والجزائريين على حد سواء.
تجربة جديدة لفنانة مجددة، التي تربت في وسط فني مشبع بالتقاليد والعادات الوجدية الأصيلة والمتأصلة، فالوالد احمد بنزيان فنان تشكيلي وأستاذ لمادة اللغة الفرنسية ومن عائلة العشعاشي العريقة والمشهورة، الممتدة جذورها في الجزائر والمغرب،،، في هذه الأجواء المشحونة بالفن والابداع، تسربلت نسمات عبير خولة بنزيان، التي تشربت من معين الفن وهي طفلة صغيرة لم يتعدى عمرها ستة سنوات، حيث ولجت المعهد الموسيقي التابع لأعرق جمعية غرناطية تأسست آنذاك بوجدة في السنوات الأولى من عشرينيات القرن الماضي « الجمعية الأندلسية » رفقة الشيخ محمد صالح شعبان، الذي لقنها أبجديات العزف على آلة الماندولين ثم الكمان (الكمان آلتو) بعد هذه المرحلة، انتقلت خولة إلى الجمعية الموصلية « التي فتحت لها باب الانتشار والشهرة والمشاركة في عديد المهرجان العربية والأوروبية ، ثم عادت مجددا إلى جمعيتها الأم « الأندلسية » عهد الفنان المبدع عمر شهيد، لتنخرط في المسرح إلى جانب أستاذها في المادة ، الفنان المسرحي محمد بوبقرات الذي اكتشف موهبتها المسرحية مبكرا، حيث شاركت في مسرحيات عديدة، وحازت على جوائز كثيرة منها أحسن ممثلة في المهرجان الوطني للمسرح المدرسي، وكذا تألقها في الغناء والأداء الفردي في مسابقة المهرجان الوطني للطرب الغرناطي رفقة الجمعية الموصلية في أكثر من دورة.
هذا التراكم الفني، والحضور الغنائي القوي، زكى تجارب الفنانة وتألقها في مجالات أخرى، ولم تتوقف عن الإبداع عند هذا الحد، بل انخرطت بطواعية في المسابقة التلفزيونية التي كانت تنظمها القناة المغربية الثانية 2M في بداية بثها « المشفر بالديكوتور » مع الفنان والإعلامية « مدام جاكلين »، وذلك في أدائها لأغاني مغربية عصرية وتقليدية… بعد هذه التجربة توقفت الفنانة خولة بنزيان عن النشاط الفني ودخلت مرحلة الانقطاع، خاصة بعد وفاة والدها أحمد بنزيان المربي والفنان الذي تخرج على يديه كبار الفنانين التشكيليين المغاربة، نذكر منهم الفنان عبد اللطيف الزين حين كان يدرس بالعاصمة الرباط ، الوالد بنزيان الذي كان يمثل للفنانة الدافع المعنوي والحافز الفني…
بعد هذا الركود الفني في مسار الفنانة خولة، استطاعت أن تتجاوز محنتها الشخصية وتعود للأضواء مجددا، فأسست بعد هذه المرحلة الصعبة الجمعية المعروفة بـ: (وجدة الألفية) واستضافت لها كبار المطربين والمغنيين المغاربة والجزائريين (نصر الدين شاولي) في مهرجان »جاران وثقافة واحدة »، كما أصدرت مؤخرا سينغل أغنيتها « آش داني نوالفو » الذي تنوي تصويرها فيديو كليب مع الموزع والفنان المتألق على آلة الكمان عبد الرحيم ALEX، وفي استشارة فنية مع المبدع حسن ديكوك، وذلك كله للبحث في التراث الغنائي المغاربي الأصيل الذي يجب إبرازه ورد الاعتبار له، وبالتالي تحبيبه للجيل الحالي…
Aucun commentaire