تحصل حزب العدالة والتنمية على حصة مريحة من المقاعد البرلمانية , رغم الخناق والعناق والتآمر من أحزاب رجعية انتهازية مناسباتية ,تجمع بين طياتها رجال المال الحرام ,ممن يتفننون فن سرقة المال العام عن طريق الصفقات المشبوهة والعلاقات المحبوكة….أحزاب تختار مرشحيها ممن يستطيعون شراء الضمائر الرخيصة ,مسخرين لذلك شبابا عاطلا أو شبابا طامعا,أو شبابا مغفلا…وستثبت الأيام كيف سيتنكرون لهم ويغيرون لونهم.

   كان بإمكان حزب العدالة والتنمية أن يتحصل على الأغلبية المطلقة التي تمنحه حق تكوين حكومة من فريقه لا غير ,عندها يمكن مساءلته مساءلة المسئول عن كل فعل ….إلا أن تفريخ أحزاب الكوكوت, التي تظهر سرعة البرق وتختفي مع الظلام الدامس….

 وكان بإمكان حزب العدالة والتنمية أن يتحصل على الأغلبية المطبقة,لو اعتمدنا الترشيح الفردي الذي يتنافس فيه مرشحو الأحزاب داخل الدوائر بأسمائهم وأحزابهم,بدل الترشيح باللائحة والذي يفرض على المصوت اختيار لائحة بكاملها ,مما يمنح الفرص لوكلاء اللوائح على حساب المرتبين بعدهم والذين ينتظرون حصول الوكيل على حصة كبيرة قبل أن يحين دورهم,بل إن الناخب يصوت على من لا يعرفهم , زيادة على عملية شراء الضمائر والتي تسهل بطريقة الانتخاب باللوائح ,حيث يسهل الإنزال بعدة دوائر ويسهل توزيع بركات على الضعفاء المغفلين الطامعين في ملء بطنهم ليلة مقابل تجويعهم خمس أو ست سنوات.

   ما علينا…. تحصل حزب العدالة على نصيب هام من المقاعد تخوله العملية رئاسة الحكومة وتكوين تحالفات مع بعض الأحزاب,وهنا يكمن بيت القصيد.

   –  إذ على حزب العدالة والتنمية ألا يتحالف مع أي كان وباية طريقة كانت. فقد يكرر تجربة السيد اليوسفي عندما تحالف مع سبعة أحزاب , وانتهى به الأمر الى الاستقالة من الحكومة بل اعتزل حتى من حزبه, وأظنه أحبط من جراء حكومة مشكلة من وصوليين ,انتهازيين خونة لوطنهم.

  –  على حزب العدالة والتنمية ,أن يحترس من بعض الأحزاب ,التي قد تعمل على إفشال مشروعه بتعاملاتها  المشبوهة وسياساتها المفضوحة.

  – على حزب العدالة والتنمية ,الضغط والتشبث ببعض المبادئ , بدل الخضوع لمساومات قد تفقده مصداقيته.

 – على حزب العدالة والتنمية , عدم مجارات تيار الفساد لعائلات حكمت البلاد ولم تزده إلا تخلفا وفقرا,مختبئة وراء غطاءات حزبية .

  – على حزب العدالة والتنمية أن يضع خطة سياسية تروم محاربة الفساد بتشديد المحاسبة مع أعضاء فريقه والذين يجب ان يلتزموا خطوط حمراء ويلتزموا بقرارات الحزب وتوجهات الحزب.

  – على حزب العدالة والتنمية, أن يضع ضمن مخططه المحاسبة لكل المسئولين ,بزرع الشفافية والدقة وحسن الاختيار والعدالة والموضوعية,وإعمال المصلحة العامة فوق كل اعتبار.

 – على حزب العدالة أن يفرض ميثاقا مع الأحزاب التي قد يتكتل معها ,مضمونه تحقيق نتائج معينة على مستوى التنمية في مختلف المجالات, وترشيد المال العام حسب الأولويات,والتزام أعضاء الحكومة المقترحين باحترام المبادئ الأساسية لأحزابهم ,إن كانوا يملكون فعلا مبادئ,أم هي شعارات لحظية انتخابية…

     إن المغرب يتواجد في موقف صعب ,العالم العربي يغلي,والبطالة متزايدة ,والتنمية غير واضحة المعالم,والفساد جلي,والاختلاسات لا حصر لها,والتسيب الإداري ظاهرة عامة…..الحال حرج والوضعية لا نحسد عليها….فهل هناك أمل في النجاة ؟؟؟؟؟؟