الثامن من مارس آذر أي عيد لأية امرأة ؟
لقد شاء قدر الله عز وجل ولله ما شاء ، ولا يرد له قدر أن يقترن اسمي الشخصي باسم المرأة التي أنقذت بنات جنسها من سطوة جبروت الرجولة الرعناء عندما تفتقر إلى الحكمة ، وأن يقترن نسبي بالفردوس المفقود الذي سيظل الإسلام والعروبة يبكيانه ما تعاقب الليل والنهار . وشاء الله تعالى أن أترك الكتابة والنشر على المواقع العنكبوتية المفضلة ليس زهدا فيها ،ولكن بسبب انشغالي بترتيب حكايات شهريار الزوج الذي فضلت أن أقص عليه حكايات بنتيه الصغيرتين كل يوم، وأشغله ببعض ما يخص تربيتهما من أجل ترويض رعونته الشهريارية ،علما بأنني أطل يوميا على المواقع المفضلة عندي وأتمتع بقراءة ما تبدعه الأقلام المبدعة . واليوم وبعد اقتراب عيد المرأة الذي اختار له من ابتدعه أول مرة شهرا من شهور فصل الربيع تيمنا به، فكرت في الكتابة عن هذا العيد ، وعن المرأة التي يحسب عليها أو لها . فالعيد كما يقولون عبارة عن عود حتى قال عنه الشاعر : » عيد بأية حال عدت يا عيد؟ » . والذي يعنيني من هذا العيد هو ما عاد به هذه السنة بعد تجربة الربيع العربي والربيع المغربي المتميز عن غيره بدستوره الجديد واستحقاقاته الانتخابية التي لا زالت موضوع جدال لم ينته بعد بين القوى السياسية المختلفة . وأنا أفكر تحديدا فيما عاد بعد الربيع المغربي على المرأة المغربية . فهل سيمر الثامن من مارس آذر كما كان يمر كل سنة ؟ وأي عيد سيكون عيد هذا العام بالنسبة للمرأة المغربية ؟ وأية امرأة يعنيها هذا العيد لأن النساء فئات ولكل فئة عيد ؟
فعيد العازبات شهرزادات الحالمات بالزواج وبترويض شهريارات لهن عيد . وشهرزادات المنشغلات بقص الحكايات على شهريارات في بيوت الزوجية أو الطاعة كما تسمى لهن عيد. وشهرزادات العانسات المنتظرات فرسان الأحلام شهريارات الراكبين العزوف عن الزواج ورعونة الذكورة حتى لا أقول الرجولة ،لأن الرجال لا يعزفون عن الزواج كما يفعل كثير من الذكور لهن عيد. وشهرزادات المطلقات اللواتي لم يصغ إلى حكاياتهن الشهريارات الجامحين لهن عيد . وشهرزادات الأرامل المنشغلات بالبكاء والنحيب على رحيل الشهريارات المفقودين لهن عيد . وشهرزادات المتهتكات اللواتي يبعن الحكايات ولوازم الحكايات بما فيها العفة لهن عيد. وشهرزادات المتبتلات الهائمات في عشق الذات الإلهية لهن عيد . وشهرازادات العجائز لهن عيد . وأعياد شهرزادات بعدد أصنافهن . فأي الأعياد سيستأثر بالثامن من مارس آذر ؟ لن أتحدث عن الأعياد السعيدة لشهرزادات سعيدات ابتسم لهن الحظ ، واستطعن ترويض الرعونة الشهريارية ، بل ستأحدث عن أعياد شهرزادات البائسات اللواتي عبس لهن الحظ لأنهن لم ينجحن نجاح جدتهن شهرزاد الأميرة الفارسية الفاتنة التي فتنت بالقد واللسان . وأعياد البائسات من شهرزادات عبارة عن عود للآلام ، والآلام عندما تعود تتجدد معها المعاناة . وسترتزق حتما عدة منابر بآلام شهرزادات البائسات ، منابر إعلامية ودينية واجتماعية ، وستقدم باقات الورود الوهمية لهن للحظات عابرة ليعدن إلى اجترار آلامهن من جديد في انتظار الأعياد لتعود بالآلام ، وبطريقة سيزيفية. وفي هذه المناسبة أتوجه إلى شهرزادات البائسات في كل مكان من هذا العالم بمواساة ليست كمواساة باقات الورود الوهمية ، بل عبارة عن ضراعة إلى الخالق الرءوف الرحيم جل في علاه كي يلهمهن الصبر على مرارة الآلام السيزيفية ، ضراعة صادقة خارجة من قلب لا من لسان لتلج قلوب البائسات من شهرزادات في عيدهن السنوي ، وآمل أن يكون حالهن في المغرب بعد الربيع المغربي أحسن من حالهن قبله ، ولله الأمر من قبل ومن بعد . وإلى هنا سأسكت عن الكلام المباح حتى يأذن الله عز وجل بفرصة أخرى إن شاء جل جلاله.
Aucun commentaire