قمة مغاربية بتوابل تونسية
شكرا فخامة الرئيس:
المبتدأ,سيدي, من تونس الخضراء ؛كما حرض عليها أبو القاسم الشابي؛في ديوانه الذي سيظل يكمل
حياة قصيرة جدا. هكذا حياة الفراشات ,النحل,العصافير و ضحكات الطفولة.
ديوان شعر يلد دولة حرة:
ليتني يا شعب حطابا لهويت على الجذوع بفأسي
أقسم البوعزيزي ؛إذ لطمته ذات سوار, أن يشعلها نارا في شبابه ,لتولد تونس ,وتكمل حياة ,قصيرة جدا؛ حلمت أن تكون حرة.
شكرا السيد المرزوقي ؛فأنت شابي حتى النخاع ,وبوعزيزي حتى آخر جمرة فيه.
وأنت مغاربي صادق ؛لأنك لم تكن في مراكش ,يوم تشابكت الأيادي ,وتنابذت القلوب.
طلبت من تونس الفيحاء أن تمهلك –وهي في شهر العسل- ريثما تسلم على الجيران, وتذكرهم بأن
العمر قصير ,والدرب طويل ؛والاتحاد المغاربي ينتظر من يحاوله:
بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه وأيقن أنا لا حقان بقيصرا
فقلت له لا تبك عينك إنما نحاول ملكا أو نموت فنعذرا
شكرا لكل من بكى الغربة المغاربية:
منتهى الغربة أن تكون مغاربيا ؛مع وقف التنفيذ. يولد لجارك فلا تهنئ؛يموت له ولا تعزي؛يمرض ولا
تعود.
ليس لأنك لا تريد بل لأن أقداما مرت من هنا؛ لا تعرف كيف يعيش المسلمون الجوار.
عقول لا تعرف ألا سعادة تعادل تحلق المغاربيين حول فصاع الكسكس.لم يكن أكلنا ,أبدا, شأنا فرديا ؛كما يفعل الأوروبيون.
أقصى درجات العزلة حينما يكون التاريخ شأن المؤرخين فقط؛ وليس الشعوب.
وحينما تكون الجغرافية المشتركة علما يتقنه المهربون فقط ؛و تمارسه الثعالب والخنازير البرية.
مراقي كبرى للامعقول حينما ننتظر- في الجزائر والمغرب- أن تصلح بيننا الأمم ؛وبيننا القرآن الكريم ,السنة النبوية؛لسان العرب ,وكل وقار الإمام مالك؛وكل الأخوة التي جمعت بين ابن تومرت وعبد المومن بن علي…
إن الذي همس في أذن هيلاري كلينتون بأن نجمة المغرب والجزائر ليست ضمن نجوم العلم الأميركي
يستحق تمثالا ينتصب بين البلدين ؛في مكان يختاره هو.
نرحب بك ضيفة فرح فقط…
إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية:
كدنا في المغرب نفتن بدعوة خليجية,فيها من السم أكثر مما فيها من العسل؛اعتبرناها تحية فقط ,ورددنا بأحسن منها: »نحن في المغرب منشغلون بالاتحاد المغاربي ».
تكشفت الحقيقة , لوحة على أبواب الخليج :مرحبا بالأحذية الثقيلة فقط.
مغرب قاص ,أكثر مما هو أقصى ؛ألا يغري هذا كل ذي ناب وظفر؟
لم تكن جزيرة ليلى غير توقيع اسباني بأن الاستعمار لا يزال منتصبا للاستعمار.لم تغفر اسبانيا بعد
لطارق بن زياد ؛ولم تنس جحافل يوسف بن تاشفين .نحن ندفع ثمن الوجود العربي القديم في الأندلس.
ندفعه ولو من طماطمنا وسمكنا ؛وحرائرنا, العاملات في مزارع ايزابيلا…
عاشت الجزائر –قصية أيضا- سنينها العجاف ؛فقهها المسلح ,جوار جامعة القرويين وكل علمائها.
سكت كل العلماء ؛هنا وهناك –بل وسكت العالم الإسلامي والغربي- ليترك سينما الفقه المغرض ؛والتفسير بقلم الرصاص,يخط سطور الموت ؛بالدم والحديد.
حلول من فقه الفرقة أفشلت كل خطط التنمية؛وجففت كل المنابع ؛حتى بدا الساسة سكارى وما هم بسكارى.
المغرب قاص ؛الجزائر قاصية.
ألا فليهنأ كل مخرب؛فقيها كان أم مهربا ؛أم جماهيريا من زمن كان.
ونواطير تونس:
اذ أذلهم الرئيس الهارب؛ ومشت فوق هاماتهم الرئيسة ؛بكل ولاءات القبيلة.
لم ينتبه أحد من المغاربيين لميلاد ثورة ؛وحريق في ضيعة الرئيس.
كادت فرنسا تحتل تونس ثانية ؛لولا أن تداركها برهان ربك؛ولو فعلت لثنت بالجزائر ؛وثلثت بواسطة العقد.
لم يكن لنا ؛كمغاربين صوت ؛ونحن نرى الناس يضبطون ,في تونس,متلبسين بالصيام ؛والصلاة.
وتقارير ,في أعقاب تقارير تتحدث عن عمرو ؛إذ صلى الجمعة في الزيتونة؛والعصر في النخلة. ماذا تنوي نيته؟ هل يدبر مكيدة لتبان الرئيسة؟
لم نسأل :ما بال تماثيل الو ندال غادرت المتاحف إلى قصور العم والخال؟
استغاث الغنوشي ,ليكمل صلاته,ليس الا ؛وما أغاثه غير البوعزيزي.
عاد وبيده « فيزا » خضراء ؛أمده بها طائر من الجنة.لعلها روح البوعزيزي.
والمرزوقي من استمع اليه وهو يردد مع أبي فراس الحمداني:
إذا الليل أضواني بسطت يد الهوى وأذللت دمعا من خلائقه الكبر
سجون لا تفتح إلا على سجون؛ونحن في المغارب نطوي التاريخ طيا ؛كيفما اتفق؛ولو لملمنا في أثوابنا أفاعي وعقارب ؛ولو شربنا في أكوابنا السم الزعاف.
وليبيا المنطوية على خجلها .
لم يحم أحد عورتها من أبناء الرئيس.
إذ ابيضت عيونها بكاء ؛كيعقوب النبي إذ خدعه بنوه .
أربعون حولا من الكذب الصراح ,والدجل المباح؛وقيل وقال؛ في كتاب سوء لا يصلح حتى للاستبراء.
كم روى الدجال من أحاديث؟ كم نظم المسخ من قصائد الرعب,وزرع من زهور الألم ؛في ليبيا القصية؟.
أعجبنا كلنا بعمر المختار,تاريخا ؛وسينما ؛ونسينا أن الدعوة لإنقاذ ليبيا من « غلمان بني أمية » كما قالت ذات النطاقين.
اعتقدنا أن البطل »أونطونيك وين » سيكمل العمل؛ ويجهز على المسخ في برج العزيزية المرعب.
لنستفيد من كل الكبوات الطباقا:
لنترك كل المواثيق الدولية جانبا؛فلها أرباب يحمونها ,ونبدع ميثاقا مغاربيا نعلمه لأبنائنا في المدارس:
ميثاق يضع استراتيجية, بعيدة المدى, لتذويب كل الدول في اتحاد مغاربي واحد.
لا أتحدث عن الخلافات, لأنها غير موجودة أصلا إلا في أذهان ترى أنه من الأفضل لها ألا ترى.
يجب أن نفكر في آلية تقي الشعوب المغاربية من بطش الحكام ؛بصفة نهائية.
من يدرينا فقد يلتئم جسد المسخ؛هناك حيث تذروا الرياح أشلاءه,ليعاود الحكاية الخضراء.
نريد ألا يفتى هنا وهناك ؛وعلماؤنا منتصبون لها. كما كانوا دائما ؛في الزيتونة وجمعية ابن باديس والقرويين ,وواحات موريتانيا ,ومضارب السنوسيين…. هذه حوزاتنا…
نريد أن يغضب المغاربيون ؛حينما تسقط ؛ولو شاة في ملوية أو باب الواد او جداول الخضراء.
نريد شبكات اجتماعية حقيقية ؛على غرار الشبكات الرقمية.
نريد إكمال كل القصائدالمغاربية؛كتابة كل الروايات ,إنتاج كل الأفلام المعلقة منذ 1994.
نقف على أبوابكم أيها الزعماء ؛ولا تضرب أكباد الإبل إلا إلى الكرماء.
اكرهوا بعضكم البعض ,كما يحلوا لكم ؛لكن اتركوا الشعوب تستنشق هواء الاتحاد.
ورغم غضبنا لا نريدكم إلا متحابين….
Ramdane3@gmail.com
Ramdane3.ahlablog.com
Aucun commentaire