Home»Débats»دنيا باطما والتخمة الإعلامية

دنيا باطما والتخمة الإعلامية

0
Shares
PinterestGoogle+

دنيا باطما إسم مألوف عند المغاربة قبل إسدال الستار على مسابقة (أراب أيدل )) نفسها لكن لم يكن بهذا الزلزال الإعلامي القوي ، حيث أينما وليت وجهك في الإعلام المقروء أو المرئي ترى دنيا …… على القنوات المغربية ، على ميدي1 تي في،و العربية… والقائمة تطول إلى النت بمواقعه الإجتماعية وجرائده الإلكترونية، فالصورة تداهمك و الطلب أصبح واسعا على هذه الإيقونة النادرة التي لم يجعلونها بنادرة عندما شاركت في برنامج استوديو القناة الثانية وطردوها شر طردة ..إذن فما سر هذه النزوة الفجائية؟ وهذا الشغف الكبير بالنجمة التي قدمها الإعلام في أبهى قوام وأحلى صورة حتى أضحت الجماهير تقول من حيث لا تدري (الحسناء المغربية)؟

إن سلطة الإعلام أصبحت قوية جدا ومحددة لمسار البشرية جمعاء ، فهذه الشابة المغربية التي لا نبخس طبعا صوتها أو موهبتها الفنية، قد صنعها الإعلام في ظرف وجيز وهذا القول لا يخالفنا فيه ولو كبار الفنانين أوصغارهم الذين أخطأتهم الشهرة ، خصوصا أن نفس الإسم لم يضع موطئ قدم على الساحة الوطنية من ذي قبل وهذا مرده إلى ثقافة الإستهلاك التي تميز الشعب المغربي ، فنحن نستهلك فقط ما تقدمه الشركات الكبرى(بيبسي نموذجا) والقادرة على صناعة النجوم وصناعة كل شئ ، فإن كان النجم لا يصنع خلال يوم وليلة ،فهي اليوم قادرة على ذلك وبسرعة البرق …وخير دليل على ذلك الطلب الكبير على دنيا وحضورها المتكرر على البلاطوهات أصاب المشاهد بالتخمة..وعلى رأي المثل المغربي: ((الله يرحم من زار وخفف..))

من المسلم به أنه كلما كانت الماكينة الإعلامية متفوقة وذكية كلما كان الإنتصار أيسر ، فالفنان أو الرياضي أو السياسي..الذي يحتضنه الإعلام ويركز عليه ويهتم به ولو في أبسط جزئيات حياته هو الذي يبرز وتصعد أسهمه بشكل صاروخي ، لأن الجماهير مرتبطة أوتوماتيكيا بموجهها العام /الإعلام ، فإن أذاع أن هذا اللاعب فنان تهتف الجماهير العريضة فرادى وجماعة إنه فنان ، وإن أقر بأن هذه الشابة معجزة ، تصيح الجماهير ملئ فاها نعم هي معجزة متناسية التفسير اللغوي والإصطلاحي للمعجزة..وإن أراد أن يصنع إسما رنانا من لاشئ فيقوم بعملية الصناعة حيث يسلط الاضواء المبهرة والخاطفة ويجعل الهدف يسير على أنغام واثق الخطوة يمشي ملكا … أمام هيستيريا الجماهير التي تتفاعل حد الإغماء مع طقس الحضرة الحداثي ..

الإعلام أصبح اليوم يتجرعه الناس منذ مائدة الإفطار وعند كل مأدبة طعام ، يحاصرهم في كل زمان ومكان.. فتحولت سلطة القلم والفكر إلى المؤثرات الصوتية والبصرية القوية ، مع العلم أن أول كلمة في القرآن الكريم كانت إقرأ ولم تكن إسمع أو أنظر ، وشتان بين القراءة التي تفيد النقد والتمحيص وبين ثقافة المشافهة التي أرخت بظلالها على المشهد الإجتماعي والثقافي و بذلك فقد اتخذ الإعلام/المخدر دور الريادة في تشكيل وعي الجمهور،و الملاحظة المستفزة هي التركيز على بلورة ثقافتنا على الغناء والرقص؟ فهل ذلك تنفيذا مقصودا لمخططات وإملاءات خارجية أم هو تقليد أعمى للغرب الذي فكر في الترفيه بعد أن قطع كل الأشواط في درب التقدم والإزدهار الفكري والإقتصادي …فلا يعقل أن تغيب القنوات وتقصي مفكرين ومخترعين وباحثين وأكاديمين وعلماء وتركز بشدة على وجوه فوجئت بدورها لحجم شهرتها التي ولجت كل البيوت …

إن دنيا باطما وغيرها من الأسماء الشابة لا يتحملن المسؤولية إطلاقا في هذا الإطناب ، فسواء هي أو غيرها ، مسخرات مبدئيا في عملية الشوبينغ والترويج لبضائع أو شركات معينة …فالنجوم المتلألاة ضرورية كي يكون المنتوج أكثر لمعانا وبريقا…

Bouallala7@gmail.com

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *