نموذج القيم والمعرفة التربوية الجديدة:
نموذج القيم والمعرفة التربوية الجديدة:
تدريسية القراءة / سياق المشروع القرائي:
إن تدبير الكفاية القرائية يمر عبر دال التعلم الفردي، المفضي إلى التكوين الذاتي، وفق محور التفاعل والتبادل؛ لتأمين الانتقال من رصيد القدرات إلى رأسمال المهارات عبر دال التشغيل المهاري، الذي يحقق الدلالة الاجتماعية لموضوع القراءة ،من خلال دمج المقاربة الثقافية بالمقاربة البنائية بالمقاربة الوجودية، على طريق خلق التوازنات بين فعل التعلم وصيغة العرض، وعقد القراءة والعقد الاجتماعي، وبين احترافية المدرس ومهنية المتعلم؛ لإضفاء المعنى المشترك والمعنى الخاص على فعل القراءة ،على مستوى الفرد والجماعة.
من هنا فمشروعنا القرائي، يتولى صياغة برنامجه بواسطة شبكة من المفاهيم مثل: الكلية والفردية، والجماعية والفاعلية والتفاعلية ،والسيرورة والصراع السوسيومعرفي انطلاقا من :
*-ثلاث فرضيات:
1-ابتكارية المتعلم المرتبطة بتجنيد موارده؛ لبناء وضعية القدرة على إعادة الإنتاج وإنتاج الجديد.
2-فرضية العائق المعرفي انطلاقا من أن الخطا (أو المتاهة أو المشكلة أو المشروع) …هونقطة بداية البناء المعرفي، والتدبير الخلاق للتعلم.
3-تكامل أصناف المعرفة الصريحة المتعلقة بالوقائع وخصائص الظواهر، وعلاقتها بالقوانين والنظريات ، والمعرفة الإجرائية المرتبطة بالطرق وقواعد حل المشاكل، والمعرفة الشرطية المتعلقة بوقت تحريك المعرفة، في تناغم تام مع مثلث التواصل :التبادل والتبليغ والتأثير.كتاب بيداغوجيا الإدماج ص42 .
**-وخمس نظريات:
1-نظرية الأنساق:من خلال الدفع بجهود » بيرتلنفي » نحو البحث في مفهوم القراءة وقوانينها المشتركة، انطلاقا من مبادئ عامة ترفض النظرة التجزيئية في إدراك الظاهرة الإنسانية، واعتبار المتعلم شخصية كلية وبنية شاملة تتمفصل عنها بنى عقلية ووجدانية وسيكوحركية، داخل تنظيم القراءة الداخلي المقارب للمعرفة القرائية من منظور نسقي، يحول القراءة العالمة إلى قراءة متعلمة.
2-النظرية البنائية: من خلال استعارة المعادلة المنطقية » لبياجي » بين النمو الذهني والتعلم؛ لتأسيس معادلة قرائية بنائية بين التعلم الفاعل النشيط والتبادل بين القراء ،مما ينتج المتوالية القرائية التي تنقل فعل القراءة من الإلقاء والاستماع إلى سيرورة البناء ثم الإنتاج.
3-النظرية البنائية الحديثة : من خلال توجيه جهود « بورديو » و »باندورا » و »بيرنو » في إعادة الاعتبار لتجاذبات المحيط في عملية التعلم، إلى إضفاء الطابع الاجتماعي على عملية القراءة ، ونقلها من الصيغة الفردية إلى الصيغة الجماعية، وفق مبدأ الصراع السوسيومعرفي ، باعتباره أساسا للتعلم والنمو ومحولا فعالا للاتوازن إلى توازن ،كما يرى « كليمون » و »دواز » و »مونك ».
4-نظرية المعرفة : من خلال تكثيف تطبيق مفهوم العائق الابستيمولوجي « لكاستون باشلار »في متاهات القراءة ،واعتبار الخطا أساس بناء المعرفة وتصحيح المسار القرائي، انسجاما مع ما ذهب إليه « جاك طارديف » : » التعلم نشاط يعالج المعلومة ،وليس مجرد تجميع بين مثيرات واستجابات قابلة للملاحظة،في أفق تثبيت مفهوم ميتامعرفة عن طريق المناوبة بين المقاربة الإبدالية التجريبية والمقاربة النوعية التصنيفية.ص41 كتاب بيداغوجيا الإدماج.
5-نظرية السوسيوبنائية الذاتية : سيتم استدعاؤها للارتقاء بتدبير مجموعات القراءة وفرق القراءة، من إعادة البناء المعرفي إلى البناء المعرفي الجديد ،انطلاقا من وضعيات مبتكرة تكسب خطوات منهجية لمسار التكوين القرائي. ص 110 تدبير الفصل الدراسي.
***-وخمس سيكولوجيات:
1-سيكولوجية النمو المعرفي : »لبياجي » باعتبارها عملية نمائية عقلية متطورة ، تخضع لمبادئ التكيف والتمثل والملاءمة والتوازن والتنظيم، حيث تنصرف إلى تصميم المخططات العقلية ، انطلاقا من نظام متسق من الأفعال والأفكار لتمثيل الأحداث والأشياء ذهنيا ،في صورة تعرف أو تصنيف أوتحليل أوتركيب، وسنستفيد بشكل خاص من المرحلة الثالثة مابين سن 7 و13 سنة؛ للتعرف على العمليات الإجرائية المادية، من تفكير منظم، ونمو لغوي اجتماعي، ومن المرحلة الرابعة المسماة بالصورية المجردة مابين سن 13 وسن الرشد ؛ لضبط نظام تكوين المفاهيم والنظر إلى المشكلات والتعاون مع الآخرين ؛لإنجاز عمليات شكلية واستخدام وسائل وتقنيات الإيضاح. مستقى من نظرية « جان بياجيه » في النمو المعرفي أكاديمية علم النفس.
2-سيكولوجية التصرف الذهني : من خلال تكييف أنواع التصرف لعالم النفس الروسي » كالن بين » مع مراحل القراءة السريعة:
1-تصرف ذهني أو كلامي أو مادي.
2-تصرف كلي، انطلاقا من هدف، فإنجاز، ثم مراقبة.
3-تصرف معمم على موضوعات وسياقات داخل وضعية عامة أولا ، ثم تجريدية في مرحلة لاحقة.
4-تصرف متقن، يبدأ بطيئا مترددا ومتيقظا؛ ليصير سريعا وثابتا وآليا. بيداغوجيا الإدماج ص41 .
3-سيكولوجية الدوافع:لعالم النفس الروسي « أليكسي ليونتيف » كما جسده » روشكيس » و »شارلوت بوتيي » حيث يملأ الهدف بوظيفة الحث ،وتسند وظيفة توجيه الفعل للهدف، وتوكل العمليات والوسائل والمناهج الإجرائية للإنجاز.
4-سيكولوجية البناء المزدوج : للعالم السويسري « إيتيانت فيلاس » حيث ركز على عملية نقل الموضوعات الثقافية وبنائها لشخصية المتعلم عند ابتكاره في الموضوعات، ممايمكنه من بناء فكره وهويته في نفس الآن. تدبير الفصل الدراسي ص115
5-سيكولوجية التمثل الجماعي: « لجاك فيجالوف » الذي يعتبر اكتشاف المعرفة محايثا للرغبة والفضول الظاهروللأبحاث المنجزة،وأن التمثل الجماعي للتعليم يحيله خلقا وابتكارا وبناء ، و »غزوا للمجهول وانتصارا على المستحيل »تدبير الفصل الدراسي ص 116 .فالبناءات المعرفية تخلق وضعيات اكتساب لخطط عمل، ولتقنيات تدبير، ولاحتكاكات تبادلية لفرق عمل ولسياقات تعلم . تدبير الفصل الدراسي ص130. فالذكاء القرائي يشحذ بتدبير الحواس، وتشغيل العقل للتحكم في الفعل والحركة وولوج عالم المعنى، عن طريق البناء الجماعي أو مايسميه » فيلاس » « بالدلالة الاجتماعية للموضوع الثقافي ».
****-وخمسة نماذج :
1- نموذج « بروتور »: عالم النفس الأمريكي الذي يحتفي بالإدراك، باعتباره تخزينا للمعلومة، وتشفيرا لها، ومعالجة لها ضمن سيرورة مضبوطة تنطلق من :
1-الإدراك .
2-والمقارنة.
3-فالاستدلال .
4-ثم التحقق.
داخل ثلاثة مجالات : بصرية حسية رمزية ،يتحول فيها القارئ المتعلم إلى شريك ،حسب » أستوريت » ،وإلى مشارك ذهنيا ،حسب « بوديسون ».كتاب تعلم التجريد لماري بارث ص 91
2- نموذج « هوس فورد » الذي يرتكز على الحث على الفعل، وتوجيه البحث، وممارسة التأثير، وامتلاك مفاتيح الفعل.
3- نموذج » بياجي » الذي يروم تطوير ذهن المتعلم ، من خلال أربع مراحل :
1-الاستيعاب : عبر التأثير في الموضوعات الخارجية للمحيط.
2-التلاؤم : من خلال التفاعل مع تاثيرات المحيط، وانعكاسات الواقع الخارجي.
3-الاتجاه نحو التجريد : عبر نقل معطيات الملاحظة والنمذجة ؛ ليتجاوب الاستيعاب مع التلاؤم.
4-تعميق التجريد : من خلال تفعيل مبدا التعميم وبناء المفاهيم الصحيحة، وفق شبكة العلاقات .
ويسعى النموذج إلى خلق التجاوب بين الذات المتعلمة وموضوع التعلم والوسط الخارجي ،الذي تتجاذبه عوالم الأشياء والموضوعات الخارجية ،على المستوى الحسي الحركي وماقبل المفاهيمي ،حيث توظيف اللغة والرموز والتفكير الحسي والتفكير الصوري الاستدلالي المجرد.
4-نموذج » أستوريت » الذي يصنف الحوار إلى تكويني حيث المحاور يتعلم، والحوار التماثلي حيث المحاور شريك، وكلاهما يرسخ مبدأ التعاون ويشيع أصنافا من المعرفة تتناغم مع التنظيم السوسيوقسمي، الذي يرمي إلى إغناء التبادلات وصياغة الخطاطات الذهنية الاستيعابية ، وتنمية الذكاء وبناء التوازنات ،وتدبير المعيش العاطفي وترقية العلاقات الاجتماعية .كتاب التواصل ص 238 من خلال تحريك الحوار الأفقي المساواتي والحوار العمودي التراتبي كما وسمه » لوطري » عند تحليله للعلاقة الحوارية واقتفى بأثره « بوديشون » عند إرساء التواصل البيداغوجي انطلاقا من ثلاثة مبادئ :
1- التشارك الذهني.
2- التفاهم المتبادل.
3- النشاط الاجتماعي.
في أفق نشر ثقافة الإنصات، على ضوء برنامج التحليل المعاملاتي، المرتكز على الاستماع النشيط، والبرمجة العصبية اللسانية ، المبنية على استعمال الإشارة والصوت، في تحليل تنظيم الفضاء، في أفق خلق قابلية للتواصل الشفوي وغير الشفوي، على أساس مبادئ، حددها روجرس في »الكفاف أي الانسجام الداخلي للفرد ،والإحساس الباطني أي فهم الآخر من الداخل، بغض النظر عن كل حكم. »كتاب التواصل ص246
5-نموذج هابر ماس الذي طور الفاعلية التواصلية، وحدد متجهاتها نحو التفاهم، من خلال :
-ترسيخ فعل الإدماج الاجتماعي
-وتعميل مبدأ التأثير من خلال دور الوسيط ،على مستوى العلاقات الاجتماعية، وعلى صعيد انفتاح الذات على العالم.
لكسب رهان العملية التواصلية، داخل مركز العالم القسمي،المجتذب بإنتاجه الثقافي، وإدماجه الاجتماعي، وتنشئته الاجتماعية. كتاب التواصل ص240 بتصرف
Aucun commentaire