حوار جهوي بنكهة الاعتقالات والمحاكمات
حوار جهـوي بنكهة المحاكمات والاقتطاعات
بقــــلـــم : ذ.عبد الفتاح عزاوي
فـــي الوقت الذي أطلق فيه المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي حواره الجهوي من أجل إصلاح منظومة التربية والتكوين والممتد من 14 أكتوبر2014 إلى الثلاثين منه ،تتوالى الإشارات السلبية المنبعثة من شوارع المملكة ، من مقرات الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، ومن داخل دهاليز محــــاكم وزارة العدل . فــعـــن أي إصلاح نتحدث ونساء ورجال التعليم يعتقلون ويحاكمون ضدا على حقهم في الترقي إسوة بباقي الأفواج السابقة ؟ وهــــــل يمكن إنجاح ورش الإصلاحات المقبلة في ظل مناخ تعــــليمي مكهرب ؟.
كثــــيرة هــــي التساؤلات التي لازالت تساور بال الشغيلة التعليمية والتي تختزل في كنهها عمق المأساة ،خصوصا مع الإجهاز على حق الترقي بالشهادات ومصادرة حق الإضراب عن طريق الاقتطاع من الأجور وإحالة العديد منهم على المجالس التأديبية ،ناهيك عن المتابعات القضائية التي لم تنتهي فصولها لحد الساعة ،وحرمان فئات أخرى من حق تحسين وضعيتها المادية (أســاتذة الزنــزانة 9 ،المساعدون التقنيون ، أساتذة سد الخصاص،… ). هذا الوضع الكارثي يختزل في طياته إجابة يتيمة مفادها أنه لا يمكن إنجاز إصلاح حقيقي دون تهيــــــيء مسبق لظروف الاشتغال ، و دون تهدئة تامة لأجواء الاحتقان والتذمر التي يعرفها القطاع .
لقد انكشفت اللعبة ، وتبين بالملموس أن الــــــدولة لها رغبة علنية في الإصلاح لـــــكن بأدوات ووسائـــل قديمة وأن عقلية »أنا وحدي نضوي البلاد » لازالــــــــــت ضاربة بجذورها في الأذهان المتكلسة الرافضة لمشروع مدرسة عمومية فاعلة ومنتجة ، فهل تستفيد الجهات الوصية على القطاع من أخطاء الماضي وتريح أنوفنا من رائحة »إصــــلاح الإصلاح » التي أفقدتنا الحس الوطني المرهف المتطلع إلى مدرسة عمومية تعتز بنسائها ورجــــــــــــالها وأجيال مستقبلها ؟.
fattahazz@yahoo.fr
Aucun commentaire