Home»Débats»أجراس الخطر: يا وزارة ضحكت من تدبيرها الأمم

أجراس الخطر: يا وزارة ضحكت من تدبيرها الأمم

0
Shares
PinterestGoogle+

رشيد الكنبور:
قد كنت قلت في مقال سابق إن وزارة التربية الوطنية تتبنى سياسة الانتحار الجماعي التي تؤدي بالمنظومة التربوية إلى الهاوية، وتزيد من تعميق الهوة بينها وبين التدبير السليم الذي لا يختلف عاقلان حول آلياته. هاهي حسنات هذه الوزارة التي لا تنتهي تطل من جديد من خلال إلغاء ما عمل المسؤولان السابقان عن الوزارة على تثبيته بالقوة في التعليم الثانوي الإعدادي، وأيضا من خلال تخيير المديرين والأساتذة بالتعليم الابتدائي بين اعتماد بيداغوجيا الإدماج وعدمه ضاربة بقرارها هذا عرض الحائط مليوني يوم من التكوين والتقارير الدورية المتعلقة ببيداغوجيا الإدماج و المذكرة 204.. وغيرها من الأمور التي أثقلت كاهل جميع الأطر في الميدان، والتي اتسمت وتتسم بغياب فكر مؤسسي متسق مستمر لا يتغير بتغير المسؤولين، لترسخ في المقابل فكر الأشخاص والتدبير الآني. في ضوء هذه الفوضى التدبيرية يمكن لنا أن نقول أنه ليس للوزارة فكر مؤسسي واضح الأهداف والمعالم والرؤى بقدر ما لها فكر أشخاص وأهواء مختلفة، يخلط أمام المتتبع البسيط كل الأوراق ويجعل ما صرف على بيداغوجيا الإدماج وحدها جزءا من ماضي « المسؤولين » السابقين كما يجعل من الحاضر ضربا من ضروب العبث ويجعلنا غير مطمئنين على مستقبل أبنائنا. لقد قامت الوزارة منذ تولي السيد محمد الوفا مقاليدها بسلسلة من اللقاءات التي أثارت ما أثارت من ردود أفعال متباينة جعلت الوزارة تصدر كما كان يحدث على عهد المسؤولين السابقين بيانا صحافيا تنفي من خلاله مجموعة من الأمور التي تناقلتها بعض الصحف من بينها القطع مع البرنامج الاستعجالي وبيداغوجيا الإدماج إلا أن واقع الحال قد يفند هذا البيان ليطرح أمامنا مجموعة من التساؤلات المرتبطة بمزاجية وزارتنا:
أولا: ألم توجه الوزارة مراسلة للجمعية الوطنية لمديري التعليم الابتدائي تقطع من خلالها كل علاقة تواصلية معها على اعتبار أنها جمعية لا يخول لها مناقشة القضايا المطلبية لهذه الفئة؟ ألم يرد في هذه المراسلة ما يلي: »تعتبر الوزارة أن المواقف والقرارات الصادرة في بيان الجمعية بتاريخ 8 أكتوبر 2011 ، ذات طابع غير قانوني ، لا ينسجم مع مواد الظهير الشريف رقم 376.58.1 المؤرخ في 15 نونبر 1958 والمتعلق بحق تنظيم الجمعيات كما تم تعديله وتتميمه وبالتالي يضرب في الصميم التزامات ومسؤوليات الجمعية التربوية داخل القطاع »؟ .فلماذا قامت الوزارة بعقد لقاءات مع ذات الجمعية مؤخرا تم في آخرها حسب ما ورد في موقع دفاتر تمزيق تلك المراسلة من طرف السيد الوزير؟ فالمنطق يقول أن الوزارة إما أخطأت بإصدار هذه المراسلة أو أنها أخطأت في حق الجمعية التي نكن لها التقدير والاحترام. ومهما يكن موقع الخطأ وزمنه فهو مهين للعمل الإداري عموما ولصورة الوزارة التي يبدو أنها لا تأبه لانعكاسات قراراتها وتراجعاتها وترددها في حسم كثير من الأمور.
ثانيا: ما مصير التكوينات المكلفة في بيداغوجيا الإدماج لأساتذة التعليم الثانوي الإعدادي والابتدائي والتي نهلت من المال والزمن المدرسي الشيء الكثير ؟ ما مصير كلفة إنتاج وطبع وتوزيع كراسات الإدماج؟
ثالثا: هبْ أن مؤسسة طبقت بيداغوجيا الإدماج خلال الأسدوس الأول وارتأى مديرها وأساتذتها عدم تطبيقها (على اعتبار أن الجميع متفق) خلال ما تبقى من السنة الدراسية. هل سيتعامل الأساتذة مع المتعلمين بمنطقين مختلفين خلال موسم واحد؟ وعلى مستوى منطقة التفتيش إذا ما قرر المفتش التربوي تنظيم لقاء تربوي هل سيكون دوره مقتصرا على الاتصال بالسادة المديرين لإخباره بنوعية المؤسسة (مطبقة لبيداغوجيا الإدماج/مقاطعة لها) ليتولى بدوره تجزيء المجزأ وتخصيص وصفات (بدون سكر وأخرى بالسكر) حسب الطلب؟ فأنا لمشروع تربوي على مستوى منطقة التفتيش التي كرس السيد الوزير إهمالها أن يستقيم؟
رابعا: كيف لجداول الحصص أن تستقيم بدورها ووفق أي ضابط مع تغييب جهاز التفتيش حتى عن مجرد الذكر في جميع المذكرات الأخيرة؟ بل إن التناقض الذي حصل في مستهل الموسم الحالي بين مقرر تنظيم السنة الدراسية والمذكرة الشهيرة 122 حال دون توقيع جداول الحصص، فهل الوقت المتبقي من الموسم الدراسي كفيل بإعادة تنظيم هذه الجداول في ضوء أخبار عن إيقاف العمل بالمذكرة 122 أيضا؟
خامسا: ما مصير اللقاءات التي عقدت مؤخرا على صعيد الوزارة والأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين بخصوص تفعيل المذكرة 204 باستعمال برنام ناقشه المفتشون خلال يومين وتنقلت لأجله فرق مركزية إلى الأكاديميات الجهوية؟
سادسا: ما مصير فرق الخبرة الجهوية والبحث التربوي وتأليف الوضعيات الإدماجية ذات خصوصيات جهوية ومحلية إذا قررت المؤسسات التعليمية الابتدائية مقاطعة بيداغوجيا الإدماج؟ وما مصير الأموال التي صرفت في هذه اللقاءات؟
سابعا: أي بديل تربوي وأي نموذج بيداغوجي ستتبناه المؤسسات التعليمية التي لن تعتمد هذه البيداغوجيا؟ ووفق أي ضوابط تربوية وأكاديمية؟
هذا نزر يسير جدا من الأسئلة التي ستتناسل عنها تبعات أخرى لهذه القرارات الغريبة التي تنزل فجأة برؤية ضيقة تحركها مذكرات تنظيمية للمرفق العمومي بغاية « إنقاذ الموسم » و » تصفية الأجواء » و » فك الاحتقان » في مقابل التناقض مع النصوص القانونية والتشريعية التي تحدد الاختصاصات والأدوار والتي لم تعد الوزارة تحترمها من خلال نقل الصلاحيات والمهام والأدوار  من إطار لآخر،  فبين عشية وضحاها ينتقل التأطير والمراقبة والتدبير المادي والمالي وتدبير جداول الحصص و…. بين أطر الوزارة انتقالا غريبا غرابة هذه القرارات التي تحتاج لمن يقول في وجهها ما قاله محمود درويش:
·    الزنبقات السود في قلبي
و في شفتي … اللهب
من أي غاب جئتي
يا كل صلبان الغضب ؟
بايعت أحزاني ..
و صافحت التشرد و السغب
غضب يدي ..
غضب فمي ..
و دماء أوردتي عصير من غضب !
يا قارئي !
لا ترج مني الهمس !
لا ترج الطرب
هذا عذابي ..
ضربة في الرمل طائشة
و أخرى في السحب !
حسبي بأني غاضب
و النار أولها غضب !

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

8 Comments

  1. الويزي
    19/02/2012 at 10:22

    تحية للأستاذ الكنبور
    لا أستغرب لقرارات السيد الوزير إنه أضعف من أن يدبر المرحلة
    سيدخل المنظومة التربوية في متاهات لن يتمكن من الخروج منها ولن تفيده النقابات المتواطأة معه حينها، وسيبحث عن رجال الإطفاءفلن يجد بجانبه سوى ضعفاء مثله سيبحثون عن مشجب يعلقون عليه أخطاءهم
    تدبير التغيير في جميع المحطات يحتاج الى نفس طويل والى أشخاص يومنون بالتغيير ويبدلون كل الجهود من أجله وليس الى من يجبر الخواطر وبسعى الى سلم سياسي مهما كلف ذلك من ثمن يؤديه تلاميذ هذا الوطن.
    أملي ان يكون لدى السيد الوزير بديلا لكنني أشك في ذلك
    لأن كل المؤشرات التي يدت من قراراته المتضاربة لحد الآن تدل على انه غير مستقر على رأي وبالتالي يفتقر الى استراتيجية لتدبير الإصلاح

  2. benyounes
    19/02/2012 at 11:39

    صدقت يا السي رشيد هذه هي الغيرة على تعليم أبنائنا و ليس ما يردده الغوغائيون الدين لا هم مع الوزارة و لا مع الشعب، الذي يجب أن يحاسب هذه الوزارة على الأموال و الجهود الضائعة التي صرفت و أزالتها الوزارة بجرة قلم إرضاء للكسلاء و أصحاب المصالح السياسية

  3. امال استادة التعليم الابتدائي
    19/02/2012 at 20:17

    اولا اشكر السيد الكنبور على تطرقه لكل هده النقاط التي تحز في نفس كل غيور على هده المهنة.لكن ما المني حقا هي المجهودات الجبارة التي بدلناها خلال الموسم الماضي حرب اعصاب لغدم استيعاب التلاميد للوضعيات خاصة الفرنسية اهدار الوقت والجهد في التصحيح و التفريغ و المعالجة حسب الفئات.نسخنا الاف الاوراق وحملنا انفسنا فوق طاقتنا تكييف البرنامج حسب الوضعيات و نفس الشيء قمنا به هده السنة وفي الاخير و بجرة قلم يلغى كل شيء و ببساطة.
    عفوا سيد الكنبور كان احرى ان تقول يا وزارة على دقوننا تضحك و بهممنا تستخف

  4. khadija
    20/02/2012 at 19:51

    je n’arrive pas àcomprendre ces décisions subites qui prennent àla légère l’avenir de nos enfants.il fallait plutot étudier cette pédagogie avantde l’adopter.et maintenant que nous avons travaillé avec nos élèves ;etavons fourni beaucoup de temps et d’efforts pour l’appliquer on y renonce comme si rien n’était fait; personnellement je pense qu’il ne fallait pas précipiter les choses et laisser le temps à cette pédagogie afin de pouvoir juger de son efficacité; pour moi mes élèves ont commencé àapprendre à écrire grace à cette pédagogie

  5. رشيد مفتاح
    20/02/2012 at 20:35

    القرارات و المراسيم و التشريعات ليست نصوصا مقدسة.

  6. سعيد المعلم
    20/02/2012 at 21:09

    بسم الله الرحمن الرحيم، شكرا ، أستاذ ، لقد أثرت تساؤلات كان أحرى طرحها عند النزول بما يسمى ب  » الإدماج  » و قبله عند الشروع بما عرف بالبرنامج الإستعجالي ككل…..المنطق يفرض نفسه ، و أنا من موقعي كرجل تعليم يا أخي لا أجد أدنى إشكال في رفس ما أتت به رياح كزافيي روجرز و أنزلته الوزارة على رؤوس الممارسين في الحقل التربوي كالصاعقة..إذا كان الإشكال في إلغاء  » الإدماج » يجر حسارة مادية و زمنية كما أشرت فاعلم أن ميزانيات صرفت قبلها دون أي مبرر و أخرى مرت عبر قنةات التصريف مباشرة إلى جيوب البعض….ماذا استفدنا من النظرية الروجرزية كمدرسين؟؟؟؟؟ هدر للوقت ، خلخلة لتراتبية المقرر و الدروس ..اللهم استفادة المؤطرين خلال التكوينات ماليا طبعا…فالضرع الذي كان يدر بعض الحليب لبعض  » المفتشين  » – سامحهم الله – سيجف، عذرا، نحن ؤجال التعليم / المدرسون رفضنا منذ البدء البرنامج الإستعجالي برمته ، ناضلنا ضد المذكرتين 204 و 122 ، كما أثرنا المشكل/ الإشكال خلال فترات التكوين ليناقش مع المؤطرين ، ماذا يكون الرد ؟؟؟  » غي سلك …..خدم بلي عطا الله … و ….. » بالله عليكم نحن من نحاسب الغير ماذا فعلنا لنصد ارتجال الوزارة و عبثها…و ك  » مفتشين » أو كهيأة المفتشين ، ماذا كان رد الفعل؟؟؟؟ تبكون مضيعة الوقت الذي كلفكم أياما معدودة من التكوين / التحضير…..ماذا شيفعل الممارس الذي تتبعثر أوراق عمله حين تجبرونه على تطبيق  » الإدماج  » رغما عنه؟؟؟؟ و الذي استمر لسنتين أو أكثر بقليل وحين يئن من الخلل و التناقض بين النطرية و الوضع الحالي تديرون له ظهركم …خلاصة ، أخي ، إذا كان إلغاء المذكرتين 204 و 122 سيسبب أزمة ماليا أهلا و سهلا بها لأن ذلك ربما كشف النقاب عن بعض الذين ركبوا مطيتهما للإسترزاق… و شكرا

  7. أستاذ
    20/02/2012 at 23:14

    الوزارة تعمل بسلوب استرجالي مند زمن بعيد أي أن قراراتها مرتبطة بميزاج السيد الوزير ، بيت القصيد أن المدرسة تعاني في العالم القروي فغياب أبسط ظروف العمل تجعل إنجاح العملية التربوية من المهام المستحيلة أحيي رجال تعيم الإبتدائي العاملين في الفيافي على قوة صبرهم و حبهم للوطن.

  8. سعيد طمطم
    23/02/2012 at 00:32

    بإجراءين بسيطين الكل فرح والمعركة تتحول من معركة ضد الوزارة الوصية إلى معركة بين الفاعلين التربويين:
    عند قدوم الوفا للوزارة سأل المحيطين به عن أسباب الاحتقان فلما أجابوه بصدق جرى ما يلي:
    لم يفعل الوفا سوى توقيف العمل ببيداغوجيا الإدماج وبناتها 122 و204 في منتصف الدرسة الدراسية فأوقف الأساتذة من الاحتجاجات والكل صار سعيدا جدا بهذا القرار وفي المقابل أعطى للمديرين إطارا ومهام إضافية فأوقفهم من الاحتجاجات والكل صار سعيدا بهذا القرار وأعطى للمفتشين صفعة بجعل الكل يتحدث عن غضبهم من انتزاع بيداغوجيا الإدماج كأنهم من وضعها وليس الوزارة.
    هذه ديبلوماسية المغرب في الخارج. كم أنت عظيم يا الوفا كما يقول عصام الشوالي

    عن موقع دفاتر

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *