شوف لا تشوف هذا هو ذنب رشيد نيني
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وآله وصحبه أجمعين
شوف لا تشوف: هذا هو ذنب رشيد نيني
بقلم : عبد المجيد بنمسعود
حينما أسس رشيد نيني جريدته » المساء » منذ سنوات، ومهر كل عدد من أعدادها بعموده الشهير « شوف تشوف »، لم يكن ذلك إلا تعبيرا صادقا عن رؤيته لرسالة الصحافة والصحفي في المجتمع، باعتبارها رسالة نصح له وتقويم، وتشخيص لعلله وأدوائه، ولم يكن ذلك النصح بالنصح البارد الذي يستوي عنده أسمع أم لم يسمع، بل كان صوتا جهيرا ملحاحا، مفعما بحب الوطن إلى حد الهوس والجنون، حريصا على سلامته وأمنه،ورفعته وسؤدده، ولطالما تحول ذلك الصوت إلى صفارة إنذار مدوية في الآفاق، حتى ليسمعها القاصي والداني ممن يهمهم أمر الوطن، فيهبوا لحمايته من المتطاولين على حرمته، العاكفين على خرق سفينته بكل جهالة واستهتار، وعند هذا الحد يكون الصحافي قد أدى قسطا كبيرا من رسالة التنبيه والبلاغ، والإسهام من موقع الشهود على المجتمع في الإصلاح والبناء، ويبقى على من لهم أمر التدخل وصلاحية التنفيذ، أن يكونوا في مستوى ماهو موكول لهم من وظائف وأدوار، لينهض الوطن من عثراته، ويضمد جراحاته، ولتنفك عنه العقد الشيطانية، وينزع عنه لباس البؤس والوهن.
لقد كان رشيد نيني عبقريا عندما اختارا عنوانا لعموده الشامخ: » شوف تشوف »، فلن يمنع استعماله الشعبي ومسحته الدارجة، وهو الفصيح، من النفاذ إلى ما يكمن فيه من رؤية فلسفية عميقة صافية، مفادها أن النظر الواعي إلى الأشياء، والتدبر في أحوال المجتمع من منطلق الحب والولاء، كفيلان بكشف الحقائق ورصد المخاطر المحدقة بالوطن، قمينان بضبط كل من أراد به سوءا من اللصوص والوصوليين والفاسدين المفسدين، ومن كل من يأكل طعام الوطن ويشرب ماء الوطن، ويتنفس هواء الوطن، ويكسر الماعون بكل صلف واستهتار.
إذا أردت أن تبصر وكانت لك نية الإبصار، فإنك ستبصر لا محالة، وستتجلى أمام عينيك الحقائق بكل جلاء، وبتعبير عنوان عمود رشيد نيني، فك الله أسره، إذا مارست فعل الشوف فإنك ستشوف ما تعلقت إرادتك بأن تشوفه، وترتبط نسبة الحقائق، وجلاء الصور التي تعكس الحقائق، بمدى استخدامك للحواس التي وهبك الله إياها، وبمدى خلوص الدوافع التي تصدر منها وأنت تغوص في البحث عنها والتنقيب عن دلائلها ومظاهرها.
ودلالة أخرى يحتملها العنوان في استعماله الشعبي المصاغ في صيغة التخيير الشبيه بالاستفهام: » شوف تشوف؟ »، إنها دلالة تحميل المسئولية الثقيلة لمن تخاطبه في شأنها، هل هو سيقدرها حق قدرها، ويرعاها حق رعايتها، أم انه سيفرط في شروطها ومقتضياتها، وأيا ما يكون الاختيار الذي ستنعقد عليه نيته وإرادته من ذينك الطريقين، فهو الذي سيتحمل النتائج ويجني الثمار، حلوة كانت أم مرة. فانظر يا من تبصر واقع المجتمع الذي أنت عضو منه وتزعم الانتماء إليه، وتشوف أحواله، ماذا تريد؟ وإلى أين تقصد؟، هل تتشوف إلى أمنه وسلامته، وتقدمه وازدهاره؟ أم تراك تروم دماره واندثاره؟ فشوف تشوف مقولة فلسفة كبيرة لمن يمعن فيها النظر، ويسبر أبعادها وأغوارها. فهل يا من تطالع المجتمع من منصة « شوف تشوف »، تقف مع من يحبون الخير للوطن ويعملون له بما يستطيعون، أم أنك ترضى لنفسك أن تسلك في زمرة المفسدين الذين يشترون بالوطن وعزته ثمنا قليلا؟
إن البشر خطاء، ونيني من البشر، وعلى فرض أن يكون قد أتى ما يلام عليه من منظور السلطات العليا للمجتمع، أفلا تشفع له أياديه البيضاء ونصحه لهذا الوطن، والدفاع عن ثوابته ومقدساته، في أن يكون طليقا يمارس مهمة النقد البناء التي تمثل صمام الأمان ومقدمة لإصلاح الحال؟
إننا نخشى على التيار الذي يمثله « شوف تشوف » أن يصيبه فتور وانكسار، بإخماد من يمثله من أصوات حرة تنشد خير الوطن، لصالح التيار الذي يحمل عنوان وشعار » شوف لا تشوف » الذي يمثل سلوك النعامة أوالشيطان الأخرس الذي يسكت على الموبقات، ويسعى إلى صناعة الصم البكم العمي الذين هم شر الدواب مصداقا لقوله تعالى: » إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون »
1 Comment
L’emprisonnement de MR RACHID NINI fait de lui un Héros National, un
victime de tout un complot commandité par des grosses têtes(d’ici et
d’ailleurs)qui jouissent dans notre pays et qui amassent des fortunes
à la pelle en restant solidaires entre eux.
La détention de MR NINI me fait penser à un ancien film d’espionnage
titré : »L’HOMME QUI EN SAVAIT TROP », seulement dans l’histoire du film,
l’homme s’est fait assassiner alors que notre RACHID s’est fait séquestré.
Les ENQUÊTES menées par MR NINI doivent être prises au sérieux par les
autorités intègres et doivent être élucidées et portées à l’avis du
public.
MR NINI doit être un conseiller de 1ère classe.