مصلحة التكوين بجماعة وجدة تكرم أحد موظفيها المتقاعدين
أحمد الجبلي
أبى موظفو وموظفات مصلحة التكوين بجماعة وجدة إلا أن يصنعوا الحدث، حدث لا كباقي الأحداث، حيث دفعهم ليهبوا زرافات ووحدانا في كل اتجاه من أجل تهيء أجواء احتفالية متميزة تليق بمقام صديقهم الأستاذ حبيب الله حسين بمناسبة تقاعده.
كما أبوا أن يمر حدث كهذا في صمت ودون أن يبصموه ببصمة الود والامتنان والعرفان والاعتراف بما قدمه صديقهم لهذه الإدارة والمواطنين من أعمال وإنجازات وخدمات، إنهم بفعلهم العظيم هذا وبالتفاتتهم هاته قد عبروا بالملموس على أن الإنسان هو العمود الفقري في بناء الأوطان، وأن هذا الإنسان كطاقة بشرية كان ولايزال هو المحرك والفاعل الأساس لأي فعل تنموي يروم تحقيق التنمية والإزدهار والنمو والمواكبة للركب الحضاري المنشود.
وحتى يصطبغ هذا الحفل بأجواء الحفاوة والوفاء والتعبير عن شعور أخوي قد حفر عميقا في تاريخ هذه الإدارة عموما، ومصلحة التكوين تحديدا، قام المنظمون باستدعاء ثلة من أصدقاء الأستاذ حبيب الله، ومن الذين سبق لهم أن عاشروه وتقاسموا معه دواليب التسيير في مختلف المصالح، وسيبقى يوم الأربعاء 4 يناير 2017 يوما مشهودا في تاريخ هذه المصلحة، حيث مر الحفل في أجواء أكثر من رائعة، وإن كانت قد امتزجت بالفرح والحزن، الفرح بانتهاء خدمة زميلهم بسلام ليرتاح قليلا قبل أن يشرع في الحياة الحقيقية التي تبدأ بعد التقاعد، والحزن الذي كان باديا على الوجوه وقد تحجر الدمع فيها أسى على فراق أخ جليل القدر، امتاز بأخلاقه الفاضلة وعطائه الممتد وعمله الدؤوب.
إن ما ميز هذا الحفل التكريمي البهيج هو منطق التسامح حيث من الطبيعي أن تحدث أحداث، وتقع تشنجات داخل أي إدارة فيما بن موظفيها، أو بين موظفيها والمسؤولين عليها، ولكن الجميل هو أن يتم الفراق بغسل القلوب ونفضها من كل الشوائب التي قد تعلق بها، لتصفح وتقبل الدعوة إلى الصفح، وهكذا كان اللقاء إنه منطق رائع وجميل، حيث من مقاصد هذا الحفل ألا يكون مجرد اجتماع من أجل أكل الحلوى وشرب العصير ىوأخذ الصور، أكثر مما يجب أن يكون محطة لإشاعة فكر التسامح والحب والصفح ليبقى تاريخ الإدارة نقيا ساطعا لا يذكرنا إلا بما نحمل في ذاكرتنا من ذكريات جميلة ورائعة رفقة أصدقاء الدرب الإداري الفاعل والمعطاء.
كما تميز هذا الحفل بإلقاء كلمات مؤثرة كانت أولها كلمة السيد رئيس مصلحة التكوين الدكتور نور الدين هريشي التي عبر فيها عن كون هذا التكريم لا يعبر حقيقة عما يستحقه الأستاذ حبيب الله من تكريم وتتويج على ما قدمه لهذه الإدارة من خدمات وأسداه للموظفين من دعم وعطاءات، فقدم خلالها شهادة على أن الأستاذ حبيب الله أعطى الكثير لهذه الإدارة دون كلل أو ملل مما جعله أهلا لهذا التكريم، تلتها كلمات لبعض الزملاء الموظفين منهم الأستاذ الرحالي محمد باسم قسم تنمية الموارد البشرية والأستاذ يحياوي الميلود باسم جميع موظفي الجماعة، والأستاذ أحمد الشبيلي بصفته رئيس مصلحة التكوين سابقا ورفيق درب الأستاذ حبيب الله في الدراسة والإدارة معا، كما تقدمت السيدة محراش فتيحة لإلقاء كلمة باسم زملائها وزميلاتها في مصلحة التكوين.
وقد أجمعت هذه الكلمات كلها على ما تميز به الأستاذ حبيب الله من جدية في العمل أثناء مسيرته الإدارية ومن عطاء ومثابرة أثناء تحمله للعديد من المسؤوليات، داعين الله تعالى أن يلحق به سائر أصدقائه الموظفين غير مبدلين ولا مغيرين، ومحافظين على نفس النهج في مسيرة العمل الإداري وخدمة المواطنين.
وقد انتهى هذا الحفل البهيج بتكريم موظفي المصلحة للأستاذ حبيب الله بهدية هي أغلى ما الوجود، كتاب الله تعالى، في علبة مزركشة بهية تسر الناظرين، اعترافا منهم بما قدمه لهذه الإدارة من خدمات، كما تفرق الجمع، وانفض الحفل على صورة جماعية ستبقى خالدة شاهدة شهادة وفاء على العهد من أجل المضي قدما نحو استكمال المسيرة الإدارية بكل تفان وإبداع خدمة للإدارة والصالح العام.
Aucun commentaire