العسكرية المغاربية:الغائب الكبير عن حرب الساحل
العسكرية المغاربية:الغائب الكبير عن حرب الساحل
أسئلة المشروعية:
اختلفت الرؤى المغاربية ،المعبر عنها ،في ما يخص التدخل العسكري الفرنسي في شمال مالي،اختلافا كبيرا؛فمن رافع لسقف الانتقاد إلى درجة القول بهجمة صليبية على أرض الإسلام- بذريعة قطع دابر الإرهاب- تكمل حلقات الطوق الذي يلف عنق العالم الإسلامي ،ويوغل فيه خنقا.
ومن قائل بوجاهة تدخل أقوياء العالم الغربي لكسر شوكة الإرهاب ،ذي المصالح المادية الدنيوية ,المتشحة- تضليلا- بوشاح الإسلام.
وبين هذين الرأيين المتعارضين تلوينات تتراوح بين: نعم ولكن؛ لا ولكن….
وحسب متابعتي المتواضعة لم تطرح ،لا في المغرب ولا في الجزائر ، مركزي الثقل في الاتحاد المغاربي المعاق، قضية هذا الغائب الكبير الذي أسميه العسكرية المغاربية. صحيح كل المعطيات الجيوسياسية المغاربية الحالية تؤكد على أنه سؤال لا مشروعية واقعية له؛وفي أحسن الأحوال ،لم يحن أوانه بعد.
لكن متى كانت المشروعية الواقعية مقدمة على المشروعية التاريخية؟ ألا تنتمي المغارب إلى حضارة واحدة مؤسسة على وحدة العقيدة واللغة؟ وحديثا ألم يوحد المستعمر –خصوصا الفرنسي- بين الحركات التحررية المغاربية ،كنتيجة منطقية لوحدة التاريخ والمستقبل؟
كيف لا يفرض سؤال العسكرية المغاربية نفسه ونحن نرى هذه المقاتلات الفرنسية-وغدا برايات أخرى- التي تعبر أجواءنا مدعومة بالشرعية الدولية،ونحن منها ؛وبكل « الأرمدة » القتالية ،العالمية، الراحلة الى جنوبنا ألمغاربي؟
هذه الشرعية الدولية التي همشتنا ،بكيفية فضيعة ،ومخجلة لنا؛وهي تعلم أن إرهاب الساحل،الذي يرفع زيفا راية الجهاد، يهدد حدودنا أكثر.همشتنا مفضلة- ربما لقصور نظر- الرهان على دول المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا . يحصل هذا وهي مقتنعة أن أغلب هذه الدول غير مؤهلة ،عسكريا،كما ينبغي، لمهمة معقدة في جغرافية معقدة نشترك فيها مع الجوار؛وغير مؤهلة وجدانيا لأنها لا تستشعر ،مثلنا،وطأة التهديد العقدي..
قد تبدوا أسئلتي مناسباتية-كالعديد من الآراء التي اطلعت عليها -يحكمها شرط ما يدور في شمال مالي وستزول بزوال
السبب.هذ غير صحيح لأن محطات عديدة عبرناها –كدول مغاربية كانت تستدعي نفس الأسئلة؛كما أن كل المؤشرات تدل على أن حرب مالي ما هي إلا مدخل لوضعية قلقة ،ان لم تكن خطيرة، ستعاني منها الدول المغاربية؛وهي في أكثر أوضاعها هشاشة.
وأستبق مسار التحليل لأقول:ان لم تفض هذه الوضعية- مستقبلا- إلى قيام اتحاد مغاربي صادق ،بحضور أمني وعسكري ،موحد ووازن، فلن تقوم له قائمة أبدا.
لقد وحدت الهجمة الاستعمارية الفرنسية،سابقا، بين حركات التحرير الجزائرية،المغربية والتونسية؛ لكن من المفارقات الساخرة أن الاستقلالات الفعلية التي تحققت ،هي استقلال هذه الدول عن بعضها البعض ،والإلقاء بكل أحلام الوحدة،وهي أحلام شعبية، في هاوية سحيقة لا يزداد غورها،مع الأيام، لا عمقا .
لقد مكر التاريخ فجعل مستعمر الأمس يصنع وحدتنا ،وهو لم يشتغل الا مفرقا ؛ومكر مرة أخرى حينما جعلنا نخرب هذه الوحدة الشعبية ونحن لا نرفع شعارا آخر،للاستهلاك الشعبي، عدا مغرب الشعوب.
ويعول التاريخ مرة ثالثة على المكر حينما يبعث إلى جنوبنا بأفغانستان هكذا فجأة ؛مستقدما من شمالنا مستعمر الأمس ليذود عن حياضنا ،وهو يواقِعها.
وهو في الحقيقة يذود عن مصالحه الإستراتيجية. فهل سنفهم –للمرة الأخيرة- أن ضعف وزننا السياسي والعسكري،رغم كثرتنا،هو السبب في كل هذا المكر؟
قاعدة واحدة أم قواعد؟
يعرف الجميع قصة ابن لادن،الجهادي في الحرب ضد الشيوعية ،جنبا الى جنب مع وكالة الاستخبارات الأميركية،وبصواريخ « ستينجر » ؛ والوهابي، أكثر من ملوك الوهابية،وهو يؤسس لخلافة إسلامية تبدأ من أفغانستان، وتكتسح حتى الحجاز المترهل. هذا المهندس – وليس العالم- بايع،كما هو معلوم، الملا عمر خليفة للمسلمين ،بل اعتبره نموذجا للخلافة لم يتحقق حتى في أزهى عصورها.
أول ما سطا عليه شيخ الجبل هذا – سيتضح لا حقا تبرير هذه التسمية- القضية الفلسطينية ،لعلمه بمكانتها في وجدان المسلمين ؛وبكونها واسطة العقد في الصراع الإسلامي الغربي.لم يستشر- تحقيرا وحتى تكفيرا- أي فصيل من فصائل المقاومة؛بما في ذلك حركة حماس.ولم يلتفت طبعا الى كل شهداء القضية في حروب العرب ضد اسرائيل.
خلافة جديدة بقضايا جديدة،في نظره.كل من عليها كافر…حتى هؤلاء الذين نسمعهم اليوم- في المغرب أيضا- يدينون
الحرب ضد الإرهاب،و هم ينظرون إليه عابرا للقارات،مطمئنين إلى تدينهم ولحاهم، و معتقدين أن مدرسة شيخ الجبل ترضى عنهم،مخطئون .وأكثر من هذا متنكرون لعقيدة أهل السنة والجماعة ؛كما بذرت وترعرعت في هذا الغرب الإسلامي والثغر الذي عرف أجدادنا كيف يصمدون فيه على مر القرون.
لن ترضى عنك القاعدة حتى تتبع ملتها:ملة التوقيع بالدم ثم الدم ثم الدم؛وما بعث المصطفى سفاكا للدماء بل داعيا بالحسنى. إذن كفى من توظيف كل شيء – حتى دماء الماليين- لخدمة أجندة معلومة.
بعد هذه الانطلاقة القاعدية للخلافة ،على خلفية من عمليات تدميرية انتحارية، كان يجد دائما من يطحن نفسه فيها ،ومن يروج لها ،توالى المبايعون ؛ركعا وسجدا، وصولا الى هناك في الجبال الموحشة التي هجرتها حتى الثعالب والنسور.
نازلا من عل،ثاني اثنين اذ كانا بالغار ،وبيده العصا التي هش بها –للشهرة وتكثير التابع -على ناطحات مانهاتن؛كان الرجل يأسر ألباب هؤلاء الشباب الذين أضناهم الاستبداد العربي،باسم الدين أيضا، ،ولم يترك لهم سوى الجنة الموعودة ملاذا في الأحلام .
كما أضنتهم الغطرسة الأمريكية ،المدعومة عربيا،وهي تنكل بالشعب الفلسطيني .
هكذا صار الرجل مهديا مُخلِّصا من كل الشقاء الدنيوي المركب تركيبا في مختبرات الاستبداد؛فإما جنة في الأرض أو في السماء.
صارت القاعدة قواعد في كل العالم الإسلامي ؛وصولا حتى إلى « بوكو حرام ». قواعد لم يعلم بمعظمها حتى ابن لادن نفسه.
اليوم،وفي كل الدول الإسلامية،وفي كل الدول المضيفة للمسلمين،يوجد شيء ما من « خلافة » طالبان ،ومؤسس عقيدتها الدموية.
أما قصة الربيع العربي ؛وقد ادعته القاعدة لعقيدتها الجديدة التي تجب ما قبلها ؛خصوصا وقد وقعتها في منهاتن بدماء ورماد الآلاف من الأبرياء ،فلا احد استطاع فك جميع طلاسمها .من يستطيع أن يفهم لماذا اكتسحت السهول الخضراء والمزهرة –على حين غرة-هذه الأسراب من الجراد الأسود الذي يبدو أنه سيأتي على كل أحلام كل المزارعين.
ان الذين تجاوزوا التنظير الى العمل المباشر من أجل شرق أوسط جديد يعرفون جيدا مدلول الجِدة التي يريدون .لم يقولوا بشرق أوسط ديمقراطي ،رغم علمهم بأن الديمقراطية هي ما ينقصنا أكثر.
إن مطلب الديمقراطية الذي حمل رايته شباب الربيع العربي لا يخدم الجِدَّة التي يريدها الغرب؛بقدرما تخدمها الفوضى الخلاقة،على حد تعبير » كونداليزا رايس » .نعرف ويعرف العالم ألا فوضى تضر بنا،وصولا إلى مقاتلنا، أكثر من الفوضى في الدين ،لأننا من أكثر الشعوب تدينا ،ممارسة وثقافة.
من هنا تشبيهي لابن لادن بشيخ الجبل ,أمير الحشاشين،الباطني المعروف تاريخيا عبثه بعقول الشباب، وهو يخدرهم في أحضان الحور العين الحقيقيات، بحدائقه الفيحاء؛وحينما يستيقظون يقصون الواقع أحلاما وردية تصدق كل دجل الشيخ ومكائده لكبار دولة الإسلام بمن فيهم صلاح الدين الأيوبي الذي نجا- في عز الحرب الصليبية- بأعجوبة من خنجر أحد هؤلاء الشباب.
لكل عصر شيوخه ؛واذا كانت الشعوبية والحركات الباطنية ،وحتى الدس اليهودي ،وراء عدد من شيوخ الأمس الذين لغوا في الدين فان لشيوخ العصر حُداة دوليون كبار،لا يقلون دهاء ،مدججين بكل إمكانيات التواصل،والأموال، التي تجعلهم يتلاعبون بالعقول على هواهم.
تشظت القاعدة الأم شظايا، أصابت جميع الدول الإسلامية ،وكثيرا من الدول غير الإسلامية. صارت لها عسكريتها المباشرة ،وغير المباشرة. صارت تخالط وضوء الجميع وصلاة الجميع. تفهم في كل شيء، حتى اللباس واللحى،والسلام، ومخالطة الرجل لأهله ….أنستنا في المغرب ،مثلا،في كل جلابيب أجدادنا وجداتنا.حتى « الحايك » الوجدي لم يعد صالحا للستر في نظرهم ؛لأنهم لا يرغبون في ستر الأجساد،كما يوهمون،بل في كشف العقيدة الدموية وتطبيعها بين الناس في كل شيء..
أصبحت مدرسة تعلم أساليب القتال حتى لغير الراغبين في الجهاد باسم الدين.
هذا المسمى مختار بن المختار لعور،مثلا، انشق منذ مدة عن التنظيم الأم ،وراح في شمال مالي يشتغل لحسابه الخاص :يهرب السلاح ،يتاجر في المخدرات ،يهجر صوب الشمال؛وآخر غزواته مجزرة عين أميناس.
قل مثل هذا في « ابن شنب » صريع الجيش الجزائري في نفس الغزوة ،وبعده صريع القوات الأمريكية في اليمن سعيد الشهري.أمراء عابرون للملكات والجمهوريات ؛بل للقارات.
ما أن يقطع رأس حتى تظهر سبعة رؤوس .
كل هذا ،وغيره، يؤكد ألا مبالغة في القول بانفتاح الحرب في شمال مالي على كل الاحتمالات ؛إلا احتمال أن تنتصر فرنسا ،والشرعية الدولية، في وقت قصير وبأخف تكلفة. أقول هذا وأنا أستحضر أن تكون الأهداف المعلنة للحرب مجرد غطاء يخفي أهدافا إستراتيجية أخرى تخدم الغرام الغربي المفاجئ بالفوضى الخلاقة .
لقد باغت أتباع القاعدة ،وغيرهم من الآفاقيين المشتغلين لحسابهم الخاص،حركة تحرير الأزواد ،وضحكوا من حلمها الانفصالي ؛بل استقطبوا –اذ غلبوا- الكثير من مقاتليها.وقد تحدثت العديد من الجهات عن توغل العديد من هؤلاء القاعديين في أوساط الانفصاليين بمخيمات تندوف.
إذا أضفنا إلى هذا الوضعية التي يوجد عليها الجيش المالي ،والتي كانت ستصبح كارثية – بالنسبة له ولرعايا فرنسا في باما كو- لولا تدخل الطيران الفرنسي في « كونا » لوقف زحف أرتال للفيف من الجماعات الأصولية المقاتلة ؛بما فيها حتى « البوكو حرام ».آلاف من العربات العابرة للصحراء والآليات القتالية ،القادمة من الفيافي كانت في طريقها الى العاصمة المالية؛وأمامها جيش مندحر بدون قتال.
اليوم ،وفي زحف هذه الجماعات ،التكتيكي صوب الشمال ؛حيث شبيه السلاسل الجبلية التي صنعت « أسطورة » ابن لادن في أفغانستان ؛وصوب كل الصحاري الشاسعة والخالية لدول الجوار ، تتشكل خريطة قتالية ستصبح ،بسرعة،مهوى أفئدة كل المتشبعين بعقيدة شيخ الجبل ،وما يجري في فلكها من شتى أشكال المروق والتجارات الخارجة عن الشرعية.
ستنسحب فرنسا ،حينما تشعر أن مصالحها الحيوية مُؤَمنَة ،ولن يضرها أن تكون مؤمنة حتى من طرف هؤلاء الذين
تقاتلهم اليوم . ولا يضر هؤلاء أن يفعلوها ؛ ما دام مثل هذا حصل ويحصل في أفغانستان؛ حيث كانت بعض القوات الأجنبية تعمد إلى شراء سلامتها من الطالبان. منطق ادفع تسلم.
ان ما يهم الدول المغاربية أكثر،وبصفة خاصة المغرب والجزائر،ليس تحقيق فرنسا لأهدافها المعلنة،وان كانت لنا أيضا مصلحة في دحر إمارات الإرهاب وما فيا الأسلحة ؛وإنما توقع ألا تكون هذه الأهداف،فقط، هي كل ما تضحي فرنسا بأبنائها الشقر الأعزاء من أجل تحقيقها.ان الحدث السياسي يكون دائما سببا أو نتيجة ،كما قيل.وحينما يصبح الحدث سياسيا وعسكريا فلا مناص من فحص أسلحتنا ،واختبار قدرتنا المغاربية على مواجهة أسوأ الاحتمالات.
درس عين أميناس:
مما يدعو الى التساؤل القلق أن تُستهدفَ الجزائر من طرف مدرسة القاعدة التدميرية ،قبل أن يرتد اليها طرفها ،في الوقت الذي كان المنطق يرجح ترشيح إحدى دول المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا ،المشاركة رسميا ،ودوليا في القتال. أو حتى موريتانيا باعتبارها الحلقة الأضعف.. يضاف الى هذا التساؤل ما أصبح يكشف عنه الأمن المغربي من خلايا تستقطب الشباب الغفل لتحقيق أهداف العقيدة الدموية للقاعدة .
هذه مؤشرات على أن مستقبل الحرب في شمال مالي هو في شمال هذا الشمال.
لقد بدا لي أن الجيش الجزائري ،وهو يغسل في عين أمناس عار اختراق حواجزه المنيعة من طرف كتيبة ابن شنب ،وهي ترتدي زيه الرسمي ،كان مستعدا لقتل حتى الرئيس بوتفليقة لو كان ضمن الرهائن.
لقد غضب الساموراي الياباني ،وقصر برمنغهام ،وحفدة لنكولن وجاندارك ،وغيرهم من هذه العقيدة العسكرية الجزائرية التي لا تتميز في شيء عن عقيدة شيخ الجبل:اقتل ودمر باسم الدين ،ولو كنت لا تفقه فيه،ولا تهتم بغضب عالم لا يريد سوى تدميرك.
لاتزال فرنسا تبحث عن الاستقواء الدولي ،في حرب مالي،وهي القوية،لأن الاستقواء بالشرعية الدولية في حد ذاته حكمة قتالية .العلم بالحرب مقدم على الشجاعة.هل تركيا بحاجة الى درع الباتريوت لحماية نفسها من نظام بشار المنهار؟
ما كان يضر الجزائر لو أشركت معها مدارس عسكرية أخرى،اقليمية وعالمية، في تجاوز مأزق عين أم الناس؟
ألم يكن المهاجمون بدورهم رهائن لرهائنهم،كما تساءل أحد الخبراء العسكريين الأجانب ؟
هل كان هناك ما تستعجل الجزائر اخفاءه عن أعين العالم؟
إن اجتماع وزير الداخلية المغربي مع نظرائه الاسباني ،البرتغالي والفرنسي ،لتنسيق اليقظة خير دليل على أن الجار لا يضره أن يدمر المعبد عليه وعلى أعدائه. كنت أتوقع ألا يُضطرَّ وزيرنا إلى هذا الاجتماع قبل اجتماعه مع نظرائه المغاربيين ؛وخصوصا النظير الجزائري.
كل هذا لا يشجع على توقع قمة مغاربية توجه خطابا واحدا لكل الفرقاء في الحرب المالية.
إنها قمة واجبة فلا تجعلوها مستحيلة. من حق الشعوب المغاربية أن تطمئن وهي تجاور حربا لا تعرف كل أبعادها وامتداداتها المستقبلية.
لا تتركوها هَمَلا تتابع الأرتال العسكرية الدولية، المتوجهة إلى جنوبها، وهي لا تعرف ألوان الغد، رغم معرفتها بألوان راياتها،واستعدادها الدائم لجعلها لونا واحدا.
اذا كان المسمار الواحد يشرح الحضارة الكاملة التي أنتجته، فان درس « أم الناس » كتاب مفتوح كشف للعالم كيف يدير حكام الجزائر-والعسكرية فيهم اظهر- ملفات الدولة الصغرى والكبرى؛خصوصا ما له صلة بجوارها القريب ومحيطها الدولي. ولعلنا في المغرب من أكثر الجهات تضررا بمنطق دولتي أقرب إلى التكتيكات القتالية ؛في الوقت الذي كنا ننتظر فيه سياسة حكيمة في مستوى طموحات الشعبين المؤسسة على مقومات عديدة للوحدة.
كأننا بالفيالق القتالية لجبهة التحرير الجزائرية، في جبال الأوراس ،لا تزال حيث كانت، متربصة بمستعمر يخفيه المغاربة في جيوبهم ،بمسميات شتى ،أشهرها الصحراء.
ها هي ذي الأمم تداعت على حمانا وجوارنا ،فمن نحن بين أمم الأرض؟من ذبح تاريخنا المشترك ليختلي بحاضرنا
يعبث به على هواه؟
لا اقول بعسكرة الأنظمة ؛فما أصابنا أصابنا من هذا الجانب بالذات ؛لكن مادامت المنطقة عُسكرت ،دوليا،فمن حق الشعوب المغاربية أن تعرف موقعها ،ودرجة الأمن المغاربي الذي تتمتع به.
لقد سبق أن قلت ان قضية الصحراء ستأتي عليها ظروف دولية تجعلها غير ذات موضوع .هاهي ذي أحداث مالي بدأت تغطي عليها ؛وقد تذيبها في أتونها.ألا يكفي كل هذا لاستباق الأحداث وطي هذا الملف نهائيا ،وإعادة المحتجزين إلى صحرائهم العامرة ،قبل أن تبتلعهم الصحاري الخلاء؟
لم يفت أوان البناء بعد.
Ramdane3@gmail.com
Ramdane3.ahlablog.com
1 Comment
Analyse superbement pertinente, frère Ramdane, je m’instruis en te lisant.
permetterais-tu, dans ta grande sagesse, une réponse à une question que je te poserai -comme j’ai l’habitude de faire, dans la même recherche de la lumière qui nous a toujours uni- : toi, l’actualisateur du vocable « Tamazgha », dis-moi, quelles persepectives d' »action » seraient « stratégiquement jouables » si on conjugait Maghrébinement, Arabement, Imazighenement, (bref, tout ce qui rime en … »ment » au genre qui n’a jamais été de plein pied dans le Sou9 (actuellement « générateur » de toutes les richesses illicites… Si le micro se faisait mou’annate… peut-être bien que le métal se fairait moins « tiraillant » et davantage tourné vers le « tadbir »…
Merci, encore pour mettre le phare là où les vagues sont à « contourner »…