ما سر خروج صقور حزب العدالة والتنمية من عضوية الأمانة العامة للحزب؟؟؟
ما سر خروج صقور حزب العدالة والتنمية من عضوية الأمانة العامة للحزب؟؟؟
محمد شركي
لست ممن يهتمون بالسياسة لقناعتي بأنها داء فقدان مناعة الثبات على المبادىء. ولم يثبت عبر التاريخ أن مشتغلا بالسياسة ظل محافظا على مبادئه . ولا يمنع المتابع للعبة السياسية وطنيا ودوليا أن يكون انطباعات عما يحدث في عالم السياسة الغريب والعجيب . بالأمس اجتمع الحزب الحاكم في المغرب من أجل إعادة ترتيب البيت الداخلي كما يقال على خلفية تسيير هذا الحزب للبلاد لمدة كافية في الأعراف والتقاليد السياسية للحكم على أدائه . ومعلوم أن المدة التي أمضاها هذا الحزب في تسيير البلاد اتسمت بخطة دفاعية مائة بالمائة بعدما كانت خطته في البداية هجومية من خلال محاولة فتح ما يسمى بملفات الفساد. فما كاد الحزب يزحزح هذه الملفات حتى بدأت ردود الأفعال تظهر وبشكل مثير للانتباه الشيء الذي فرض على الحزب الحاكم خطة دفاعية ،لأن قاعدة أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم لم تسعفه. وبدا استعمال الحزب لملفات الفساد في بداية عهده بالحكم مجرد مغازلة لما يسمى الربيع المغربي الذي تفتحت أزهاره على إثر أمطار المفاسد. وكعقاب للحزب على تحريك ملفات الفساد بدأت جماعات الضغط أو اللوبيات المختلفة وضع الأعواد في عجلاته من خلال اختلاق مشاكل على غرار انتحار الزوجة المغتصبة ، والمهرجانات ، وحرية الأجساد ، والإفطار في رمضان … ولا زالت اللائحة مفتوحة ،لأن جماعات الضغط هي الأخرى تنهج خطة أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم . ولا شك أن أبطال ملفات الفساد هم الذين يشجعون على اختلاق القضايا المحرجة للحزب الحاكم من أجل التمويه على ملفاتهم يخشون افتضاحها ، مع أن أمرهم كما يقول المثل العربي : » ما يوم حليمة بسر » .
وأمام لجوء الحزب الحاكم لخطة دفاعية لم يكن من المتوقع أن يصل الحزب إلى درجة التضحية بصقوره من أمثال عبد العزيز أفتاتي ، والمقرىء الإدريسي ، وجامع المعتصم ، هذا الثالوث الذي لا يمكن تصور أمانة عامة للحزب بدونه ، وهو الثالوث المفجر لملفات الفساد بامتياز. فاختيار الحزب في أمانته العامة للحمائم دون الصقورإنما كان نتيجة ضغوطات جماعات الضغط في الداخل والخارج . والغريب أن هذا الحزب إنما فاز بصقوره الذين تناسب وتواكب مواقفهم الثائرة ثورة الربيع المغربي المناهض للفساد . وأكاد أقول إن الذين ساندوا هذا الحزب من غير مناضليه ليفوز إنما فعلوا ذلك لوجود مثل هؤلاء الصقور الذين يناهضون الفساد ، ولا يترددون في فضحه . وهكذا بدا الحزب الحاكم مضحيا بصقوره لأن الوضع يقتضي ذلك ، ولأن الصقور لم يستطيعوا التطبع مع واقع جماعات الضغط لغلبة الطبع عليهم . من الواضح أن صقور حزب العدالة والتنمية شق عليهم أن يخضعوا لما أملته عليهم القيادة الحزبية ، فكان لا بد لهذه القيادة أن تبعدهم عن الواجهة ليظل الحزب مقبولا في نظر الداخل والخارج . وكان من المفروض أن يكون هؤلاء الصقور الثلاثة من ضمن الوزراء بحقائب وزارية
. فما المانع من مكافأة حزب العدالة والتنمية للجهة الشرقية التي أعلت رصيده من الأصوات من خلال إسناد حقيبة وزارة التربية الوطنية للدكتور عبد العزيز أفتاتي ، وهو ابن قطاع التعليم العالي ؟ والأمر الغائب عن قيادة هذا الحزب هو أن قوته إنما تكمن في وجود صقور بين حمائمه . ولقد جرت العادة أن كل حزب يتخلص من صقوره يكون قد وضع أول شرخ في كيانه ، لأن الصقور سرعان ما يفكرون في تكوين حزب جديد ، ويسمونه حركة تصحيحية . فهل سيكون صقور حزب العدالة والتنمية حزبا جديدا ردا على انحراف الحزب الأصلي عن مبادئه التي من ضمنها اعتماد الخطط الهجومية عوض الخضوع للخطط الدفاعية المفروضة على الحزب ؟ فهل سيكون مصير حزب العدالة والتنمية هو نفس مصير كل حزب يبعد صقوره من أجل إرضاء خصومه ؟هذا ما سيكشف عنه المستقبل الذي قد يبعد وقد يكون قريبا . وأخيرا هذه مجرد وجهة نظر آمل ألا تغضب حمائم أو صقور الحزب لأنه مجرد رأي لكاتب لا يهتم بالسياسة ، وفي اعتقاده أن كل شيء ممكن في عالم السياسة لأن ممارستها تقتضي التنكر لكل القيم والأخلاق والمبادىء.
4 Comments
ستبدي لك الايام ما كنت جاهلاً
ويأتيك بالاخبار من لم تزود
في البداية أؤكد أنني كنت أتمنى أن يكون الأستاذ الكبير عبد العزيز أفتاتي عضوا من أعضاء الأمانة العامة وقرأت مقالك بتمعن وشغف لكنني أقول لك فقيهنا المحرم أن مقالك مجانب للصواب للاعتبارات التالية: إذا سلمنا بوجود الحمائم والصقور فإن الأمانة العامة الحالية لا زال فيها كثير من الصقور
أن ما وقع أن على الأمين العام اقتراح عدد محدد من 15 فرد يتضمنون لزاما 3 من الشباب و4 من النساء أي بقي للأمين العام اقتراح 8 أفراد فقط دون الشباب والنساءفقدر أن يضحي بالأخ جامع المعتصم وهو مدير ديوانه في رئاسة الحكومة وقرر تضحيته بالأخ المقرئ أبو زيد الذي كان كثير الغياب عن الأمانة العامة بسبب انشغالاته واهتماماته المختلفة كما قرر التضحية بالصقر أفتاتي لبعده عن المركز ولصعوبة مسايرة لقاءات الأمانة العامة المتكررة والتي تعقد أكثر من مرة في الأسبوع بعض المرات
أخي الفقيه الفضل كان عليك قبل كتابتك في موضوع أقررت بعدم الدراية فيه أن يتملكك التريث وتنظر إلى الكليات من مثل نجاح الحزب في ديمقراطيته وفي مؤتمره مما أبهر الجميع لا أن تشوش بمقالك على أمور خاطئة
لككنني أحيي فيك حبك وتقديرك لمن أسميتهم بالصقور وهم كثر داخل الأمانة العامة وخارجها وهي قوة حزب العدالة والتنمية
لقد صوت للعدالة والتنمية لأنه كان فيها أمثال الاستاذ عبد العزيز أفتاتي ولكن منذ اليوم لن اصوت لهذا الحزب اللذي لا يحترم رجالاته
d aprés le texte tu es avec pjd