VIDEO وقفة بمناسبة الذكرى العاشرة للمبادرة الملكية السامية لتنمية الجهة الشرقية
وقفة بمناسبة الذكرى العاشرة للمبادرة الملكية السامية لتنمية الجهة الشرقية
عبد الغفور العلام
مرت عشر سنوات على الخطاب الملكي السامي ليوم 18 مارس 2003 بمدينة وجدة ، الذي أعلن فيه جلالة الملك عن المبادرة الملكية السامية لتنمية الجهة الشرقية، و التي اعتبرت آنذاك بمثابة خارطة الطريق الإستراتيجية للنهوض بالأوضاع الاقتصادية و الاجتماعية و التربوية لأقاليم الجهة الشرقية.
وقد ارتكزت المبادرة الملكية على أربعة محاور تهدف بالأساس إلى:
· تحفيز الاستثمار والمقاولات الصغرى والمتوسطة للشباب؛
· تزويد الجهة بالتجهيزات الأساسية؛
· إعطاء الأولوية لمشاريع اقتصادية هامة؛
· النهوض بالتربية والتأهيل وتفعيل التضامن.
كما خصصت للمبادرة الملكية 30 مليار سنتيم كانطلاقة، أضيفت لها مساهمات عدة مؤسسات قصد تمويل المشاريع المبرمجة وضمان القروض الممنوحة لها. وقد حددت المبادرة الملكية السامية أولوياتها من خلال برمجة مشاريع مهيكلة ومندمجة همت البنيات الأساسية التحتية الضرورية، ومشاريع متعلقة بالمجال الاقتصادي و الاجتماعي و تأهيل الرأسمال البشري باعتباره العنصر الأساسي و المستهدف الأول من تنمية أقاليم الجهة الشرقية.
و بناءا على النتائج الملموسة التي تحققت على أرض الواقع في إطار المبادرة الملكية السامية، واستنادا إلى منحى التطور الحاصل في المجلات الاجتماعية و الاقتصادية و الثقافية و التربوية خلال الفترة الزمنية الممتدة بين (2003/2013) بأقاليم الجهة الشرقية. يلاحظ أن أغلب المشاريع المبرمجة قد حققت أهدافها وبلغت مراميها، و نذكر على سبيل المثال لا الحصر:
· تعزيز البنيات الأساسية التحتية الضرورية من خلال إنجازالطريق السيار بين فاس ووجدة عبر تازة والذي يمتد على مسافة 320 كلم، والذي تطلب إنجازه غلافا ماليا يقدر ب 8ر10 مليار درهم. وكذا خط السكة الحديدية بين تاوريرت و الناظور و الذي يصل طوله إلى 117 كيلومترا بلغت تكلفة إنجازه إلى 1860 مليون درهم، ، بالإضافة إلى إنجاز الطريق الساحلي الشمالي وكذا توسيع وإصلاح الطريق الرابط بين الناظور و وجدة .
· تزويد مدينتي وجدة و تاوريرت بالماء الشروب، وتوسيع الاستفادة منه لتشمل معظم قرى الجهة؛
· فتح بوابة متوسطية أمام تنمية الجهة الشرقية من خلال إحداث منطقة حرة بالناظور، تضم إلى جانب الميناء مناطق اقتصادية وتجارية وصناعية وسياحية؛
· جعل شاطئ السعيدية جوهرة الساحل المتوسطي عبر تهيئة المنطقة الساحلية للسعيدية، بمساهمة صندوق الحسن الثاني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية و مستثمرين مغاربة و أجانب ؛
· تحديث وتأهيل المنتوج الفلاحي للمنطقة من خلال إنجاز برنامج تنمية وحماية النجود والواحات، في كل من عين بني مطهر وبوعرفة وفكيك ، ومدينة جرادة؛
· إحداث كلية للطب و مركز استشفائي جامعي من أجل تعزيز المؤسسات الجامعية ومعاهد التكوين بالجهة الشرقية؛
· الاهتمام بالفئات المعوزة ومحاربة الفقر والتهميش و الهشاشة عبر إنجاز مشاريع وبرامج تهم : السكن الاجتماعي، برنامج تيسير، الحملات الاجتماعية التضامنية… ، وذلك بمساهمة مؤسسة محمد الخامس للتضامن وبشراكة مع النسيج الجمعوي المحلي و الإقليمي و الجهوي .
فضلا عن ذلك، فإن كل متتبع للمشاريع و البرامج المهمة المنجزة خلال العشرية المنصرمة ( 2003-2013) في إطار المبادرة الملكية لتنمية الجهة الشرقية، يقف بالملموس على ما تحقق على أرض الواقع من نتائج مشجعة سواء تعلق الأمر بالبنيات الأساسية التحتية الضرورية، أو ما أنجز في المجال الاقتصادي و الإجتماعى أو فيمايخص تأهيل الرأسمال البشري.
و في هذا الصدد، تعتبر الذكرى العاشرة للمبادرة الملكية السامية لتنمية الجهة الشرقية محطة من محطات التتبع و التقييم و الوقوف على النتائج و الحصيلة . و مناسبة لتثمين الإنجازات المحققة و تعزيز المجهودات المبذولة، و كذا مقاربة بعض المشاكل و نقاط الضعف من أجل تجاوزها، في أفق استشراف المستقبل التنموي لهذه الجهة من منظور شمولي مندمج، يتمحور بالأساس حول تحسين مؤشرات التنمية البشرية بالمنطقة. وذلك من خلال بلورة مخطط استراتيجي يهدف من جهة، إلى الإستمرار في إنجاز وتنزيل المشاريع المبرمجة في إطار المبادرة الملكية السامية، ومن جهة أخرى، إلى إعداد ووضع مشاريع وبرامج مهيكلة جديدة، من أجل مواصلة المجهود التنموي بالجهة الشرقية، باعتبارها الفاعل الاقتصادي المحوري و الإستراتيجي في الشمال الشرقي للمملكة.
ولن يتأتى ذلك إلا من خلال تعبئة و إشراك جميع الفاعلين و المتدخلين في الشأن العام (سلطات، أحزاب ، نقابات ، منتخبون، جمعيات المجتمع المدني…)، من أجل المساهمة الهادفة و الانخراط الفعال في المسار التنموي الجهوي، وكذا مواكبة وتتبع المشاريع و البرامج التنموية وفق منظور تشاركي ومقاربة جهوية مندمجة.
إن ما تحقق بفضل المبادرة الملكية السامية من إنجازات ومكتسبات غيرت ملامح الجهة الشرقية خلال العشرية الأخيرة، يعد بحق مكسبا مهما للمنطقة، وترسيخا لدورها الريادي، مما جعلها تلعب الدور الجوهري المنوط بها في المجهود التنموي ببلادنا، باعتبارها قطب جهوي محوري، وعمق استراتيجي للمغرب يمكن أن يكون حلقة وصل مهمة تربط بين بلدان المغرب العربي الكبير، ومنطقة جدب اقتصادي مهم بين الشمال و الجنوب.
عبد الغفور العلام
Aucun commentaire