VIDEO رسالة من أطفال غزة
عبثية المشهد
رسالة من أطفال غزة
إلى العزيزتين ماليا آن وناتشا براك أوباما ، نحن أكثر منكما إرهاقا… وأكثر حزنا… وأكثر بكاء… فإبتسامتكما وأنتما في حضن والديكما تقول كل شيء .
أما إبتسامتنا قد أصبحت شيئاً نملكه و ﻻ نستطيع أن نرسم حدوده ، إسألا أباكما لماذا أوقف نبضاتنا عن المحبة ، ونسي بأن للمحبة حدود وشروط ، وتناسى بأن ليست كل دقة قلب تسمى حباً إذا بلغت نهاية الإحتمال ، وليكفر عن خطاياه يسألنا بحنية لما تصرون على حق الإبتسامة ؟
أما علمتم أن الخوض فيها عبث ، والهروب منها عبث ، وأحلامكم تفوق الخيال .
إسألا » بابا » أوباما أإلى هذا الحد تضايقه إبتسامتنا الطفولية ، اِطمئن ياسيدي فإبتسامتنا دوما في سفر ، وحلمنا على استعدادٍ دائم للرحيل لكنه ليس قدراً ، نحاول ستر أحزاننا لكنها كالياسمين
دوما ً تفوح وتتمرد ، فينزعج صاحب القرار ويجعل ليلنا شمساً تحرق أشلاء جثت ضحايانا فتتسرب إبتسامتنا من ثقب الذاكرة ، فلا يراها إﻻ طفل من عالم اﻷرواح ، ينظر إلينا بعينين تحمل دمعا بلا بكاء ، والإبتسامة بيننا هي آخر النزوات للهروب من فرضية الكره ، وحكمة الصمت ليست عذراً مبرراً لإغتيال الإبتسامة .
إبتسامة أمهاتنا حزمة ضوء تزيح عن أساريرنا غبشٌ يحيّر عقولنا بين الهذيان ولوعة الفراق ،
إبتسامة آبائنا في كل منها مذاق لمذاقات عدة ، لا نكاد نتوقف عندها في استنطاق مغازيها حتى نستشف منها ما للحكمة من علاقة حميمة مع الواقع ، ونحن أطفال غزة سنظل نبتسم مادام في قلوبنا مكان للحب ، وفي أعيننا بريق الإنتظار ، وعلى جرحنا بقايا وِدٍّ .
وحذروا فإن الوجوه تشيخ إذا توقفت الإبتسامة ، ﻷنها هي وحدها القادرة على أن تنتزعنا من وحدتنا القاسية الباردة ، وهي أجمل الأشياء وأغربها ، وﻻبد أن ترسم على شفاهنا لنؤمن بها ، ﻷنه لا توجد إبتسامة إلا حينما يكون الحب حاضراً ، وﻻ يحب من كل قلبه إلا من يعرف معنى الحرية ، وهل الحرية في النهاية سوى حقنا في أن نكون ، فإذا فشلنا فأن نكون فهل سنبتسم من جديد ؟ وحده » بابا » أوباما قادر على الجواب .
حفظ الله إبتسامتكما ، وحفظ والديكما ووطنكما من كل مكروه .
توقيع : أطفال غزة
1 Comment
كل شيء سلبوه ونهبوه منا وما أخذ بالقوة ﻻ يسترد إﻻ بالقوة