كفى إساءة إلى رجال التعليم
صحافيون بلا بوصلة ولا قيم ولا مواقف ، يستغلون منابرهم الإعلامية للإسترزاق وترويج أفكار غاية في النذالة والخسة … الإعلامي الشجاع والنزيه هو الذي يحترم أصول هذه المهنة ويسعى جاهدا إلى تقديم منتوج ليس فيه خداع ولا تضليل ، يضع الحقيقة نصب عينيه ،لا يحابي طرفا لأنه قوي ولا يهاجم اخرا لأنه ضعيف . شرف مهنة المتاعب في صدقها ،واستقلالها وخدمة الحقيقة حتى في أحلك الظروف .
ومن أكبر الخطايا التي يمكن لصحافي أن يرتكبها ، أن يتنكر لمن علمه القراءة والكتابة ، فينفث سموم الحقد والكراهية عليه ويصفه بأبشع النعوت .رجال التعليم بشر مثلهم مثل باقي الفئات الإجتماعية ، يصيبون ويخطئون . يعملون في صمت ويفنون زهرة شبابهم خدمة للمجتمع .قد يكون من بينهم من لا يصلح لهذه المهنة بممارساته وأخلاقه وعدم تقديره للمسؤولية . وهذا عادي وطبيعي وموجود في سائر القطاعات . فلماذا خنزتم الشواري يا اقلام الصحافة الصفراء بحوتة وحدة ، كان عليكم أن تعزلوها
وينتهي الموضوع ؟
الصحافي الجبان هو الذي لا يكتب عن القضايا الحقيقية .قد يكون قلمه سيالا وقادرا على ملء الصفحة الأخيرة لجريدته يوميا بمقال طويل جدا . لكن ما قيمة ذلك إذا كان هذا الشخص لا مواقف له ، ولم يكن يوما طيلة مسيرته الصحفية مناهضا للإستبداد ، وعلمته تجربة السجن الإبتعاد عن كل ما يعض ويلسع . الصحافي الذي لا موقف له يظل صغيرا مهما كتب وأبدع . بينما الصحافي الكبير لا يحتاج إلى الكتابة يوميا ليصنع الشهرة ويشق دروب النجاح . عرفناهم بمواقفهم القوية ، دخلوا السجن رجالا وخرجوا منه أبطالا ،بقيت قاماتهم مديدة قوية وثابتة ،و لم ينل من عزمهم وإصرارهم قيد أنملة .
الكاريكاتور المشين و المهين لرجال التعليم المنشور في جريدة الأخبار يوضح المستوى الدنيء الذي وصل إليه بعض صحافيينا .الكاريكاتير يلخص الأحكام المسبقة والإتهامات التي لا أساس لها من الصحة ، التي تلصق عادة برجال التعليم .ومضمونه أن زوجة تحدث جارتها عن » الكرش » التي رباها زوجها في القسم (بسبب كثرة الجلوس وتهاونه في عمله) ويلجأ إلى التخلص منها ببيع « الشيبس » في الشاطئ (نشاط اخر مدر للربح أي الجشع ) .
لا تعجبوا للجوء نيني لهذا الاسلوب الخسيس للنيل من سمعة رجال التعليم . فمن له ذاكرة قوية سيتذكر تهجمات أخرى في مقالات سابقة . كما أنه لا يتحدث إلا نادرا عن المشاكل التي لا حصر لها التي يحفل بها قطاع التعليم ، و لا يجرؤ على الحديث
عن كبار المسؤولين الذين ترفحوا واغتنوا من هذا القطاع .
كما أن أمثال نيني موجودون بكثرة ونصادف مقالاتهم بين الفينة والأخرى . صدفة وجدت مقالا منشور قبل يوم أو يومين يقول فيه صاحبه الصحافي النكرة : » رجال التعليم أكثر المحظوظين في هذه البلاد السعيدة . وهم بالمناسبة في طابور المتهمين باغتصاب جزء كبير من الثروة التي يبحث عنها المغاربة . .. » أية ثروة يتحدث عنها هذا الصحافي ؟ تلك الأجور الهزيلة التي لا تسمن ولا تغني من جوع والتي ضاعفت من مشاكلهم المادية مع الزيادات المستمرة في الأسعار التي باشرتها منذ مدة حكومة العدالة والتنمية ؟ لهذا الصحافي نقول أن رجال التعليم يستحقون أجورا في مستوى التضحيات التي يقدمونما ،وهو أجر حلال وليس سرقة ولا اغتصابا أما الثروة فلن توهمنا لا أنت ولا غيرك بمكان وجودها والمغاربة لا يبحثون عنها ما داموا يعرفون منذ زمان أين توجد . ..
يبدو إذن أن هناك هجمة ممنهجة شرسة تستهدف النيل من الرسمال الرمزي لرجال التعليم ، وهي موازية لأخرى غرضها تفقير هذه الفئة والإجهاز على قدرتها الشرائية. لذلك فالاقلام الصحافية التي تسيء عن قصد لرجال التعليم ليس من المستبعد أن تكون أقلاما مشبوهة وتسعى لخدمة أجندة تعادي مصلحة هذه الفئة والشعب المغربي عامة .
رشيد أوخطو
16.08.2014
4 Comments
بارك الله فيك. الصحافي الذي تتكلم عنه اصبح معروفا وقد اجابه الوزير رباح مؤخرا بعد تسليط قلمه على بعض النزهاء خدمة لبعض الفاسدين الذين قطع عنهم هذا الوزير الطريق
صحيح أننا جميعا نرفض المساس بسمعة رجل التعليم ،واحترام كرامته خط أحمر
لكن في نفس الوقت حرية الصحافة وحرية التعبير خط أحمر وبالرجوع إلى الكاريكاتير موضوع المقال يمكن أن نختلف حول مدى مساسه برجل التعليم لأن قراءة مجردة من خلفيات ،مواقف مسبقة،تحيل على عدم قدرة رجل التعليم ضمان عطلة لنفسه ولأبنائه وبالتالي اضطراره إلى القيام بعمل إضافي لسد حاجياته وهذا الأمر فيه إدانة للاختيارات السياسية التي أوصلت رجل التعليم وباقي الفئات الشعبية إلى هذا المستوى الإقتصادي المقلق
يضاف ألى ذلك أن هذا الكاريكاتير المنشور في صفحة داخلية لاتستوجب هذه الحملة الشرسة التي طالت كل مواقع التواصل الاجتماعي ولعل التعليق رقم 1 المنشور أعلاه يشي بالسبب الحقيقي لهذه الهجمة التي تطال الصحافي رشيد نيني نتيجة مقالاته حول قيادات حزب العدالة والتنمية ووزرائها
وإذا صح هذا التفسير يرجى من الإخوة ترك رجل التعليم في منأى عن هذه المهاترات السياسوية فللبيت رب يحميه…………
لا أملك إلا أن أثمن صاحب هذا المقال على الموضوع وعلى الطريقة التي تحدث بها في الوقت الذي نقرا مقالات فارغة من الموضوعات أو التي تنفخ في بعض الإصلاحات في مجال التعليم وهو ما يذكرني بالمقال الذي نشر في هذا المنبر حول الباكالوريا الدولية حيث مجد صاحب المقال هذا المشروع معتبرا ذالك فرصة لانفتاح المغاربة على العالم الخارجي في عصر التكنولوجيا
يا سلام المغاربة لا ينقصهم إلا هذا المشروع لكي ينفتحوا وهو ما يعني أن الباكالوريا الوطنية لا قيمة لهاودون مستوى مسايرة التقدم وهو اعتراف مباشر بعدم صلاحيتها ونسي السيد صاحب اي أصحاب الباكالوريا الوطنية لا يحق لهم التطلع غلما وراء البحار والعكس صحيحالمقال ان هذا المشروع من شأنه تكريس الطبقية بين التلاميذ
الى الزميل الذي استغل اعتمد تعليقي مشيرا الى ان الهجمة لها علاقة بحسابات سياسية وحاول قراءة الكاريكاتير من منظوره و له كامل الحق فالصورة تكتسب قيمتها من قدرتها على تلبية رغبة كل من ينظر اليها و و ان يجد فيها جوابا لتساؤلاته و همومه و رغباتع . و الكاريكاتير الذي تحاول الدفاع عنه يصور رجل تعليم بانه يبحث عن عمل خلال العطلة ليتخلص من الكرش التي رباها بالجلوس على الكرسي طيلة السنة في اشارة الى الغش . وبما انك رجل تعليم و تتابع كل التقارير التي تقيم مستوى المنظومة تصر كلها على الصاق التهمة برجل التعليم و بانه السبب الرئيسي في فشل المنظومة و تركز على رجل القسم . فهل كاريكاتير صاحبك بريئا يارجل التعليم ل