القبلة المهربة
كان يامكان حكاية ترويها العجائز للصبيان , في الناظور وفي غفلة من الزمان قبلة طفل لطفلة بباب الإعدادية التي يدرسان بها تتحول لقضية وطنية ان لم اقل دولية , فمن الصدف الماكرة كانت كاميرا هاتف نقال لصديق لهما تترصد اللحظة , فاقتنصت اللقطة وخلدتها على صفحة الفايس بوك كنوع من الفرح الصبياني,وما يخلقه من متعة و فرجة .
وكان من الممكن أن يمر ذلك الحدث بدون إثارة الانتباه , إلا أن تبادل الصورة عبر نظام البلوتوت وعبر النيت جعلها حديث الساعة في وسط محافظ لا يقبل سلوكا كهذا وان كانت تطبعه براءة الطفولة وحب اكتشاف الذات .
وبقدرة قادر انبرت إحدى جمعيات المجتمع المدني التي نصبت نفسها وصية على الأخلاق فقدمت شكوى أمام النيابة العامة التي أمرت الضابطة القضائية بانجاز بحث تمهيدي وإحالة » الجانحين » عليها في حالة اعتقال , وبسرعة قصوى أنجزت المسطرة ودبجت المحاضر وتم تكييف الجنحة , وأحيل الأضناء على قاضي الأحداث الذي قرر متابعتهم من اجل الأفعال المنسوبة إليهم طبقا للقانون وإيداعهم بمركز الطفولة التابع للشبيبة والرياضة وسيتم اكتشاف أن الناظور لا تتوفر على فرع خاص بالإناث مما اقتضى تسفير التلميذة التي لا يتجاوز عمرها الرابعة عشرة ربيعا إلى مدينة فاس التي تتوفر على هذا النوع من المؤسسات التهذيبية , في رحلة تبعدها عن عائلتها وعن الفصل الدراسي الذي من المفروض أن يحتضنها وهكذا جنت براقش على نفسها .
أسال الموضوع الكثير من المداد وتناولته المواقع الالكترونية بنوع من السخرية والاستهزاء أكثر مما حظيت به حمير شباط المشاركة في تظاهرة الرباط ضد حكومة ابن كيران , لأنه حسب الآراء المتعددة لا يستحق كل هاته الضجة , ويدخل في خانة الحريات الفردية التي لا تخل بالحياء العام لانعدام النية لدى الفاعلين , مع مراعاة صغر السن و التمدرس والظروف المحيطة « بالواقعة » .
وبلغت جرأة بعض المتضامنات مع الفتاة المعنية بالأمر إلى نشر صور لهن بالفايس بوك في لحظات تبادل قبل حميمية , انه طيش المراهقة ونزواتها , وتعددت الانتقادات وأساليب التضامن وكل يغني على ليلاه بطريقته الخاصة .
التطبيع مع القبل ليس إلا وسيلة للشباب لإبلاغ رسائل مفادها أن هناك أشياء أكثر أهمية ينبغي الالتفات إليها وكفى من الهاء الشعب بهذه الجزئيات التي لاتسمن ولا تغني من جوع , وتسيئ لصورة البلاد في الخارج ولاتخدم قضاياه الكبرى .
في خبر عاجل قررت النيابة العامة بالناظور الإفراج عن الأطفال المعتقلين بسبب قبلة مهربة , ومتابعتهم في حالة سراح , يحيا العدل .
Aucun commentaire