انه حدث تاريخي هذا الذي  يتمثل في انشاء  » اتحاد جامعات المغرب العربي   » و الذي رأى النور برحاب جامعة محمد الأول بوجدة ،  يومي 18 و19 فبراير الحالي ،  حيث انطلقت  اشغال   اللقاء الثاني لرؤساء جامعات دول المغرب العربي  بتنسيق مع الامانة العامة لاتحاد دول المغرب العربي الخمسة ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي  وتكوين الاطر وندوة رؤساء الجامعات المغربية ….
وخلال كلمات الافتتاح التي  عبر من خلالها  المتدخلون  عن مدى تقديرهم للمملكة المغربية التي تضم هذا  الحدث التاريخي ـ العلمي  في شخص جامعة محمد الأول بوجدة ، خصوصا وانه يتصادف مع الذكرى الفضية ـ 25 ـ لانشاء اتحاد دول المغرب العربي ، واذا كان هذا الأخير ما يزال متعثرا بل ما يزال  اسم بلا مسمى  ، وحبرا على ورق ، نظرا لعدة عوامل سياسية بالدرجة الاولى ، الشيء الذي جعل اهل العلم والمعرفة  يراهنون  ـ ومن خلال انشاء اتحاد للجامعات المغاربية ، ان يبعثوا الحياة  بطريقتهم  الخاصة  والتي تتمثل في العلم والمعرفة  في اتحاد المغرب العربي  السياسي  وذلك من خلال :
ـ توطيد اواصر التعاون  بين مختلف جامعات الدول الخمسة وتنسيق الجهود فيما بينها  ومع الجامعات والمؤسسات والمعاهد  الاقليمية والدولية  المماثلة
ـ تسهيل تبادل المعلومات والخبرات والمعارف العلمية والبحوث الاكاديمية  ذات الصلة بانشطة واختصاصات المؤسسات  الاعضاء
ـ تسهيل تبادل  زيارات  الاساتذة  والقاء المحاضرات  وانجاز مشاريع البحث المشتركة
ـ تنظيم المؤتمرات  والملتقيات وورشات العمل والتظاهرات  والمعارض  الوطنية والاقليمية والدولية المشتركة واتاحة الفرص للآساتذة  الباحثين والطلبة ، والجامعات الآعضاء للمشاركة فيها
ـ القيان بالبحوث والدراسات  المشتركة وتبادل نتائجها  والبحث عن مصادر التمويل لتنفيذها
ـ دعم وتحفيز التميز والابداع وتشجيع الانشطة الطلابية
ـ الرتقاء بالقدرات البشرية  والمعرفية  في الجامعات الاعضاء من خلال  التعاون المشترك في مجال ضبط جودة التعليم العالي وتسهيل الاعتراف المتبادل بالشهادات الممنوحة
ـ المساهمة المشتركة  في برامج التعاون الدولي من قبيل تامبوس واراسموس ماندوس
وأخيرا العناية بالتراث المغاربي وابراز مساهمات علمائه في الرقي بمستوى تنمية المنطقة …
هذا وقد  قام رؤساء الجامعات طيلة يومين تقريبا بمناقشة معمقة ومستفيضة ، لمشروع ميثاق اتحاد جامعات المغرب العربي  ، مناقشة مسؤولة ، تميزت بالجدية وروح المسؤولية ، بل والعزم على  المضي بها الى التطبيق والممارسة بعيدا عن  كل العوائق الابستمولية ـ السياسية
وبالفعل تم زوال يوم الاربعاء برحاب رئاسة جامعة محمد الأول بوجدة بالتوقيع على المولود المغاربي الجديد  » اتحاد جامعات  المغرب العربي  » وسط تصفيقات حارة من طرف الحضور الكبير الذي شهد شهادة الميلاد :  عمداء الكليات ، مديري المدارس والمعاهد العليا ،   العلامة الدكتور مصطفى بنحمزة رئيس المجلس العلمي المحلي  الذي ابى الا ان يشهد ميلاد هذا الاتحاد ، وادريس بوجوالة نائب رئيس مجلس الجهة ، ممثلي السلطة المحلية ، والباحث الشيخاني ولد الشيخ المناضل الموريتاني  رئيس  الجمعية الموريتانير المغربية  للدفاع عن الوحدة المغاربية  بالاضافة الى ممثلي الطلبة والاساتذة …
وبعد  انهاء مراسيم توقيع شهادة ميلاد  اتحاد جامعات المغرب العربي  قام الوفد الجامعي بزيارة لمركز الدراسات والبحوث الانسانية والاجتماعية حيث اعجبوا بهذا الصرح العلمي الذي يعتبر فريدا من نوعه على مستوى  شمال افريقيا ، وبعد الكلمة الترحيبية للدكتور بودلال مدير المركز تقدم الدكتور مصطفى بنحمزة بكلمة  تحدث فيها عن المسؤولية التاريخية التي يتحملها اهل العلم والمعرفة لتذويب الجليد السياسي الذي يعرقل التطبيق الفعلي لاتحاد المغرب العربي الذي ظل يراوح مكانه منذ 25 سنة ، في الوقت  الذي نشاهد فيه ان  فرنسا وانجلترا  اللتين  عرفتا حربا ضروسا ترتب عنها ملايين الضحايا  ، هما الدولتان اللتان تقودان حاليا الاتحاد الأوروبي ، لكونهما قامتا بطي صفحة الماضي بشكل كلي ونهائي وصار همهما الوحيد هو  المستقبل ، مستقبل شعوبهما بل مستقبل شعوب كل دول اوروبا …..اما آن الأوان  لقادة دول المغرب العربي ان يستفيدوا من الدرس الاوروبي  ، فيقومون بطي  صفحة الماضي ، ويتوجهون بشعوب المنطقة الى  » واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا «