ماذا تريد الجالية
يعتبر المغرب من الدول التي لديها اكبر جالية مستقرة في الخارج وخاصة في الدول الاوروبية . فمنذ استقلال المغرب ووفود المهاجرين تتوالى تباعا قاصدة البحث عن العمل في الدول المستعمرة سابقا, وقد كان اغلب المهاجرين يظن انه بعد مدة من الزمن و التي لن تطول سيعود الى بلده وقد حقق مراده الذي كان يصبو اليه.هذا وقد حدثنا شيخنا محمد العمراوي السجلماسي ان احد هؤلاء المهاجرين أخبره يوم كان امام مسجد الهجرة بمدينة لايدن بهولندا انما كان قصده يوم ان هاجر الى أوروبا ان يجمع ما يشتري به بغلا يحرث بها أرضه. هذا الحلم الذي كانوا يرغبون فيه لم يتحقق اذ أن أغلب هؤلاء بعد مدة من الزمن وجدوا انفسهم مرغمين على التحاق ابنائهم بهم في أرض الغربة بعد ان ضاقت سبل ايجاد العيش الكريم لأبنائهم في البلد الام,ثم توالت الهجرات المتعاقبة من طلبة لمواصلة دراستهم واخرهم التحاقا بدار الهجرة العمال المغاربة الذين فتحت لهم اسبانيا باب الاقامة بأراضيها ابان الفترة الاقتصادية الزاهرة.
هذه الجالية التي تعد بالملايين اليوم راكمت خبرات فردية وجماعية لم يستفد بها البلد الأم الا في المجال المالي الصرف والمحدود في ان واحد.وكذلك راكمت مجموعة من المشاكل للأسف الشديد هذه المشاكل لو عولجت في وقتها لخففت عن الجالية الكثير من المتاعب وكثير من توابعها.و لست الان بصدد جردها واحصائها ولكن الذي اردت التنبيه اليه هو المعاناة التي تعيشها هذه الجالية التي اصبحت بمثابة حصان السبق الرابح الذي يسعى الجميع لركوبه من أجل الوصول الى أهدافه.فكم عانوا من الجمعيات التي تحدثت باسمهم واسترزقت بمصالحهم واين هي الوداديات التي شكلت من اجلهم ثم أخيرا هاهو مجلس الجالية المغربية بالخارج، الذي يواجه استياء عارما من هزالة إنتاجه وضعف أدائه ثم هاهي الدعوات تتعالى لوزير العدل بالتحقيق في الاختلالات المالية التي تشوب تدبير ميزانيته.
اقول ان خير ما يمكن ان تفعله الدولة المغربية لصالح هاته الجالية هو ان تتركها تدبر شؤونها بنفسها ولا تتدخل في امورها لا بتشكيل لجان ولا وداديات ولا مجالس لان الحصيلة معروفة مسبقا هدر لميزانية الدولة لا يستفيد منها الا اصحاب المصالح الخاصة الذين يركبون للاسف كل محاولة صالحة لخدمة ابناء الوطن وافسادها.
المسألة الثانية والمهمة نرجو من المسؤولين الساهرين على مصالح البلد ان يعاملوا ابناء الجالية معاملة السواح الاجانب هؤلاء السواح الذين يضرب لهم مسؤولونا الف حساب من اجل استقطابهم الى المغرب للاستفادة من عملتهم الصعبة نجد احدهم في الاخير ياتي ببعض مئات من اليورووات تذهب غالبا الى الملاهي الليلية في حين ان المهاجر المغربي حين يأتي الى البلد ياتي بالاف الاورووات لبضعة اسابيع تذهب غالبا الى مصالح المواطنين مباشرة.
رجاء عاملونا مثل اولئك السواح وان لم تفعلوا فانتظروا اجيالا صاعدة ستذهب الى بلاد الله الواسعة واخر بلد تفكر به هو بلد اجدادهم لانه بالنسبة لهم لن يعود المغرب بلدهم الاول فلا فرق عندهم بينه وبين غيره من البلدان.
واخر امر يهم الجالية وهو اهمها واجلها اعملوا المستحيل من اجل انماء المغرب وتقدمه لو حققتم ذلك تكونوا قد قدمتم اجمل هدية للجالية بذلك يستطيع ان يرجع من شاء الى بلده مكرما لا ان يعيش هجرة مجبرا عليها لا اختيار له دونها.عيسى العثماني
Aucun commentaire